"أنس مالك الأبكع" هو الأول على محافظة "دير الزور" في الشهادة الثانوية فرع العلمي نظام حديث بمجموع 288 علامة، أي أقل من المجموع الكامل بعد إضافة اللغة الفرنسية بعلامتين، فقدهما في مادة اللغة العربية.

يفاجئك "أنس" بأنه يكسر الصورة النمطية الراسخة في خيالنا عن المجتهدين، فرغم نظاراته الطبية التي تشي بساعات القراءة الطويلة، إلا أنه يتمتع بملكة التحدث بثقة، وبحس فكاهة يوضح أنه من الذين لا يفوتهم أي شيء، ولم تحبسهم كتب المدرسة في صفحاتها فقط.

أرغب في دراسة الطب البشري في جامعة "دمشق"، والطب رغبتي مذ أن كنت صغيراً، وليس لأنني حصلت على المجموع الذي يخولني من دراسة الطب. وأود أن أشكر أهلي ومدرستي "الباسل للمتفوقين"، على كل ما قدموه لي وشاركوا من خلاله في نجاحي، وأحب أن أوجه شكراً خاصاً لخالي "أسامة الضللي"، الذي كان يحفزني كثيراً، ويردد على مسامعي دوماً الحكمة القائلة: على الإنسان أن يسعى، وليس عليه إدراك النجاح

وقبل البدء بأسئلتنا، بادرنا "أنس" فوراً بالتالي:

أنس يتحدث للموقع

«لا أحب الأسئلة النمطية التي تُسأل للأوائل في كل عام، لكن ومع هذا، فأنا لا أؤمن أبداً بموضوع تقسيم الوقت خلال اليوم للدراسة، أي كما يفعل البعض عندما يخصص ست أو سبع ساعات للقراءة، ونصف ساعة للراحة وما إلى هنالك، وهذا غلط كبير برأيي، لأنه من الممكن أن يتعب الذهن قبل انقضاء الفترة المحددة، لذا فأنا أدرس ما دمت أستطيع الدراسة، وأرتاح عندما أتعب، كما أنني لا أستطيع الإجابة على سؤال: كم ساعة في اليوم تدرس؟ وذلك لأنني لا أعد ساعات الدراسة، لكنها على الأغلب لا تقل عن 12 ساعة، وأنا أحبذ الدراسة الصباحية».

**الأهل والثقة

وعن موضوع تشجيع الأهل، قال "أنس":

«لا أذكر أن أهلي طلبوا مني ولو لمرة واحدة أن أدرس.. كانوا يشجعونني دوماً، لكنهم واثقون برغبتي في التفوق، لذا لا يلحون علي كما يفعل الكثير من الأهالي.

ويساعدهم في هذا الأمر أنهم يعلمون أنني ومنذ بداية العام الدراسي، أحفظ دروسي أول بأول، وأمتحن نفسي بها، لذا لا داع للإلحاح.

وبالمناسبة، فإن والدي أيضاً نال المرتبة الأولى على المحافظة في الشهادة الثانوية، وهذا الأمر كان من أهم الأمور التي دفعتني للتفوق لأعيد التجربة، والحمد لله أنني حققت هذه الأمنية».

وقال والد "أنس" الدكتور" مالك الأبكع":

«"أنس" يعرف مصلحته جيداً، ووضع التفوق نصب عينيه منذ أن كان في المرحلة الإبتدائية، لذا هو لم يحجني يوماً إلى التدخل في مشواره الدراسي.

وبالنسبة للشهادة الثانوية، فقد كان دافعه الأساسي في تفوقه الحصول على المجموع الكامل، لذا كان مجداً ومتابعاً.

ومن أسباب ثقتي به أيضاً، أنه ليس من الشباب الذين يهتمون بالقشور ويصرفون وقتهم عليها وفي ملاحقتها، بل كان همه العلم، والحمد لله، لم يضيع الله له تعباً، ووصل إلى ما وصل إليه».

وعن مشاريعه المستقبلية قال "أنس":

«أرغب في دراسة الطب البشري في جامعة "دمشق"، والطب رغبتي مذ أن كنت صغيراً، وليس لأنني حصلت على المجموع الذي يخولني من دراسة الطب.

وأود أن أشكر أهلي ومدرستي "الباسل للمتفوقين"، على كل ما قدموه لي وشاركوا من خلاله في نجاحي، وأحب أن أوجه شكراً خاصاً لخالي "أسامة الضللي"، الذي كان يحفزني كثيراً، ويردد على مسامعي دوماً الحكمة القائلة: على الإنسان أن يسعى، وليس عليه إدراك النجاح».