تتوجه كثير من البحوث العلمية لمحاولة تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية سواء بإجراء دراسات على النبات نفسه موضوع الدراسة، أو بتغيير أحد الشروط المحيطة به بحيث يضمن ذلك إنتاجية عالية للمحصول المزروع مثل التغيير بمواصفات التربة أو بنوع المياه المستخدمة بالري، لذا خصص المؤتمر العلمي الخمسون محوره الثاني للبحوث التي تتناول "سبل تحسين الإنتاجية"، وذلك يوم الاثنين 29/11/2010 في قاعات ومدرجات كلية الزراعة في "دير الزور".

الدكتور "عرفان الحمد" من كلية الزراعة- جامعة الفرات، تناول ببحثه دور المصلحات الكيميائية في تحسين بعض خواص التربة، لإنتاجية أفضل لمحصول الشعير، إذ لخص فكرة ما قدمه بالقول: «يمكن إعادة استثمار هذه الأراضي عن طريق خلط الطبقة السطحية للتربة بالجبس أو الكبريت الزراعي او إضافته مع ماء الري ما يساعد على إذابة كربونات الكالسيوم الموجودة أصلاً في التربة، وبالتالي يزاح الصوديوم المتبادل سبب المشكلة، وبعد الدراسة التي قمنا بها تم التوصل لتراكيز معينة من المادة المضافة».

تميزت البحوث المقدمة في أسبوع العلم هذا بواقعيتها وقربها من المشاكل الحقيقية التي تعاني منها الزراعة في سورية، ما يشكل فرصة حقيقية للاستفادة من النتائج البحثية التي تخلص إليها هذه البحوث

كما أعطتنا الباحثة "النداف" ملخصاً عن البحث الذي قدمته في اليوم الثاني من المؤتمر: «تضمن البحث الذي قدمته في هذا المؤتمر دراسة للتباينات الوراثية بين طرز مختلفة من الأقماح السورية "قاسية وطرية"، وذلك من أجل استخدام الطرز التي تتمتع بصفات تكنولوجية جيدة في عمليات تربية القمح "أي زراعته في المحطات البحثية بغرض انتخاب الأصناف الأفضل"، وأيضاً استغلال التباينات الوراثية لاستنباط أصناف جديدة ذات مواصفات إنتاجية وتكنولوجية عالية للمساعدة في توسيع القاعدة الوراثية للأقماح والذي يسهم أيضاً في التقليل من الإصابة بالأمراض وخصوصاً التي تسبب خسارة اقتصادية كبيرة».

د.جلاء قنبر أمين جامعة الفرات

وكان لابد من الوقوف على بعض التجارب البحثية المميزة التي قدمت ومنها ما قدمه الباحث الدكتور "أنور ابراهيم" وهو رئيس قسم بحوث الزيتون في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية في سورية إذ شرح مشاركته البحثية في هذا اليوم بالقول: «تشكل مياه عصر الزيتون المنتج الثانوي السائل لعملية استخلاص الزيت من ثمار الزيتون، وهي تحتوي على نسبة عالية من المواد العضوية وكمية جيدة من العناصر المعدنية، ورغم أنها تحتوي في تركيبها على مواد مخصبة للتربة إلا أنه لا يوجد لها استخدام مناسب في كثير من الدول المنتجة للزيتون في العالم، وأصبحت تشكل مشكلة بيئية نتيجة صرفها بشكل عشوائي.

إن احتواء مياه عصر الزيتون على المغذيات الضرورية للنبات إضافة إلى فشل معظم الطرق المقترحة لمعالجتها دفع الباحثين باتجاه استعمالها بصورة مدروسة في الزراعة كإضافات تسميدية على المحاصيل الحقلية، وفعلاً من خلال دراستنا أثبت أن إعادة الاستخدام هذه كانت ذات جدوى اقتصادية واضحة».

د. أنور ابراهيم رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بإدلب

وحول الفائدة التي يمكن تحصيلها من متابعة المؤتمر التقينا من الحضور المهندسة "مريم كردوش" وهي طالبة ماجستير- تخصص "بساتين" تكلمت عن الفائدة التي جنتها من المتابعة بالقول: «رغم أن المواضيع المطروحة لا تصب بشكل مباشر باختصاصي ولكن لكثير من البحوث المقدمة علاقة غير مباشرة بتخصصي ما يعطيني فرصة لتعميق فهمي للعمليات الزراعية وآفاق تطوير العمل فيها، وما ساعد على إكمال الفائدة سواء بالنسبة لي أو لغيري من الحضور هو المنهجية العالية التي تميز بها المؤتمر في توزيع المواضيع».

كما التقينا الباحثة المهندسة "لينا نداف" من جامعة "تشرين" حيث عبرت عن الخصوصية التي ميزت أسبوع العلم الخمسين عن أسابيع العلم السابقة التي شاركت بها بالقول: «تميزت البحوث المقدمة في أسبوع العلم هذا بواقعيتها وقربها من المشاكل الحقيقية التي تعاني منها الزراعة في سورية، ما يشكل فرصة حقيقية للاستفادة من النتائج البحثية التي تخلص إليها هذه البحوث».

إدارة إحدى الجلسات العلمية