ينتشر "المكيف الصحراوي" في المناطق الشرقية لسورية، مستخدموه في هذه المناطق يقولون إنهم يفضلونه عن المكيف الحديث لعدة اعتبارات، تجده موجود في المنازل والمقاهي وأحياناً قد تجده جالساً مع المتنزهين على ضفاف الفرات.

مدونة وطن "eSyria" التقت الآنسة "ليندا إسماعيل" من أبناء "حي الصناعة" بتاريخ "10/6/2012" للحديث عن سبب استخدامها المكيف الصحراوي: «رغم توافر المكيفات الحديثة، إلا أنني أفضل المكيف الصحراوي، بل اعتبره الوحيد القادر على مواجهة الطبيعة الجافة لدير الزور، والتخفيف مما يعانيه السكان من مشكلات صحية بسبب جفاف الجو، خاصة الأطفال الذين لديهم مشكلات صحية.

بعض أهالي يعتبره أحد البدائل الجيدة في توفير الطاقة، فهو أوفر من المكيفات الحديثة بالنسبة لفاتورة الكهرباء

كما أننا نستطيع أن نضيف للماء الموجود الثلج لزيادة درجة تبريده، أو قد نضيف بعض الروائح العطرة للماء ما يجعل رائحة المنزل رائعة ومنعشة، إضافة إلى سهولة حركته لوجود قاعدة قابلة للحركة بحيث يمكن وضعه في أي مكان نختاره في المنزل وفي بعض الأحيان نضعه (بالحوش) العربي للاستفادة من برودته عند جلسات السمر المسائية للعائلة وذلك عندما يكون الحر شديداً».

مكيف صحراوي من الحجم الكبير

وتضيف "إسماعيل": «بعض أهالي يعتبره أحد البدائل الجيدة في توفير الطاقة، فهو أوفر من المكيفات الحديثة بالنسبة لفاتورة الكهرباء».

أما السيد "محمود الماوي" صاحب محل لبيع المكيفات في منطقة "الشارع العام" قال: «اعمل في مهنة بيع المكيفات الصحراوية منذ تواجدها في السوق، وكان الناس يتوافدون بكثرة لشرائها لما لها من برودة أفضل بكثير من المراوح العادية، ولم يزل الطلب لاقتنائه موجودا رغم التطور الحاصل وظهور المكيفات الجديدة ذات القطعة والقطعتين بأنواعها وأحجامها المختلفة، حتى إن المكيف الصحراوي تم تطويره من حيث الشكل والنوع فهناك أنواع وأشكال جديدة منها الصغيرة والكبيرة والثابت والمتحرك وذات المنظر الجميل وجميع أسعارها معقولة تساعد ذوي الدخل المحدود في اقتنائها».

القش المستخدم في المكيف الصحراوي

ويذكر السيد "مهيدي الصالح" صاحب مطعم في منطقة "الشيخ ياسين" أن المكيف الصحراوي له الكثير من المميزات التي تلغي سلبياته، وعن ذلك أشار بالقول: «أنا افضله لأن المطعم يبقى مفتوح الأبواب لكثرة دخول وخروج الزبائن فهو يساعد في زيادة الرطوبة داخل الأماكن المفتوحة التي لا طاقة للمكيفات الحديثة في تحملها كما أن هواءه أنقى لأنه يخرج من الماء الذي يضاف للمكيف إضافة إلى أنه اقتصادي في استهلاكه للكهرباء وسهل الصيانة والحركة.

ولكن هذا لا يعني أنه لا يملك سلبيات فهو يحتاج إلى الانتباه وإضافة المياه بين الوقت والآخر».

المهندس "عبد القادر خماش" وهو مهندس كهرباء يتحدث عن مكونات المكيف الصحراوي: «يتألف من محرك تختلف استطاعته وفقا لحجمه فهناك مكيفات ذات محرك استطاعتها نصف حصان وهو صغير وأخرى ذات استطاعات أقوى وهي من الحجم الكبير كما أن هذه المكيفات تختلف من حيث سعة المياه ومصروفها فبعض المكيفات تستهلك عشر ليترات من المياه وبعضها عشرين، وهناك أيضا مروحة وجانبان من القش المدعم بالمعدن وفيهما تتم عملية دوران المياه عبر مواسير لترطيب القش ليخرج الهواء باردا من خلاله».

وكثيرا ما يعتقد أنه كلما كان الماء باردا كان الهواء أبرد وهذا ليس صحيحاً، ومنهم من يخافه لأضراره الصحية وهي تحدث نتيجة إهمال المكيف سواء من حيث التنظيف أو الصيانة فهو بحاجة للتنظيف بشكل دوري وتنشيف الماء المتبقي فيه وتغيير القش بين الفترة والأخرى لأن البكتريا تنمو في الأماكن الرطبة ما يؤدي لخروج رائحة غير مستحبة وتنتقل عبر الهواء.

أما اليوم فالمكيفات الصحراوية تطورت كثيرا فالجسم أصبح يصنع من الفيبر قلاس وتم الاستغناء عن القش ويستخدم الآن الكرتون وهو أكثر كفاءة وأسهل من حيث الصيانة مقارنة بالقش، ويعتقد أن التقنيات الجديدة رفعت الكفاءة فالمكيفات الجديدة غير قابلة للصدأ، إضافة إلى خفة الوزن ومرونة التصميم ما يقلص من العيوب الموجودة في المكيفات الصحراوية القديمة.