نهل العلم من والده وتنقل معه بين العديد من المدن، ثم تابع تجواله بين قرى "دير الزور" يدعو إلى العلم وتحفيظ القرآن الكريم والفقه الإسلامي، لُقب بـ"الملا" أي أشراف القوم لما يملك من علم وتواضع..

للتعرف أكثر على حياة الشيخ "أحمد العبد الله الحمزاوي" مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 نيسان 2014 المهندس "غسان الشيخ خفاجي"، فحدثنا عنه بالقول: «الداعية الهادئ، الكريم السمح، التقي الورع، يحبه الصغار والكبار مرشداً ومعلماً وقدوة، يدخل إلى القلب بلباقة لسانه وبشاشة وجهه وحسن محياه، ويكاد اللقب (ملا أحمد) يطغى على الاسم، ومن شدة ورعه لا يقبل من أحد تقبيل يده يسحبها مستغفراً الله عز وجل، كان ملاصقاً لعامة الناس بمختلف ثقافاتهم وطبقاتهم الاجتماعية ويزورهم ويزورونه وبين عينيه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...} (سورة النحل 125)، منخفض الصوت، هيبة ووقار العلم تقرؤها في وجهه، سخياً في تعليم وتحفيظ كتاب الله بأسلوب سلس بدءاً من تعليم الأحرف إلى لفظها، وكان يرتدي الكوفية والعقال والعباءة "الخاجية" لباس أهل المنطقة في تلك الفترة حتى يشعرهم بأنه واحد منهم، نحيل الجسم أقرب إلى الطول، حنطي البشرة وسيماً وجهه نوراني، ثقافته عالية وراقية ودائماً يدعو إلى المحبة ونبذ الخلافات قبل تلقي العلم».

كان داعية إسلامياً للدين والفقه والتشريع، وبعد طول تنقل وتجوال استقر في قرية "السويدة" التابعة لدير الزور مدة 35 عاماً، وقد منحته دار الفتوى العامة في الجمهورية العربية السورية وثيقة حق ارتداء الكسوة الخاصة برجال الدين المسلمين للإمامة والخطابة بناءً على أحكام المادتين 5 و7 من المرسوم التشريعي رقم 33 تاريخ 2 ربيع الثاني 1371 الموافق في 30 كانون الأول 1951، وللشيخ الراحل مخطوطات مهمة في الفقه الإسلامي، وأخرى في النحو والصرف

ويضيف: «ترك الشيخ "أحمد الحمزاوي" المال والتجارة ليدعو إلى الخير ومعرفة الدين، وسماحة المسلم وحسن الخلق، ولم يشدد ولم يكفر أحداً ولو اختلف معه بالرأي، وأن الإنسان أمانة الله على الأرض، والمسؤولية الأولى تقع على العلماء لأنهم لم يوصلوا الدين بالشكل الصحيح إلى عامة الناس، هكذا فهم الدين وهكذا أوصله إلى تلاميذه، كان والده الشيخ "عبد الله" فقيهاً ومدرساً للقرآن الكريم والفقه الإسلامي وانتقل معه إلى مدينة "حماة"، وعاش فيها فترة صباه وشبابه، وكان يساعد والده في تدريس القرآن الكريم والفقه الإسلامي، وكان إضافة إلى التدريس تاجراً للخيول العربية الأصيلة، رحل والده إلى مدينة "أضنة وأنطاكية" وزار كامل "لواء اسكندرون"، وبقي فيه عدة سنوات ثم عاد إلى "دير الزور"، وبالتحديد إلى مسقط رأسه قرية "الشميطية"».

كان الشيخ "أحمد العبد الله الحمزاوي" أحد رواد مجلس الشيخ العلامة "محمد سعيد العرفي"، وبعد أن استكمل علومه من الشيخ "سعيد" نصحه أن يتجول في القرى ليعلم أبناء الريف أصول دينهم، فسافر وتجول. هذا ما ذكره الأديب "محمد رشيد رويلي" في كتابه "من أدباء ومفكري وكتاب محافظة دير الزور".

ويتابع "الرويلي": «كان داعية إسلامياً للدين والفقه والتشريع، وبعد طول تنقل وتجوال استقر في قرية "السويدة" التابعة لدير الزور مدة 35 عاماً، وقد منحته دار الفتوى العامة في الجمهورية العربية السورية وثيقة حق ارتداء الكسوة الخاصة برجال الدين المسلمين للإمامة والخطابة بناءً على أحكام المادتين 5 و7 من المرسوم التشريعي رقم 33 تاريخ 2 ربيع الثاني 1371 الموافق في 30 كانون الأول 1951، وللشيخ الراحل مخطوطات مهمة في الفقه الإسلامي، وأخرى في النحو والصرف».

الجدير بالذكر أن الشيخ "أحمد العبد الله الحمزاوي" من مواليد محافظة "دير الزور" عام 1880، وتوفي 1975، ودفن في قرية "معدان جديد".