شهد سوق السمن البلدي في "دير الزور" لهذا العام ارتفاعاً غير مسبوق لأسباب أهمها، الذبح الجائر لإناث العواس وتهريبها، حيث وصل سعر السمن الضأن إلى 800 ليرة، و400 ليرة للسمن البقري.

موقع eSyria التقى بتاريخ 24\3\2012 السيد "محمد الحمود" أحد مرتادي سوق السمن "بدير الزور والذي قال: «تخزين السمن هو تقليد قديم في "دير الزور"، ولا يكاد يخلو منزل من منازل المحافظة من غرفة للمونة ويكون السمن البقري أو الضأن أحد مكوناتها، حيث يعبأ في جرار كبيرة من الفخار تدعى خابية تحكم بغطاء خشبي للحفاظ على السمن وهي من تراث المحافظة».

قديماً كان أهالي المحافظة يقارنون سعر السمن بسعر اللحم، فسعر السمن يعادل اثنان كيلو من لحم الغنم ويسمى "حقة"، ولا يزال تجار المحافظة يعملون على هذا الأساس كون لحم الغنم يباع في أسواق المحافظة بسعر 400 ليرة

وأشار التاجر "عبد السلام صادق" إلى أسباب ارتفاع السمن والذي قال: «شهد موسم السمن نزول كميات قليلة من السمون سواء الضان منها أو البقر، ويعود السبب إلى عدة عوامل منها قلة الأمطار الهاطلة في البادية مما أدى إلى قلة المراعي وبالتالي دفع المربين إلى التنقل لأماكن الرعي الأخرى وذلك باستئجار شاحنة ونقل الأغنام فيها، وكذلك ارتفاع أسعار الأعلاف، إضافة إلى الذبح الجائر لإناث "العواس" وتهريبها إلى خارج القطر».

عنبر السمن البلدي

وللتعرف على ارتفاع أسعار السمن قال "صادق": «قديماً كان أهالي المحافظة يقارنون سعر السمن بسعر اللحم، فسعر السمن يعادل اثنان كيلو من لحم الغنم ويسمى "حقة"، ولا يزال تجار المحافظة يعملون على هذا الأساس كون لحم الغنم يباع في أسواق المحافظة بسعر 400 ليرة».

وأضاف "صادق" بالقول: «تشهد أسواق المحافظة نشاطاً تجارياً من خلال موسمي الجبن والسمن، فهما منتج ذو مردود اقتصادي جيد لأهل البادية حيث يقومون بنقل إنتاجهم من السمن إلى أسواق المحافظة وببيعه للمستهلكين أو لتجار المحافظة المتعاقدين معهم».

وأضاف "صادق":«مع تغيّر العادات الغذائية، ودخول السمن النباتي وتطور صناعته الآلية، واكتساح الجفاف لمعظم الأراضي الرعوية وكذلك ارتفاع ثمنه، لم يعد للسمن البلدي المكانة التي احتلها سابقا،ً واقتصر استخدامه في صناعة بعض أنواع الحلويات والمأكولات وكدواء لبعض الأمراض، ووجبة غذاء لبعض الذين ما يزالون متمسكين بتناول هذا النوع من السمون على سبيل العادة».

الصورة الرئيسية هي "الظرف أو الشجوة" لتصنيع السمن.