لفت الأنظار إليه في العامين الأخيرين كموهبة موسيقية مثابرة، وتمكن رغم عمره الذي لم يتجاوز السبعة عشر ربيعاً، من فرض حضوره الفني على «أولاد الكار» حيث بات رقماً من الصعب إهماله كمشارك «فراتي» في العود أو الإيقاع... مع ثابت عزاوي «طالب البكالوريا» و«عاشق الموسيقى» كان لـedair-alzor هذا الحوار الذي بدأناه بالسؤال:

كيف بدأت علاقتك بالموسيقى؟!!..

تعلمت من أسرتي أن الموسيقى جزء من الحياة لا غنى عنه، وهي ليست ترفاً، بل «ضرورة أساسية» لا يمكن تجاهلها، لقد فتحت عيني على الدنيا لأراها حاضرة في الوسط المحيط بي، فقد كنت أسمع دائماً أخي الأكبر يعزف على العود، والأوسط على آلة إيقاعية، وهما عازفان ماهران لهما دور كبير في علاقتي بالموسيقى.

متى كانت البداية الحقيقية؟!!..

في الابتدائية حيث تعلمت قليلاً من مبادئ الموسيقى على «الأورغ» لكن محاولاتي الحقيقية كانت على آلة العود، وقد اعتمدت أسلوب «التعلم الذاتي» لعدم توافر من يمتلك علماً منهجياً في مدينتي، وإن وجد فإنه يبخل بالعلم القليل الذي يمتلكه، لهذا فقد واظبت على محاولة عزف كل ما أسمع، ورحت أعزف لكبار الفنانين مثل: مارسيل خليفة وشربل روحانا ونصير شمّا والرحابنة.

هل تكفي الموهبة لصنع «الموسيقي الفنان»؟!!..

الموهبة وحدها غير كافية لصنع موسيقي قادر على الإبداع، فالعلم الأكاديمي والمنهجي هو الضامن الحقيقي للتطور على الأصعدة كافة، وأهمها التكنيك والتذوق الموسيقي.

ما تعريفك الخاص للموسيقى؟!!..

الموسيقى «فعل مقاوم» وهي ترقى بالروح وتطور الذائقة الجمالية في المجتمع بعامة، وهي قادرة على التقاط التفاصيل الصغيرة في الحياة، والتي قد تخفى على الكثيرين، والموسيقى قادرة على بعث الحياة أو إعادة خلقها في كل تفصيل من تفاصيل الحياة.

ثمة من يربط الموسيقى بالغناء؟!!...

من أهم الأخطاء ارتباط الموسيقى عند الناس عامة بالغناء!!.. الغناء ضروري في كثير من الأحيان، لكن تقييد الموسيقى به ينزع عنها أهم ميزاتها وأعني: التجريد، والموسيقى غير قاصرة عن التعبير، بل في كثير من الأحيان تكون الموسيقى وحدها أبلغ ألف مرة من الغناء.

اتجهت إلى التأليف، كيف كان ذلك؟!!..

تم ذلك بعد أن تمكنت من الأدوات الأساسية للموسيقى، خاصة بعد أن أهداني أخي الأكبر عوداً بسبعة أوتار، وتره السابع لم يوضع بشكل تقليدي في القرار، بل أتاح له مساحة صوتية واسعة بوضعه في الجواب، وهو عودي الذي أعزف وأؤلف عليه اليوم، وأؤكد أن التأليف يحتاج إلى أسس نظرية متينة، والموهبة وحدها لا تكفي، فإذا لم يتمكن الموسيقي من أدواته الفكرية والعلمية والإبداعية، فإنه يظل عاجزاً عن التأليف.

ما هي أهم المراحل التي ينبغي للموسيقي المرور بها قبل خوضه غمار التأليف؟!!..

سماع الموسيقى بشكل مكثف، والقيام بدراسة تحليلية للمقطوعة التي يسمعها من جميع جوانبها، ففي سماع الموسيقى فائدة أخرى عظيمة، وهي أنني عندما أسمع آلة ما، فإنني قد أتطور على صعيد آلتي، حيث أنني مقتنع بأن العود قادر على أداء مختلف وأصعب المقطوعات، وعندما أسمع تكنيكاً صعباً أطبقه على العود، فتكون النتيجة طابعاً غريباً وغاية في الجمال والتجديد.

وماذا عن علاقة الموسيقى بالفنون الأخرى وخصوصاً الشعر؟!!..

هي علاقة عضوية، وهذه إحدى أهم الأفكار التي أدعو إليها، وهذا ما جسّدته على ارض الواقع، فقد أقمت

مع أخي عبد الوهاب أمسية شعرية موسيقية بعنوان «أنا والبحر» في المركز الثقافي الروسي بدمشق، وأنا أعدّها من أولى وأهم التجارب الموسيقية الشعرية في سورية، حيث قمت بوضع موسيقى تعبر عن مضمون القصيدة الملحمية «أنا والبحر» بشكل تحليلي، وذلك عبر تقسيم القصيدة إلى مقاطع ألّفت لكل مقطع منها موسيقى تعبر عن المضمون والفكرة التي تحكيها «القصيدة/الملحمة» وقد بدأت بالموسيقى التي تضع المتلقي في جو القصيدة، ومن ثم تتالت المقاطع في تصاعد واكبته الموسيقى وزادته غنى.

من هو أهم ناقد للموسيقي؟!!..

أهم ناقد للموسيقي هو الموسيقي نفسه، وأنا أنتقد نفسي وبقسوة أحياناً، وهنا تكمن أهمية الاستفادة من أخطاء المؤلفين الآخرين وتجنب الوقوع فيها، وكي لا يقيد المؤلف نفسه، فليس عليه أن يلزم نفسه بالتأليف لفكرة محددة مسبقاً، وأنا أؤلف لموضوع معين سلفاً، أحدد عنوانه وخطوطه العامة، ولكنني في أكثر الأحيان أبدع لحناً بدون نية مسبقة سوى متعتي الشخصية.

كيف ترى واقع الموسيقى المحلية؟!!...

الموسيقى المحلية تتطور ببطء شديد، نتيجة المفاهيم الخاطئة والقوالب الجامدة، ولافتقار أغلبية الموسيقيين إلى الثقافة والعلم الموسيقي الكافي، وكذلك «استغباء» الجمهور من قبل طائفة من العاملين في حقل الموسيقى، فعلى سبيل الطرفة وفي إحدى الأمسيات التي أحياها مجموعة من العازفين، تم وضع حوامل للنوطة أمام كل منهم، ولكن طوال الأمسية التي دامت حوالي الساعتين، لم يقم أحدهم بتغيير ورقة النوطة أمامه، والسبب أنه لا يوجد سوى ورقة واحدة مكتوب عليها أسماء المقطوعات التي أدوها.

وماذا عن النشاطات القادمة؟!...

وصلني العديد من العروض، لكنني اعتذرت عنها بسبب وضعي الدراسي، فأنا في مرحلة دراسية حاسمة تحدد مستقبلي بشكل كبير «طالب شهادة ثانوية - الفرع العلمي».

ثابت قاسم عزّاوي

  • من مواليد دير الزور «7/تموز/1990».

  • مثل سورية في تونس وأحيا فيها أمسيتين موسيقيتين.

  • شارك بعزف منفرد «29/نيسان/2006» في الندوة التكريمية بمناسبة الذكرى الثامنة لوفاة الشاعر نزار قباني.

  • أقام له المركز الثقافي العربي بدير الزور أمسية موسيقية «7/5/2006» قدم فيها تجارب وأنماط موسيقية، وعزف مقطوعات لكبار الفنانين العرب والعالميين وشيئاً من تأليفه، بالإضافة إلى مقطوعات تراثية قام بتطويرها، وهي تعد أول أمسية عزف منفرد في تاريخ محافظة دير الزور.

  • شارك في حفل موسيقى جاز مع «ثلاثي فرانك ويست – فرنسا».