بالرغم من ظروف الغربة الصعبة ومايتطلب عليها من التزامات من غربة الأهل والأحباب ،يواصل "غانم شهوان الهيال" تقدمه في عمله في مصنع سيارات "BMW"، والذي كانت بدايته فيه موظف عادي إلا أنه وخلال سنوات قليلة وصل به المطاف إلى إدارة أكبر الأقسام وبجدارة وتميز، وتمثيل العمال في تنظيمهم النقابي، ليثبت للعالم بأن الشاب السوري قادر على صنع المعجزات رغم ظروف الغربة القاسية .

وللتعرف على هذا السوري الناجح التقاه esyria عبر الأنترنيت والذي تحدث لنا بالقول: « أنا من مواليد" ديرا لزور" قرية البوليل1-7-1972 الوضع العائلي عازب، الإقامة الحالية ألمانيا في مدينة ريكنسبورغ الغربية منذ عام 1988 وأعمل في شركة BMW منذ عام 2001 في قسم النظام الداخلي ومنذ عام 2003 تم شراء هذا القسم من قبل شركة فاوريسيا الفرنسية وانتقلت مع الشركة وحصلت من الشركة على عقد تثبيت وبعد سنة تم إعطائي قسم "المتل كنصول" في النظام الداخلي وبدأت أشغل مرتبة رئيس القسم المؤلف من خمسة وعشرون عاملا من جنسيات مختلفة منها الألمانية والروسية والبولونية والكزخستانية والسورية والعراقية والجزائرية والنيجرية والتركية، وهذه كانت فرصة نادرة لما فيها من فؤائد من الاستفادة من عادات وتقاليد وأفكار وأراء واقتراحات الشعوب المختلفة وكيف ينظرون بعيون مختلفة على العرب وقضاياهم لان كل منهم كان ينقل وجهة نظر بلده وشعبه. وشغلت لمدة ثلاث سنوات وبتكليف من مدير الشركة، منصب إداري للتعرف على شخصية وطباع الأشخاص قبل التعاقد معهم وكانت النتيجة جيدة جداً وفي عام 2007 تم انتخابي من قبل عمال الشركة لتمثيلهم في نقابة العمال، وتم اختياري معاون مدير النقابة. وبعد سنتين أعيد الانتخاب، وكذلك تم أعادة انتخابي لفترة ثانية وطلب مني أن اشغل مركز المدير ولكن رفضت واكتفيت بمركز نائب المدير إلى يومنا هذا. حصلت في هذا المجال على ستة شهادات من أكاديميات ألمانية مختلفة وكذلك حصلت على شهادة في كيفية معاملة العامل وسلامته وصحته وطريقة التعامل معه وشهادة خبرة في الضمانة والجودة وكذلك حصلت لمدة سبع سنوات متتالية على الكثير من الجوائز ومنها مقدم أكثر اقتراحات في الشركة، وكانت عدة مكافآت مقدمة بشكل شيكات و استطعت بفضل من الله أن أوظف أكثر من عشرة عمال في الشركة أغلبيتهم من العرب، كذلك أدير منتدى "البوليل" على شبكة الانترنيت للتواصل مع وطني الغالي وقريتي الحبيبة».

لم أرى السيد غانم منذ سنوات طويلة، لكني متابع لأخباره عن طريق والده وإخوته، حيث قالو لي أنه بصحة جيدة ومثابر وناجح في عمله ومحبوب من قبل أصحابه، ويتواصل معنا باستمرار

وعن حنينه للوطن والأهل قال: « من أكثر ما أحب بلدي" سورية" ومحافظتي" دير الزور" وقريتي "البوليل" وأهلها وكذلك الناس و مساعدة الآخرين، أحب أن أتعلم من الذكي والغبي والعاقل والمجنون لأن الذي يعرفه الأول لايعرفه الأخير، وأحب التأني والتروي ولا أرغب بالاستعجال. من أجمل ما شد إعجابي مثل ألماني يرددونه عند استعصاء الأمور فيقولون بلهجتهم الذي لايصير نجعله يصير، دليل على الإصرار وإعادة التجربة حتى يحصلون على مايريدون. ماتعلمته أن الوقت عند الألمان ليس من ذهب بل ذهب 24 "قيراط" وهم يطاردون الوقت ويستفيدون منه، وإن حياتهم منظمة بشكل جيد، وهم يؤمنون بالقضاء والقدر بشكل غير طبيعي، و كل أعمالهم تمشي على قدم وساق إن وجد المدير أم لم يوجد فكل مسؤول له نائب عنده صلاحية تسير العمل، والشيء الأخر هو الاستفادة من طاقة المرأة في ألمانيا فهي تعمل يد بيد مع الرجل ولاتوجد لها أي مميزات عن الرجل. استطعت تعريف الكثير من الأشخاص الأوروبيين بعادات العرب والمسلمين وتغير الانطباع السائد والمتعارف عندهم من السلبي إلى الأيجابي بعون الله وحمده، ما يؤسفني هو عدم معرفة الكثير منا عن حياة وعادات الألمان سوى ما نراه في الإعلام، وهذا فيه ما هو صائب وفيه ما هو غيرذلك. مصدر فخري هو عروبتي، والذي زاد حبي لها في غربتي، ومثلي الأعلى جدي الشيخ أبو الهيال رحمه الله وأدخله فسيح جناته شيخ البوليل ووالدي الشيخ والمختار اشهوان أبو جميل مختار البوليل».

غانم الثالث من اليمين

وعن طموحه أضاف الهيال بالقول: « طموحي، أرغب بعمل شيء يستفيد منه ناسي وأهلي وبلدي كمنشأة صغيرة أو مشروع وتعليم ماتعلمته في غربتي لكل شخص يحب العلم والمعرفة بشرط أن يكون جاد، لأنه ومن خلال تجربتي في الغربة أثبت الشباب السوري نجاحه في كافة المجالات وتفوق بصبره وعلمه وحبه لوطنه، على مختلف الجنسيات، وأنا متابع لتطور المدينة الصناعية "بدير الزور" وإن شاء الله يكون لنا شرف وفرصة الأستثمار فيها ورفع شعار وعلامة "صنع في سورية" ».

وتحدث غانم عن أصحاب الفضل بنجاحه حيث قال: «من له فضل علي هو الله عزوجل أولاً ومن ثم أخي الذي يكبرني بسنة "فيصل" الذي أتاح لي فرصة السفر إلى ألمانيا وهو يعمل معي بنفس الشركة ومستلم قسم قطع الغيار ومتزوج من مهندسة ألمانية، وله ولد أسمه "لورنس" في الصف السادس الابتدائي وهو متفوق جداً في الدراسة وكذلك "ليندا الهيال" عمرها خمس سنوات وحصلت على مركز أذكى طفلة بعد اختبار أجروه عدة دكاترة في بلدة باد أبلخ التابعة لمدينة "ريكنسبورغ" مقاطعة بفاريا ».

مع زميله

وللحديث عن السيد "غانم" التقينا "أحمد أمين" والذي قال: «لم أرى السيد غانم منذ سنوات طويلة، لكني متابع لأخباره عن طريق والده وإخوته، حيث قالو لي أنه بصحة جيدة ومثابر وناجح في عمله ومحبوب من قبل أصحابه، ويتواصل معنا باستمرار».

"معاذ الدللو " طالب معهد تقنيات حاسوب وعضو في منتدى "البوليل" قال: «من خلال تواصلي مع السيد غانم عن طريق المنتدى، وجدت أنه رجل جدي ومتعاون لأبعد الحدود ودائماً يسأل عن أوضاع أهالي قريته أفراحهم وأتراحهم والتطورات التي تحدث فيها وكأنه يعيش بيننا ».

"حامد حسين" من أهالي قرية "البوليل" قال:« طبعاً السيد"غانم" لم أراه بشكل شخصي لأنه من فترة طويلة مقيم في "ألمانيا"، لكن أخباره الطيبة وشهامته سبقته، فهو يساعد أبناء بلده ويستضيفهم في بيته لحين تدبير أمورهم، طبعاً هذا ليس بغريب عليهم فأهله بيت العز والكرم ومشرع ومفتوح للجميع، حيث قال فيهم الشاعر :

ياقوم "ابوالهيال" منتو تداحيس/ فوك الظنون وفوك كل الهكاوي

يالي تدور العز من دونهم كيس/ ذولاك بيت الطيب بيت القهاوي ».