بحرفية عالية وإتقان تغزل المرأة الديرية "الليف" الخام لتحوله إلى قطع مختلفة الأشكال والأحجام من ليف الاستحمام، فهي من المهن التي تكاد تندثر، لكن بعض النسوة مازلن يعملن بها رغم انتشار الآلات التي تغزل "الليف" بأشكال وأحجام وألوان مختلفة.

مدونة وطن "eSyria"، وفي 18 آب 2014، التقت السيدة "أم أحمد خفاجي" من حي "الجبيلة" لتحدثنا عن هذه الحرفة: «منذ أن كان عمري 12 سنة وأنا أعمل بغزل "الليف"، وقد تعلمت هذه الحرفة من والدتي التي هي بدورها أخذتها عن جدتي، فنسج ليف الاستحمام من المهن التي تكاد تندثر والقلة الآن من النساء في "دير الزور" ممن يعملن بها، وكنت في البداية أقوم بغزل الليف لمجرد التسلية وتمضية الوقت، وكنت أغزل "ليفاً" للاستحمام جميلة مختلفة الأشكال والأحجام، وأهديها للصديقات والأقرباء، وبعد أن تزوجت أصبحت هذه الحرفة مورد رزق بالنسبة للعائلة، حيث كان زوجي يساعدني في بعض الأحيان بشراء "الليف" الخام من السوق، إضافة لبيع هذه "الليف" التي أغزلها في السوق».

منذ أن كان عمري 12 سنة وأنا أعمل بغزل "الليف"، وقد تعلمت هذه الحرفة من والدتي التي هي بدورها أخذتها عن جدتي، فنسج ليف الاستحمام من المهن التي تكاد تندثر والقلة الآن من النساء في "دير الزور" ممن يعملن بها، وكنت في البداية أقوم بغزل الليف لمجرد التسلية وتمضية الوقت، وكنت أغزل "ليفاً" للاستحمام جميلة مختلفة الأشكال والأحجام، وأهديها للصديقات والأقرباء، وبعد أن تزوجت أصبحت هذه الحرفة مورد رزق بالنسبة للعائلة، حيث كان زوجي يساعدني في بعض الأحيان بشراء "الليف" الخام من السوق، إضافة لبيع هذه "الليف" التي أغزلها في السوق

وتضيف: «تبدأ رحلتي مع غزل "الليف" عندما أنزل إلى السوق بهدف تسوق "الليف" الخام، الذي أعاني حالياً من سعره المرتفع الذي يصل إلى 1500 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، بينما كان قبل ثلاث سنوات لا يتجاوز 300 ليرة سورية؛ ما دفعني إلى رفع سعر "الليف" الذي أغزله، وبعد مرحلة تسوق "الليف" الخام أقوم بلفه ببكرات، لتبدأ بعدها عملية الغزل بإبرة الليف الخشبية أو "السنارة" الخشبية، وهي عبارة عن قطعة من الخشب لا يتجاوز طولها 50سم وقطرها سنتمتر واحد، ولها بالمقدمة عقفة لتمسك بـ"الليف"، لأتمكن من تشبيك الخيوط بعضها مع بعض، وليس هناك مخطط محدد عندما أقوم بغزل ليف الحمام، وإنما أبدأ حسب طلب الزبون أو وفقاً لما أراه مناسباً، صحيح أن ليف الاستحمام التي أقوم بغزلها مرتفعة السعر بالنسبة لليف الذي يغزل بالماكينات والآلات، إلا أن الكثيرين من الناس يفضلون هذا "الليف" الطبيعي؛ وذلك لمتانته وخشونته وقدرته على تنظيف الجسد بشكل جيد».

أم أحمد خفاجي تغزل الليف

أما الباحث "خالد عبد الجبار الفرج" فحدثنا عن هذه الحرفة بالقول: «هي عبارة عن غزل "الليف" بواسطة المغزل، ومن ثم يتم النسج بواسطة السنارة، فبعد تجفيف "الليف" يتم ندفه وبعدها يتم غزله بالدوك مثل الصوف العادي، ويتم الغزل بسنارة خشبية معقوفة، وأول من جلب هذه المهنه لـ"دير الزور" امرآة من "السخنة" كانت تقطن في شارع "السخاني" اسمها "موظي" أم فياض في حي "الجبيلة"، وهي متوفية سنة 2000، وحرفة غزل "الليف" من الحرف النسائية حيث لم يكن يخلو منزل من سنارة خشبية لغزله، والهدف هو تمضية الوقت والتسلية، حيث لم يكن في ما مضى من وسائل ترفيهية غير بعض الحرف المنزلية كـ"النقش بالنمنم، والتطريز، والخراجة، وغزل الليف"، وجميع هذه المهن يعد العمل بها فناً لأنها تحتاج للخبرة، أما في وقتنا الراهن فقلة من النساء من يعملن بهذه المهنة؛ ويعود ذلك لانتشار ليف الاستحمام التي يتم غزلها بماكينات خاصة قادرة على غزل أشكال وأحجام وألوان مختلفة ورخيصة الثمن بالنسبة لتلك التي يتم صنعها يدوياً».

الجدير بالذكر، أن "الليف أو اللوف": هو نبات بقل زراعي من فصيلة اللوفيات وهو أيضاً نبات معرّش، أي إن ساقه تمتد إلى مسافات طويلة كالعنب، وعندما تكون شتلة اللوف صغيرة يكون نموها بطيئاً، ولكن حالما تستقر جذروها في التربة تتبدل سرعة نموها بشكل خرافي، بعد حوالي ثلاثة أشهر من الزرع تُزهر الشتلات وتبدأ ثمار اللوف بالظهور، تحصل عملية الإزهار بشكل متوالي مرة تلو الأخرى، وتعتمد أزهار اللوف على الحشارت (خاصة النحل) لكي تتم عملية التلقيح، حيث تذبل بعض الأزهار وتتساقط عن النبتة؛ وهذا شيء طبيعي وتبقى الأخرى لتكوّن ثمار اللوف، له استخدامات عديدة ولكن المعروف عنه أنه يستخدم لتنظيف الجسد عند الاستحمام.

ليف الاستحمام الطبيعية
خالد عبد الجبار الفرج