ينظر بعض المربين إلى المراهقة على أنها فترة مَرَضية وليست مرحلة طبيعية يمر بها كل فرد مراهق يبحث عن النضج؛ كما أن التعامل مع مثل هذه المرحلة العمرية تحتاج إلى بعض المعرفة والصبر. وللمراهقة أو المراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته؛ بمعنى آخر إنه نوعٌ من النمو البركاني حيث ينمو الجسم من الداخل فيزيولوجياً وهرمونياً وذهنياً ومن الخارج عضوياً.

هذه بعض الأفكار التي يتبناها الأستاذ "حمود سمير العبد الله" ويؤمن بها من خلال معايشته واحتكاكه مع نماذج حياتية متعددة، وفي حديثٍ خاص مع eSyria قال "العبد الله": «المراهقة في علم النفس تعني الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي؛ ولكنه ليس النضج نفسه، لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي؛ لكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى /10/ سنوات، وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني بلوغ المرء في القدرة على الإنسال، أي اكتمال الوظائف الجنسية عنده، أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي؛ العقلي؛ النفسي الاجتماعي».

هناك نقطة مهمة جداً بحاجة إلى اهتمام من جانب الأهل؛ وهي ضرورة تعليم القرآن في مرحلة الطفولة وما لها من إيجابية في مرحلة المراهقة لأن الطفل يحتفظ بما تعلمه في الصغر حتى مراحل عمرية متقدمة، كذلك هناك أمرٌ آخر في غاية الأهمية وهو دور وتأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في توجيه المراهق فإما إغراقه في بحر الظلمات أو إيصاله إلى بر الأمان

ويتابع حديثه بالقول: «يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية ومنها صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراعٌ آخر بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وهناك صراعٌ بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، ولا ننسى الصراع الديني بين ما تعلّمه في الطفولة من شعائر ومبادئ ومسلمات وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وأخيراً صراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق».

الأستاذ "حمود العبد الله"

على الرغم من الأفكار الموسّعة التي يحتفظ بها الأستاذ "حمود العبد الله" في ذاكرته؛ إلا أن هناك آراء أخرى تعكس وجهة نظر أصحابها وربما تخالف في الوقت ذاته رأي "العبد الله"، فمن بين هذه الآراء رأي الأستاذ "عبد السلام فرحان" مدرس تربية إسلامية الذي يقول: «هناك نقطة مهمة جداً بحاجة إلى اهتمام من جانب الأهل؛ وهي ضرورة تعليم القرآن في مرحلة الطفولة وما لها من إيجابية في مرحلة المراهقة لأن الطفل يحتفظ بما تعلمه في الصغر حتى مراحل عمرية متقدمة، كذلك هناك أمرٌ آخر في غاية الأهمية وهو دور وتأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في توجيه المراهق فإما إغراقه في بحر الظلمات أو إيصاله إلى بر الأمان».

كما ينظر الأستاذ "ماجد الزعين" مدرس علم الأحياء إلى هذا الموضوع من زاويةٍ أخرى؛ فيقول: «هناك الكثير من الجوانب المتعلقة بهذه المرحلة الصعبة؛ لكن أود أن أُشير إلى نقطة ربما تكون هامة في لحظةٍ من اللحظات وقد يغفلها الكثير من المختصين وهي في تركيزهم الدائم على المراهق المسلم فقط دون المراهقين الآخرين من ديانات أخرى؛ مع العلم أن جميع الأديان دعت إلى مكارم الأخلاق، ولا سيما أن بلدنا "سورية" تسودها الوحدة والاتفاق بين جميع الديانات والمذاهب دون أية تفرقة وهو أمرٌ تفتقده الكثير من الدول، كما أن البعض يغفل عن مرحلة ما بعد المراهقة وهي مرحلة الرجولة أي كيف يكون رجلاً في المستقبل، هل يكون بالعلم أم بالعمل؟ وإذا كان أمياً ما السبيل إلى ذلك؟ وهنا أؤكد دور اتحاد شبيبة الثورة في تبنّي هذه المهمة وبالتأكيد هي قادرة على ذلك».

الأستاذ "عبد السلام فرحان"

بقي أن نذكر أن الأستاذ "حمود سمير العبد الله" حائز دبلوم تأهيل تربوي وماجستير في الإرشاد النفسي والتربوي ومدرّس في جامعة "الفرات" قسم التربية وهو حالياً مدير لثانوية في ريف "البوكمال".

الأستاذ "ماجد الزعين"