تتميز محافظة "دير الزور" بتنوع تربتها التي تعد ملائمة لزراعة أنواع مختلفة من أشجار النخيل المثمرة وغير المثمرة، وقد تم إنجاز عدد من المشاريع الاستثمارية في هذا المجال؛ حيث لاقت نجاحاً مميزاً على الرغم من وجود بعض المعوقات في هذا المجال.

للحديث عن زراعة النخيل وطريقتها وأهميتها في محافظة "دير الزور"؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 كانون الثاني 2015، التقت المهندس الزراعي "غسان الشيخ الخفاجي"، الذي قال: «النخلة عشيقة أهل وادي الفرات وباديتها وابنة حضارتها "ماري"، زرعها الملك "زيمري ليم" في قصره ونقشت رسوم تخلدها في قاعة عرش الملك، ولها قدسيتها في معتقداتهم الدينية وأكبر باحات القصر أخذت اسمها "باحة النخيل"، فهي عروس الواحات ونخلة العرب الصبورة على معاناة وتحمل البيئة القاسية، لتجود بأطيب وألذ الثمار، وتتميز محافظة "دير الزور" بتنوع التربة؛ فهناك مجموعات مختلفة للتربة في أراضي المحافظة، فالترب القريبة والواقعة على نهر الفرات هي ترب لحقية عميقة جيدة القوام أغلبها مستوية إلى شبه مستوية، أما الأراضي الواقعة خارج سرير النهر فهي أراضٍ متوسطة العمق وبعضها سطحية، وكذلك فهي متموجة وهضابية قوامها خفيف إلى متوسط، وأغلب أراضي المحافظة فيها نسبة عالية من كربونات الكالسيوم وجزء كبير منها يسود به الجبس الذي يمثل إحدى مشكلات التربة، وأغلب أراضي المحافظة وخاصة الواقعة على سرير النهر تعاني من مشكلة الملوحة بعضها متوسط والآخر خفيف، أما الواقعة خارج سرير النهر فهي غير مالحة، وعموماً معظم أتربة المحافظة تصلح لزراعة النخيل عدا البقع العالية الملوحة».

من حيث مواصفات الشكل الخارجي للنخل فهو من الأشجار ذات الفلقة الواحدة ثنائية المسكن، أي إن هناك أشجاراً مذكرة وأخرى مؤنثة، جذورها ليفية وقد تمتد إلى أكثر من مترين في التربة، ساقها أسطوانية قائمة وقد تصل إلى أكثر من عشرين متراً، الأوراق ريشية وتسمى "الجريد أو السعف"، الأزهار تسمى "الإغريض أو الجف" وتظهر على شكل أكياس عند انشقاقها، وتكون على شكل نواة مذكرة أو مؤنثة حسب نوع النخلة

وعن المواصفات "المورفولوجية" للنخيل يضيف: «من حيث مواصفات الشكل الخارجي للنخل فهو من الأشجار ذات الفلقة الواحدة ثنائية المسكن، أي إن هناك أشجاراً مذكرة وأخرى مؤنثة، جذورها ليفية وقد تمتد إلى أكثر من مترين في التربة،

النخيل على ضفاف نهر الفرات

ساقها أسطوانية قائمة وقد تصل إلى أكثر من عشرين متراً، الأوراق ريشية وتسمى "الجريد أو السعف"، الأزهار تسمى "الإغريض أو الجف" وتظهر على شكل أكياس عند انشقاقها، وتكون على شكل نواة مذكرة أو مؤنثة حسب نوع النخلة».

وعن طرائق الإكثار من زراعة النخيل يقول: «يمكن الإكثار من زراعة النخيل في المنطقة بعدة طرائق؛ وذلك من خلال "البذرة" وهي طريقة غير مرغوب بها بسبب الانعزال الوراثي وتستخدم في مراكز الأبحاث للحصول على أصناف ومواصفات جيدة وحسب برامج التربية المعدة لتلك الغاية، وهناك طريقة "الفسائل" (الخلفات) وهي الطريقة المثلى لإكثار النخيل وتأخذ بفصلها عن الأم وذلك ضمن شروط ومواصفات خاصة، وهناك التكاثر بـ"الأنسجة" وهي طريقة حديثة وذلك بزراعة الخلايا "المرستيمية" من القمة النامية في مختبرات خاصة وهذه الطريقة تعد قفزة علمية لإكثار النخيل والكثير من النباتات، وأفضل المواعيد لزراعة "الفسائل" هي أشهر نيسان وأيار وحزيران».

المهندس الزراعي غسان الشيخ الخفاجي

ويتابع: «لقد قسمت "سورية" لمجموعات من الناحية الدراسية لمعرفة أفضل المناطق لزراعة النخيل فيها؛ وذلك بوضع معايير منها: درجات الحرارة العظمى والصغرى، وخط العرض والارتفاع عن سطح البحر، مع عوامل أخرى لها دلالات مساعدة؛ كهطول المطري ونسبة الرطوبة، ووجد أن الأفضلية الأولى هي مجموعة محافظة "دير الزور" والأفضلية الثانية لـ"الرقة ومركدة"، والثالثة لـ"تدمر".

وهناك بعض العوامل المؤثرة في زراعة النخيل، ومنها: عدم توافر فسائل النخيل الموثوقة من حيث الكم والنوع، وقلة الأيدي العاملة المؤهلة والمدربة على زراعة وخدمة أشجار النخيل، وعدم إنتاج غراس النخيل المتكاثرة بالنسج، والاعتماد على إكثار النخيل بالطرائق التقليدية بـ"الفسائل" والإكثار البذري، إضافة لعدم وجود هيئة مختصة كما في مكتب القطن والزيتون والحمضيات لتطوير تلك الزراعة،

وتلافي نقاط الضعف والعوامل المؤثرة في زراعة النخيل السابقة، وتوزيع أراضٍ لذوي الخبرات وخصوصاً للمهندسين والمراقبين الزراعيين لإنشاء واحات للنخيل وتأمين مصدر مائي للسقاية، واتباع الري الحديث وخصوصاً الري بالتنقيط».

وقد أوضح المهندس "معين سليمان" مدير دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة "دير الزور" من خلال مقالة نشرت بتاريخ 17 تشرين الثاني 2009، في موقع "الملف الصحفي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي"، قائلاً: «إن لمناخ "دير الزور" الحار والجاف دوراً كبيراً في انتشار زراعة النخيل في المحافظة، التي تحوي حالياً 139 ألف نخلة، وتعد منطقة "البوكمال" من أكثر مناطق "دير الزور" المزروعة ببساتين النخيل.

وتزرع أصناف عديدة من أشجار النخيل؛ فهناك الأصناف المحلية مثل النخيل "الديري و الخيارة"، وهناك أصناف غير محلية مثل النخيل "البرجي والمجول"، وبعض هذه الأشجار بذرية أي غير مثمرة، وأخرى مثمرة ومنتجة للتمر، وكل شجرة نخيل تنتج في كل موسم من 30 إلى 50 كيلوغراماً من التمر.

وأشار "سليمان" إلى أن زراعة النخيل تزداد في "دير الزور" بمعدل 10 بالمئة سنوياً، والمحافظة تورد سنوياً حوالي 12 ألف "فسيلة" نخيل إلى المحافظات الأخرى، إضافة إلى التوريد داخل محافظة "دير الزور" نفسها؛ حيث يزداد الطلب على هذه الشجرة وخاصة في الحوائج النهرية؛ وهو ما شجع على زيادة انتشار المشاتل المنتجة لـ"فسائل" النخيل في المحافظة».