شاب استطاع أن يجعل من الاغتراب رحلة نجاح حقيقية، إذ أوصله تطويره الدائم لقدراته في العمل لمستوى وظيفي عالٍ مكنه من العمل بأميز الشركات في مجال اختصاصه.

إنه الجيولوجي "معاذ الشيخ" الذي التقاه eSyria ليبوح لنا بخصوصية تجربته خارج الوطن الأم، فتفضل قائلاً: «ولدت في "دير الزور" عام 1978، حيث درست مرحلة التعليم ما قبل الجامعي في مدارس وثانويات "دير الزور"، أما دراستي الجامعية فكانت في كلية العلوم الجيولوجية في جامعة "حلب"، حيث تخرجت في عام 2002، التحقت بعدها بالعمل بعد تخرجي بفترة قصيرة في شركة نفط أمريكية اسمها "بيكر هيوز أنتك" وذلك بفرعها في "دير الزور"، إذ دخلت في البداية في مرحلة تدريب استمرت ستة أشهر، وبعدها تمكنت من العمل الجيولوجي بوظيفة فاحص طيف الحفر أثناء عملية حفر آبار النفط والغاز، استمرت مدة عملي مع هذه الشركة ثلاث سنوات من 2002 وحتى 2005 اكتسبت من خلالها خبرة جيدة جداً في ممارسة العمل الجيولوجي، وإتقاني للغة الإنكليزية أهلني وسهل لي الطريق لأتقدم لمراسلة شركة نفط "هاليبرتون" وهي ذات صيت على مستوى عالمي، لأتمكن بعدها من العمل فيها ضمن فرعها في سلطنة "عمان منذ 2005 وحتى هذا الوقت، ومن خلال عملي مع هذه الشركة تمكنت من زيادة خبرتي في مجال العمل الجيولوجي وتطويره من خلال التعرف على أنظمة حفر جديدة وأساليب متطورة في العمل».

استطاع الجيولوجي "معاذ" أن يثبت نجاح ودقة في تنفيذ العمل المطلوب منه، بل استطاع مع المجموعة يعمل معها أن يكوّنوا فريق ناجح بكل المقاييس

وقد ساهمت تجربة الاغتراب في تطوير مهارات "الشيخ"، إذ يشرح لنا هذا ذلك بقوله: «أكسبتني تجربة الاغتراب في سلطنة "عُمان" زيادة في سنوات الخبرة لتصل إلى تسع سنوات من الخبرة العملية والنظرية، من خلال إجراء دورات جديدة في تخصصات أخرى ضمن العمل الجيولوجي الحقلي، ولأرتقي إلى صفة جيولوجي أول في حقل آبار النفط والغاز المنتجة والاستكشافية، كما أعطتني تجربة الاغتراب مزيداً من الثقة بالنفس، وتحمل المسؤولية في مجال العمل، وإدارته في الحقل، والتواصل والتنسيق مع مكاتب الشركة والشركات الأخرى العاملة في مجال النفط والغاز، وتمكنت من خلال وجودي في السلطنة أن أقيم علاقات طيبة مع الإخوة العمانيين ضمن مجال عملي، والأعمال الأخرى والتعرف على المجتمع الخليجي، والعماني خصوصاً، وعلى طبيعة العلاقات والتعاملات مع المجتمع الجديد، وطرق التواصل معهم».

أما بالنسبة لعلاقته بأفراد من الجالية السورية المقيمة في سلطنة "عُمان" فهي جيدة، لولا صعوبة التواصل التي تسببها طبيعة عمله، إذ يشرح لنا "الشيخ" هذه النقطة بقوله:

«تربطني علاقات جيدة مع كثير من الإخوة السوريين المتواجدين هناك، ولكن لطبيعة عملي في الصحراء حيث آبار النفط دور في التقليل من إمكانية التواصل مع أصدقائي من الجالية السورية في السلطنة».

أما ما يفقده "الشيخ" من الأشياء الجميلة في الوطن فهي أشياء كثيرة لا يمكن حصرها، ولكنه ذكر لنا بعضها بقوله: «ومن خلال وجودي في "عُمان" لا يفارقني الوطن أبداً، إذ أشتاق إلى أهلي وأصدقائي في سورية وخصوصاً الجلسات اليومية سواء الصيفية أو الشتوية إذ لكل منها طقوسها الخاصة فجلسات الصيف تكون ليلاً على ضفاف الفرات الجميل، أما في الشتاء فجلسات السمر بالقرب من المدفأة سواء تلك التي مع الأهل أو مع الأصدقاء وما يرافقها من ضحكات وتبادل للحديث بجو يملؤه الود والمحبة لهي أشياء نفتقدها في المغترب أشد الافتقاد».

ونجاح الجيولوجي "معاذ الشيخ" في عمله يؤكده مديره في العمل، إذ يقول السيد "حسن مختار" مدير مكتب شركة نفط "هاليبرتون" في سلطنة "عُمان" :«استطاع الجيولوجي "معاذ" أن يثبت نجاح ودقة في تنفيذ العمل المطلوب منه، بل استطاع مع المجموعة يعمل معها أن يكوّنوا فريق ناجح بكل المقاييس».

كما التقينا من أصدقاء "معاذ الشيخ" السيد "محمد دعاوي" فحدثنا حول الشق الإنساني من حياة هذا الشخص قائلاً: «يتميز "معاذ" بأنه إنسان منظم في مواعيده، يتفانى في خدمة من حوله، ويعيش علاقاته بحميمية وصدق عاليين، ودائماً يقدم مصلحة الصديق أو القريب على مصلحته، رغم أن ذلك قد يكون على حساب شأنه الشخصي، يعيش الأشياء ببساطة وعلى الفطرة دون تعقيدات في التواصل مع الآخرين».