قرار غير سهل على الإطلاق، لكنه يمكن أن يكون طوق نجاة لكلا الطرفين، حيث يبدأ بظهور علامات مبكرة وتزداد الخلافات حتى تأتي لحظة الانفصال؛ وهو ما يؤدي إلى نتائج سلبية على المجتمع وعلى الأطفال.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31 أيار 2015، الشاب "أيهم علوان" من أهالي "دير الزور"، الذي قال: «لا تخلو العلاقات الزوجية من مشكلات، لكن هناك مشكلات لا يستطيع أحد الزوجين تجاوزها وتؤدي إلى الطلاق، وهو لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل يحدث نتيجة تراكم عدة مشكلات في الزواج، ومنها المادية وعدم تحمل كل منهما لأخطاء الآخر، حتى وإن كانت بسيطة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى صعوبة العيش بين الزوجين ويصبحان غير قادرين على الإحساس بالسعادة أحدهما مع الآخر؛ وهنا يكون الطلاق هو الحل الأمثل لإنهاء هذه المشكلات والخلافات».

باعتقادي إن الكثير من أسباب وحالات الطلاق يمكن التغلب عليها لو تحلى الأزواج بالثقافة التي تعتمد على الاحترام المتبادل والحوار المستمر، ونطالب المقدمين على الزواج بتثقيفهم من خلال الكتب ومواقع الإنترنت المتخصصة، ومن خلال استشارة المتخصصين

ويبيّن "علوان" بالقول: «أحد الأسباب التي دفعتني إلى الطلاق بعد عام ونصف العام من الزواج وفي مقدمتها الأمور المادية خاصة في ظل الظروف التي نمر بها وغلاء الأسعار، وثاني تلك المشكلات عدم تحمل أحد الزوجين مسؤوليات الزواج والتزاماته وهو ما أدى إلى خلاف لأي شيء يمكن أن يقوم به أحد الطرفين».

القاضية غالية الثلاج

ويشير المحامي "علي العبودي" من أهالي حي "القصور" بالقول: «ما نراه في المحاكم الشرعية حالياً هو كثرة الطلاق؛ حيث يتفنن كل طرف في الضغط على الطرف الآخر وإذلاله، وإذا لم تقنعه حجته أو حجتها استعان ببعض المحامين ليدلوه على طرائق للضغط القانوني على الطرف الآخر ووضعه في ظروف غاية في الصعوبة، وقد يحتدم الصراع لسنوات، والأطفال يحتاجون إلى الأب والأم معاً، فإذا حدث الانفصال بين الزوجين فإن هناك انفصالاً سيحدث في نفوس الأطفال فيصبحون في صراع».

وأجابت القاضية "غالية الثلاج" عن بعض التساؤلات بالقول:

  • هل الطلاق هو الحل الوحيد لإنهاء المشكلات الزوجية؟
  • ** الطلاق هو وسيلة أباحها الله تعالى والشرع عند انعدام فرص التعايش مع الطرف الآخر، وهناك أسباب شرعية تبيحه، ويعد الطلاق إحدى وسائل إنهاء المعاناة عند استحالة تكيف أحد الطرفين مع الظروف النفسية لدى الطرف الآخر؛ لذلك يعد وسيلة مشروعة خاصة إذا كان البقاء في نفس البيئة "غير الصحية" بين الزوجين يؤدي إلى خطورة اجتماعية ونفسية لكل منهما؛ حيث يكون هنا الحل الوحيد هو الانفصال السريع.

    المحامي علي العبودي

    * لماذا تزداد نسب الطلاق؟

    ** تزداد في جميع أنحاء العالم، سواء في العالم العربي أو الغربي، إلا أنها تختلف من بلد لآخر، وهناك أسباب كثيرة في المجتمع السوري ومنها ما يعود إلى عدم الانسجام بين الزوجين ووقوع الشقاق بينهما، وأهم أسبابه الزواج المبكر للفتاة، وكذلك عدم تثقيفها قبل الزواج بأبعاد الزواج وآثاره وما هي حقوقها الزوجية وواجباتها تجاه زوجها وأولادها، وهناك أيضاً سوء الحالة المادية واضطرار الرجل للعمل خارج أوقات الدوام الرسمي؛ الأمر الذي يؤدي إلى إرهاقه وبعده عن عائلته، وسفر الزوج إلى خارج محافظته أو موطنه لتأمين العمل وانشغال الزوجة بعملها خارج المنزل وبأعبائها المنزلية وتربية الأولاد وإهمالها لزوجها، وإفشاء الزوج أو الزوجة لأسرار حياتهما الزوجية».

  • ما هي مسؤولية الزوجين للحفاظ على كيان الأسرة؟
  • ** الكثير من أسباب الطلاق يمكن تلافيها لو أن الزوجين لديهما ثقافة التعامل مع أسباب الطلاق الناتجة من الخلافات الزوجية، فلا توجد علاقة زوجية تخلو من الخلافات، لكن المهم كيفية التعامل معها.

    وتختم بالقول: «باعتقادي إن الكثير من أسباب وحالات الطلاق يمكن التغلب عليها لو تحلى الأزواج بالثقافة التي تعتمد على الاحترام المتبادل والحوار المستمر، ونطالب المقدمين على الزواج بتثقيفهم من خلال الكتب ومواقع الإنترنت المتخصصة، ومن خلال استشارة المتخصصين».