حرفة تراثية تتميز بها قرية "الشميطية" عن غيرها من القرى فقد اكتشف الأهالي أن هذه البحيرة الصغيرة تحفظ الملح بعد تبخّر المياه، فاستثمروا ذلك بزراعة الملح ضمن أحواض صناعية، وعملوا في جني الملح نساء ورجالاً.

للحديث عن الأهمية الاقتصادية لملاحة "الشميطية" مدونة وطن "eSyria" التقت في 5 كانون الثاني 2014 المهندسة الزراعية "سارة المزعل" من حي "العرضي"؛ وقد حدثتنا بداية عن موقع ملاحة "الشميطية" بالنسبة إلى محافظة "ديرالزور" بالقول: «تبعد ملاحة "الشميطية" عن مدينة "دير الزور" 27 كم من الجهة الشمالية الغربية، وتبعد 5 كم عن الطريق العام بين "دير الزور وحلب"، وتبرز أهمية هذه الملاحة لكونها مورداً اقتصادياً هاماً لأهل قرية "الشميطية" والقرى المجاورة لها؛ وذلك من خلال الاستثمار في زراعة الملح في بحيرة صغيرة وبواسطة أحواض صناعية تملأ من ماء البحيرة فيتبخر الماء بحرارة الشمس وتبقى طبقة الملح بثخانة 5 سم، وليست هناك آلات لجمع الملح وإنما العنصر الأساسي والمهم في العمل الأيدي؛ حيث يجمع الملح المتركز في الأحواض باليد ويعبأ في الأكياس».

تبعد ملاحة "الشميطية" عن مدينة "دير الزور" 27 كم من الجهة الشمالية الغربية، وتبعد 5 كم عن الطريق العام بين "دير الزور وحلب"، وتبرز أهمية هذه الملاحة لكونها مورداً اقتصادياً هاماً لأهل قرية "الشميطية" والقرى المجاورة لها؛ وذلك من خلال الاستثمار في زراعة الملح في بحيرة صغيرة وبواسطة أحواض صناعية تملأ من ماء البحيرة فيتبخر الماء بحرارة الشمس وتبقى طبقة الملح بثخانة 5 سم، وليست هناك آلات لجمع الملح وإنما العنصر الأساسي والمهم في العمل الأيدي؛ حيث يجمع الملح المتركز في الأحواض باليد ويعبأ في الأكياس

وتضيف: «فقد اتخذ أهالي القرية والقرى المجاورة زراعة الملح حرفة تراثية بعدما اكتشفوا أهمية الملح كسلعة يتم تداولها وبيعها وتدر عليهم مكاسب اقتصادية تعينهم على مشقة الحياة في أشهر محددة من السنة، وتبدأ من حزيران وتتوقف في أيلول، وأكثر استعمال هذا الملح في صنع المثلجات (البوظة) وتمليح الجلود وللأفران.

عبد الكريم المحمد

فإن وجود هذه الملاحات وهي ملك الدولة واستمرار استعمال السكان لملحها في طعامهم دون تصنيع أي من غير أن يكون نقياً، من هنا على الدولة أن تبادر إلى إنشاء مصنع في "الفرات" لتصنيع الملح وتنقيته وبيعه نقياً معبأ في أكياس بمختلف القياسات والأوزان وبشكل تجاري، حتى لا يستهلك السكان ملحاً غير نقي».

وعن مراحل استخراج الملح يحدثنا الشاب "عبد الكريم المحمد" أحد العاملين في ملاحة "الشميطية" بالقول: «يبدأ العمل أولاً بتجهيز الأحواض الصناعية، وبعدها يتم نقل الماء إما بالقساطل أو بالصفائح وتسمى هذه العملية بالري، وحين تمتلئ الأحواض بالمياه، تترك مدة 40 يوماً كي تتبخر المياه منها تحت أشعة الشمس، وتظهر طبقة بلورية رقيقة هي الملح، ثم يحين موسم القطاف.

ولكن مع التطور وظهور الآلة واستخدامها في ضخ المياه في الأحواض، والاستغناء عن الأيدي العاملة الباهظة إضافة إلى المنافسة التي تتعرض لها هذه الملاحة، لم تعد تمثّل مصدراً أساسياً لدخل العائلات فقد أصبحت مهنة خاسرة تكاد لا توازي سعر التكلفة، إضافةً إلى عدم اهتمام الدولة بهذه الزراعة».

وفي كتاب "من التراث الشعبي الفراتي" للباحث "عبد القادر عياش" يذكر فيه الملاحات في محافظة "دير الزور" وأهميتها بالقول: «هناك عدة ملاحات طبيعية في أماكن مختلفة من وادي "الفرات"، وهي عبارة عن منخفضات طبيعية تملؤها مياه الأمطار والسيول في فصل الشتاء أو يكون مصدر مائها نهر "الفرات" لقرب بعضها من النهر أو من مياه عيون مالحة، وتتبخر مياه هذه المنخفضات في الصيف بفعل حرارة الشمس فيبقى الملح.

ويجمع الملح منها إما بالأيدي أو بأوعية من الخشب أو المعدن، أو بصنع أحواض متصلة بهذه المنخفضات أو الملاحات تملأ بالماء المالح وتترك ساعات فتبخر حرارة الشمس الماء ويبقى الملح ويرفع بالأيدي ويكوم أكواماً على طرف الملاحة حتى يصفى، ثم يوضع في أكياس لنقله وبيعه واستعماله في الطعام والصناعة، ويدخل في علف الماشية بشكله الطبيعي دون أي تصنيع لذلك فهو غير نقي مشوب بالتراب وبمواد أخرى ومن الملاحات: ملاحة "البوارة والجبسة والكشمة والزباري وعبد علي"».