محلج القطن الموجود في منطقة "الجورة" في حي "الثورة" حالياً، يعتبر أول منشأة صناعية في محافظة "دير الزور"، وباكورة الاستثمارات الوطنية لما يوفره من فرص عمل في موسم القطن.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29/9/2013 المهندس "عبد القادر خماش" فحدثنا عن موقع محلج القطن وتاريخ إنشائه وأهميته بالقول: «يعتبر المحلج باكورة الاستثمارات الوطنية في محافظة "دير الزور" لما يوفره من فرص عمل في موسم "القطن" حيث يوفر أكثر من /400/ فرصة موسمية ويتم العمل على ثلاث "ورديات" ليلاً ونهاراً، فهو لا يتوقف عن العمل خلال الموسم الذي يبدأ في (1/9) وينتهي في (3/4) من العام الذي يليه، وهناك أيضاً عمال يصل عددهم إلى 75 عاملاً يعملون على مدار العام، إضافة إلى ذلك فقد خفف المحلج كثيراً من الأعباء التي كان يتحملها المزارعون في المنطقة لشحن أقطانهم إلى المحافظات الأخرى قبل إنشاء المحلج، يقع المحلج في منطقة "الجورة" في حي "الثورة" على جانب طريق "حلب" الأيمن بالنسبة للخارج من المدينة، ويعتبر أول منشأة صناعية في "دير الزور" حيث ابتدأ العمل به في 24/10/1966 وهو من أكبر محالج القطن في "سورية"، ويقوم بتغذية شركة "الفرات" للغزل بـ"دير الزور" بالقطن المحلوج، وينتج نوعين من البذور: بذور صناعية تسوق إلى شركات الزيوت، وبذور زراعية توزع معقمة للفلاحين لزراعتها».

لقد وفر المحلج الكثير من الوقت والجهد للمزارعين، ففي الماضي كانت هناك معاناة كبيرة في موسم الأقطان بسبب نقل القطن إلى مناطق بعيدة عن المحافظة من أجل حلجه، أما الآن فقد وفر الوقت والجهد، كما أنه يوفر لأبناء الريف فرص عمل جيدة في موسم الأقطان

المهندسة الزراعية "سارة المزعل" أضافت: «في كل عام قبل بداية موسم القطن تتم أعمال الصيانة في المحلج وتشمل الآلات وتنظيف الساحة والرحبات من البذور ووضع إطارات "تستيف"، وجميع هذه العمليات بهدف الاستعداد لاستقبال الأقطان الواردة من الإخوة المزارعين، ويتم استلام القطن على أساس شهادة المنشأ التي يحضرها المزارع من الوحدة الإرشادية، حيث يتم فرزها عن طريق مهندسي الفرز في المحلج، كما يتم تحديد صافي حليج القطن عن طريق الفرز وتحديد نسبة رطوبة الأقطان، وبواسطة "قبان" المحلج الذي يزن السيارة بالكامل مع الحمولة قبل وصولها إلى الساحة لتفريغها، ويقوم المهندس بفرزها وتحديد نسبة الرطوبة وصافي الحلج، ثم توزن السيارة مرة أخرى بعد الفرز ويتم تحديد الوزن الصافي والرطوبة من قبل الفراز عن طريق بيان السيارة».

المستودع الذي يستف فيه القطن

وتابعت: «يتكوّن المحلج من ثلاثة أقسام رئيسية هي صالة الحلج، والمستودعات، ومبنى الإدارة، وتمّ تقسيم الموظفين إلى عدة شعب هي: شعبة الفرز، وتضمّ الخبراء الذين يتولون عمليات تسعير الأقطان، وشعبة الفنيين الذين يشرفون على عمليات الحلج وصيانة الآلات، وشعبة الشحن، وشعبة العقود، وشعبة المحاسبة، ومستودعات المحلج، وهناك كميات تخزّن في العراء تحت شوادر عازلة، أما الأقطان المحلوجة فيتم تخزينها ضمن مظلات مفتوحة من الجانبين ومسقوفة ومخصصة للتخزين».

وأنهت حديثها بالقول: «تبدأ الخطة السنوية في بداية شهر "أيلول" وتنتهي في شهر "نيسان"، حيث يقوم محلج "دير الزور" باستلام محصول القطن من فلاحي المحافظة، وتصل كميات الأقطان المسوقة إليه نحو /90/ ألف طن، وتتضمن عملية الحلج مرحلتين: مرحلة لحلج القطن الصناعي، ومرحلة لحلج القطن الزراعي، ويتمّ حلج القطن الزراعي بعد الانتهاء من حلج الأقطان الصناعية، حيث يتمّ تنظيف خطوط الحلج من البذور الصناعية، للحفاظ على نقاء ونظافة الأقطان الزراعية، وبعد الانتهاء من الخطة السنوية للمحلج، تتمّ صيانة المعدّات بشكل كامل وتنظيفها وإعدادها للموسم القادم، أما القطن المحلوج، فيتمّ تصديره إلى الداخل والخارج بإشراف مؤسسة الأقطان، ويتم بيع البذور الصناعية لمعامل الزيوت النباتية، والبذور الزراعية لمؤسسة "إكثار البذار"، لكي يتم بيعه للفلاحين».

المهندس عبد القادر خماش

المزارع "محمد الخلف" قال: « لقد وفر المحلج الكثير من الوقت والجهد للمزارعين، ففي الماضي كانت هناك معاناة كبيرة في موسم الأقطان بسبب نقل القطن إلى مناطق بعيدة عن المحافظة من أجل حلجه، أما الآن فقد وفر الوقت والجهد، كما أنه يوفر لأبناء الريف فرص عمل جيدة في موسم الأقطان».