رغم كل ما حققه المغترب "نجم الحمود" من نجاح وظيفي إلا أن الشوق لتراب الوطن كان فوق كل تلك الامتيازات والفرص التي يتيحها الاغتراب.

eDeiralzor التقى هذا الشاب ليكون له معنا هذا الحوار، فبدأه معرفاً بنفسه قائلاً: «ولدت في حي "الشيخ ياسين" في "دير الزور" في 8/6/1976، وعشت طفولتي هناك وهي أجمل أيام حياتي، ودرست في أحب مدرسة على قلبي وهي "عدنان المالكي" حيث تعرفت فيها على أعز أصدقائي الذين ما زالوا باقين في ذاكرتي ووجداني، تابعت بعدها تعليمي في "دير الزور" لإكمال دراستي الجامعية في المعهد الهندسي في جامعة حلب قسم العمارة- محاسبة ونظم معلومات، في التعليم المفتوح.

أشتاق للكثير من الناس في الوطن الأم، ولكن أكثر الأشخاص الذين اشتاق إليهم هي أمي. أما الأماكن فلكل شبر من مدينة اسمها "دير الزور"، إذ لم أرها منذ سنوات عدة، وأكثر ما أشتاق للجسر المعلق وللفرات

في الحقيقة بدأت حياة الاغتراب لدي مبكرة منذ خرجت من "الدير" ولا أنكر بأن 380 كم قد لا تسمى اغتراباً، لكنه برأيي اغتراب فمنه تعلمت الكثير وطورت مهاراتي أكثر في مجال المقاولات والكمبيوتر، وحملت جل الاشتياق للبلد وأهل البلد وكان لسبل العمل دور في استمراري حيث عملت بالمقاولات لأكثر من 10 سنوات وبأهم المشاريع في سورية/مشروع الخط الرابع بأقسامه من نفق المياه إلى قنوات الضخ/ بالإضافة إلى عملي في مركز لصيانة الكمبيوتر.

إن طموحي لن ولم ينقطع وهذا ما جعلني ابحث بين صفحات الجغرافيا عن أماكن أحط رحالي بها لأشبع فضولي وشدة توقي إلى العلياء، وكانت محاولتي في "صوفيا" العاصمة "البلغارية" 1999 محاولة موفقة من ناحية سعة التجربة والتنقل ولكن محاولتي الناجحة كانت قد أينعت في "الدوحة" عاصمة دولة "قطر" 2006 حيث حصلت على الماجستير لإدارة الأعمال وأنا بصدد الدراسة للحصول على البكالوريوس بالهندسة المدنية بالإضافة إلى عملي الذي بدأت به في أبراج جزيرة اللؤلؤة "القطرية" كمعاون مدير برج- والآن اعمل في شركة تنفيذ فيلات وأبراج كمنسق عام وجودة».

كما وضح "الحمود" الدور الكبير لتجربة الاغتراب في تطوير طريقة تفكيره، ومستوى طموحه إذ يقول: «إن سألتني يا أخي عما أضافته الغربة من تجربة لقلت لك الكثير والكثير وسأختصر موجزاً "مهارات متنوعة وقدرة عالية على التواصل مع بشر من جميع الجنسيات ومختلف الأعمار ومختلف أنواع العقول، عدا الخبرات التي أضيفت إلى صفحة خبراتي التي اكتسبتها من وطني الأم، عدا تطوير شخصيتي وذاتي ومركزي الوظيفي ودخلي المادي الذي احسبه آخراً لأن توقي إلى العلم والمهارات والخبرات هو الأول من مقصدي».

و"الحمود" كسائر المغتربين له شوقه الخاص الذي يشده إلى وطنه الأم، إذ يعبر عن ذلك بقوله: «أشتاق للكثير من الناس في الوطن الأم، ولكن أكثر الأشخاص الذين اشتاق إليهم هي أمي.

أما الأماكن فلكل شبر من مدينة اسمها "دير الزور"، إذ لم أرها منذ سنوات عدة، وأكثر ما أشتاق للجسر المعلق وللفرات».

ومن الأصدقاء المقربين من الأستاذ "نجم الحمود" التقينا السيد "عبد الله اسماعيل"، خريج كلية الحقوق، والذي كلمنا عما يتسم به "نجم" من خصوصية إنسانية كانت عاملاً أساسياً في نجاحه في بلاد الاغتراب، إذ يقول: «"نجم الحمود" شخص ذو إنسانية عالية، إذ يحاول على الدوام ملء الجو المحيط به بالضحك حتى ولو مر بأزمات نفسية وظروف صعبة، وقد ساعدته طبيعته هذه في النظر للنصف الممتلئ من الكأس إلى زيادة تطلعاته وطموحه نحو الأفضل».