«لكل امرئ من اسمه نصيب»... ستخطر هذه المقولة ببالك، إن تعرفت على هذه السيدة، التي لا يمنعها كونها من أوائل سيدات الأعمال في دير الزور، وممثلة مؤسسة «مورد» في المنطقة الشرقية..

ومالكة مركز «الأوائل» للغات والكمبيوتر، والمدير المالي والإداري لمركز تطوير الأعمال، من التعامل مع كل من تلتقي به بمنتهى البساطة واللطف.

السيدة وصال «أم آدم» من الشخصيات النسائية المشهورة في دير الزور، فهي من أوائل السيدات اللواتي اتجهن نحو العمل الخاص كموظفة، ومن ثم أسسن أعمالاً خاصة بهن، في وقت كانت دير الزور ما تزال تنظر بشيء من التحفظ وعدم الرضى، إلى عمل المرأة في القطاع الخاص، فقد باشرت «أم آدم» عملها الأول بداية التسعينات من القرن المنصرم، بعد أن حصلت من جامعة حلب على إجازة في اللغة الإنكليزية عام 1988.

وعند لقاء edair-alzor بها لم نبذل أي جهد لمعرفة مواليد هذه السيدة، كما هي العادة عند السؤال عن مواليد السيدات، فقد بادرت منذ البداية وقبل أن نسألها بالقول: إنها من مواليد العام 1962.

عن المراحل التي مرت بها قبل أن تصل إلى مرحلة مالكة العمل، أوضحت السيدة وصال أنها لم تعمل أبداً في القطاع العام، وهي عملت بداية في شركة الدولية للإطعام، في قسم السكرتارية، وتدرجت في العمل حتى أصبحت نائبة لمدير الشركة.

بعد ذلك انتقلت إلى شركة كنامة للخدمات النفطية، وكانت مسؤولة عن الأمور المالية فيها، ثم مديرة لمكتب السياحة في الشركة نفسها لمدة عام، قبل أن تسافر إلى الولايات المتحدة وتتبع فيها دورات كمبيوتر اختصاصية لمدة أربعة أشهر.

حبها للعمل لم يبعدها عن أسرتها، فبعد أن تزوجت، خصصت ثماني سنوات كاملة لتربية أبنيها «آدم ونوح» وتأمين العناية الكاملة لهما، وبعد أن اطمأنت عليهما، عادت للعمل، فأنشأت مركز الأوائل للكمبيوتر واللغات، وهو من أوائل المعاهد الخاصة في دير الزور. وفي عام 2005 أصبحت الممثلة الرسمية في المنطقة الشرقية لمؤسسة «مورد» التي يتمحور عملها حول تفعيل وتطوير دور المرأة السورية في التنمية الاقتصادية.

وعندما قررت الأمم المتحدة، بالتعاون مع هيئة تخطيط الدولة، افتتاح مركز إبداع وتطوير الأعمال الصغيرة والمتوسطة بدير الزور، وقع الاختيار على مركز الأوائل الذي تملكه السيدة وصال، وبالفعل نقلت مركز الأوائل إلى مقر جديد، وقامت بتأجير المقر القديم لمركز التطوير، الذي أصر مؤسسوه على الاستفادة من خبرتها، وهي تشغل فيه حتى اللحظة، وظيفة مدير مالي وإداري.

السيدة وصال أرجعت الفضل الأول في نجاحها إلى والدها المرحوم ذاكر عواك، الذي وصفته بصاحب العقلية المنفتحة، الذي أصر على تدريسها وأخواتها.

وعن حديثها باللهجة الديرية الخالصة، التي لا تخالطها أية لهجة أو لغة أخرى، كما تدرج العادة الآن قالت «أم آدم»: لست عاجزة عن الحديث بلغة أخرى أو لهجة أخرى، لكني ابنة دير الزور، نشأت ودرست وكافحت فيها، وفيها أصبحت على ما أنا عليه اليوم، لذلك لا أتحدث إلا باللهجة الديرية، ولن أتحدث إلا بها.

هذه هي وصال عواك التي تبتسم لكم في الصورة، وبالمناسبة هي لا تبتسم في الصورة فقط، بل دوماً وللجميع.