امتاز المفكر "محمد رشيد رويللي" بامتلاكه القدرة على تحريك العاطفة ببلاغته وقوة تعبيره، فأظهر في رواياته وقصصه الواقع على حقيقته، كما خلد التاريخ وأصحاب العقول ضمن إطار محافظته في مؤلفات متنوعة...

لم يترك "محمد رشيد رويللي" معاناة أو هموم اجتماعية أو عادات متوارثة سلبية أو إيجابية في المجتمع إلا وتحدث عنها؛ هذا ما قاله الكاتب "صهيب الجابر"، الذي التقته مدونة وطن "eSyria" في 25 أيار 2014، ويتابع: «امتلك "رويللي" الأدوات من بلاغة وقوة التعبير فتمكن من الوصول إلى القلوب والعقول ومحاكاتها بطريقته وأسلوبه البسيط الواقعي، ما جعل القارئ بنجذب لقراءة روايته وقصصه إلى النهاية دون ملل».

امتلك "رويللي" الأدوات من بلاغة وقوة التعبير فتمكن من الوصول إلى القلوب والعقول ومحاكاتها بطريقته وأسلوبه البسيط الواقعي، ما جعل القارئ بنجذب لقراءة روايته وقصصه إلى النهاية دون ملل

ويضيف: «لم يكتفِ بكتابة الرواية والقصة القصيرة بكل مضامينها الاجتماعية، وإنما كتب عن محافظة "دير الزور" من ماضٍ وحاضر وحركة ثقافية، ولم ينسَ أثراً تاريخياً أو أديباً أو شاعراً أو روائياً أو مفكراً أو عالم دين إلا وأشار إليه في كتبه وأورد بعضاً من مآثرهم الأدبية، وحتى الجانب السياحي للمحافظة أفرد له كتاباً أيضاً».

محمد رشيد رويللي

وكتب الأديب "فاضل سفان" عن رواية "رويللي"، "عندما تسقط أوراق التوت" في صحيفة "الفرات" الآتي: «معزوفة وجدانية تتباين أنغامها، وتتوحد في هيكل إنساني يجيد رصد النوازع البشرية، وعلى الرغم من بساطة التجلي فيها فإنها عميقة الأثر في تجسيد الحس المصيري، وتوجيه السلوك واندفاعاته الإيجابية والسلبية في التكوين الحياتي».

وعن روايته "سورين" يقول الدكتور "عبد الحق حمادي الهواس" في مقدمة الرواية: «مما أسعف الكاتب حضور معجمه اللغوي الثري وحسن انتقائه ما يناسب تصويره، فاللغة التعبيرية أدت وظيفتها في إنجاح العمل وإدخال المتلقي به وأخذ مصادقته عليه، فكان لمعنى الحزن ألفاظه ولمعنى الفرح ألفاظه، إن همس الحزن سمع القارىء أناته، وإن جلجل الفرح طار المتلقي معه، وكان للرفض صوته».

صهيب الجابر

وفي لقاء مع "رويللي" لصحيفة "الفرات" في "دير الزور" نشر بتاريخ 25 شباط 2008، تحدث الكاتب عن بداياته، ويقول: «ما قمت به جهد فردي كلّفني ما لا يطاق، وكنت سعيداً بإنجازه وفاءً لمحافظتي ولأدباء بلدي، ولم أفكّر يوماً في الكتابة القصصية أو الروائية أو البحثية، لأنني من كثرة ما قرأت أدركت أن الكاتب حتى يحسن الكتابة الحقيقية، يجب أن يكون مقهوراً ومضطهداً ومحتاجاً، وأنا لست كذلك، فكانت هوايتي منذ الصغر كتابة ما هو جميل ومؤثّر في النفس من شعر ونثر، فملأت عدة دفاتر من المأثور، ومازالت محفوظة عندي حتى الآن، أرجع إليها في لحظات صفوي وراحتي، لأستمدّ منها نسغ العطاء ورحيق النقاء».

من الجدير ذكره، أن الأديب "محمد رشيد بن عبدالله الرويلي" من مواليد "دير الزور" عام 1947، توفي في تشرين الثاني 2012 ودفن هناك، تلقى علومه فيها وحصل على إجازة في الآداب - قسم اللغة العربية 1972، وعمل مدرّساً لمادة اللغة العربية ومديراً لكبرى ثانويات ومعاهد المدينة، وموجهاً اختصاصياً لمادة اللغة العربية في "دير الزور"، ورئيساً لفرع اتحاد الكتاب العرب هناك وذلك منذ تأسيسه 1993 ولغاية 2005، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو جمعية القصة والرواية.

أحد مؤلفاته

صدرت له عدة مؤلفات منها في مجال القصة القصيرة، وهي: ("الرباط الواهي" - 1982، "هدباء" - 1984، "المعادة" - 1992، "ليل الظهيرة" - 1996، "الطريق إلى الحلوى" - 2007)، وفي مجال الرواية: ("الخلوج" - 2003، "سورين" - 2005، "عندما تسقط أوراق التوت" - 2008).