في ظل ارتفاع أسعار الخضار واحتكار التجار للمواد الغذائية تمكن الأهالي في محافظة "دير الزور" من تجاوز هذه الحالة وتحقيق الاكتفاء الذاتي؛ عن طريق زراعة سطوح المنازل وشرفاتها بما يحتاجون من هذه الخضار.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 أيار 2015، "إبراهيم معتز" من أبناء "حي الجورة"، الذي قال: «شهدت أسواق "دير الزور" قفزات وثب ثلاثي من العيار الثقيل في أسعار الخضار والمواد الغذائية، وخاصة بعد نفاد المؤن والمواد الغذائية، ولا سيما في حيي "القصور والجورة"، وارتفعت الأسعار كثيراً، لذلك لجأت أنا ومجموعة من الشباب في "دير الزور" إلى إنتاج أنواع من الخضار، نقطفها طازجة وننقلها مباشرة إلى مائدة الطعام».

ارتفاع الأسعار وصعوبة تأمين المواد الغذائية والخضراوات كانت وراء قبول فكرة زراعة السطح ببعض الخضار والحشائش سريعة النمو؛ وهو ما ساعد على تأمين حاجتنا من الخضار وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها

ويتابع: «بالنسبة للموظفين لم يعد يكفي الراتب إلا لخمسة أيام بعد استلامه لتأمين المواد الأساسية في الحياة كالخبز والزعتر مأكول أهل "الدير" اليومي، وعندما نسألهم عن سبب الارتفاع؛ يكون الجواب ارتفاع أجور الشحن بالطائرة».

بانتظار توزيع المواد في إحدى الصالات الاستهلاكية

ويشير "عبدالله الحاجي" من المستفيدين من زراعة منزله بالخضار بالقول: «ارتفاع الأسعار وصعوبة تأمين المواد الغذائية والخضراوات كانت وراء قبول فكرة زراعة السطح ببعض الخضار والحشائش سريعة النمو؛ وهو ما ساعد على تأمين حاجتنا من الخضار وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها».

ويتابع: «يوفر السطح العديد من احتياجاتنا الزراعية من الخضار لأنواع "الفلفل والبصل والملفوف والزهرة والفجل والفراولة والفاصوليا والباذنجان والكوسا"، إضافة إلى بعض الحشائش مثل النعناع والزعتر والكزبرة والبقدونس وغيرها، وقد شجع هذا العمل العديد من الأسر في المنطقة على خوض هذه التجربة وتعميمها».

ويضيف: «يحقق المشروع في المدى القريب نتائج جيدة من خلال تنفيذه على سطوح بعض المنازل في مدينة "دير الزور"؛ وهذا من شأنه أن يحقق للأسر المشمولة به اكتفاء ذاتياً في العديد من المنتجات الزراعية مع إمكانية تطوير المشروع من أجل تسويق الفائض وبالتالي إيجاد مصادر دخل إضافية للأسرة».

المهندس الزراعي "قصي الطه" قال: «في ظل الأزمة التي تعانيها بلادنا لجأ بعضهم إلى زراعة السطوح بمنتجات زراعية نتيجة أمور كثيرة منها صعوبة وصول المواد الغذائية والخضار إلى المناطق التي تعاني من الأزمة؛ وهو ما سبب غلاء المواد والخضراوات، لكن يبدو أن الحاجة أم الاختراع وقد فعلها أهالي "الدير"؛ حيث زرعوا مساحات صغيرة من شرفات وسطوح منازلهم».

ويضيف: «بعد ارتفاع أسعار الخضار دفع بعض من الأهالي إلى اتخاذ سطوح منازلهم لزراعة بعض الخضراوات الموسمية، وهذا المشروع يمكن أن يقوم به العديد من فئات المجتمع مثل الشباب، ربات البيوت، والطلبة في أوقات الفراغ والإجازات؛ وهو ما يملأ أوقات الفراغ بأعمال مفيدة، خاصة أنه يمكن زراعة الخضراوات؛ وهو ما يوفر دخلاً للأسرة».

ويختم: «بالنسبة للخضراوات التي يمكن زراعتها فوق سطوح المنازل، تأتي في مقدمتها زراعة المحاصيل الورقية مثل: الملوخية، الجرجير، الفجل، السبانخ، وغيرها، كما يمكن زراعة المحاصيل الثمرية مثل: البندورة، الخيار، الفلفل، الفاصولياء، حيث تنتج كل أسرة ما يكفيها من الغذاء أو تستخدمها كوسيلة لرفع دخل الأسرة ذات الدخل المحدود، إضافة إلى توفيرها لفرص عمل».