ارتبط اسم "الهايس" في محافظة "دير الزور" بصناعة الحلويات، وعلى مر السنين كان ولا يزال هذا الاسم حاضراً، لأنه تاريخ يرتبط بعشرات السنين، توارث أبناء العائلة هذه الصناعة من جيل لآخر إلى أن وصلت إلى "محمود الهايس".

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 17 حزيران 2020 التقت "محمود الهايس" وبدأ حديثه: «بدأت مطلع السبعينيات بالعمل مع والدي "جاسم الهايس" (رحمه الله) الذي ورث المهنة من والده، فكنا ننقل هذه المهنة من جيل لآخر، وبالزمن العمري بات عمري في مهنة صناعة الحلويات أكثر من خمسين عاماً، وارتبطت صناعة الحلويات في محافظة "دير الزور" باسم "الهايس" منذ عشرات السنين وصولاً إلى الفترة الحالية، والجميع من أبناء هذه المحافظة تربطهم علاقة جيدة مع المحل الذي يعرفه الصغير والكبير في الشارع العام، وبعدها تم توسيع العمل في عدد من مناطق المدينة.

تعلمت الكثير من "محمود الهايس"، هو صاحب عقلية منفتحة في العمل، وصاحب خبرة طويلة، ومحبوب من قبل الجميع، إضافة إلى ذلك فهو صاحب ابتسامة دائمة

وفي السنوات العشر الأخيرة، وبعد أن فصلتنا الحرب عن موقع محلنا الأساسي، بدأنا بالعمل في شارع "البيئة"، وحافظنا على حضورنا من خلال تقديم ما هو محبب لأبناء "دير الزور" من حلويات شرقية وغربية».

"محمود الهايس" أثناء العمل

ويضيف "الهايس": «صناعة الحلويات مهنة تحتاج لطبيعة معينة من الهدوء والدقة مع عامل الخبرة طبعاً، خاصة إننا نتعامل مع مقادير معينة، وأنا أتقنت هذه الأمور من بين أخوتي السبعة، ولدي خبرة كبيرة في هذا المجال، وأفضل دائماً العمل بيدي ومساعدة العمال في المصنع والمحل، وأتقن صناعة الحلويات الشرقية بكاملها من (المبرومة والبلورية والبقلاوة والغريبة والمعمول والأصابع والشعيبيات وأساور الست وعش البلبل والكنافات وجميع أنواع الهريسة)، وكذلك الحلويات الغربية بكاملها من (البتيفور والكاتو والمنفوشة وجوز الهند والبوظة بأنواعها)، وهذا الأمر لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة حبي للعمل ومتابعتي لأدق التفاصيل، وكنت أستفسر عن كل أمر حتى وصلت إلى مرحلة تمكنت من إتقان العمل بمفردي، ولا أنسى توجيهات والدي وجدي وأنفذها بحذافيرها».

ويتابع حديثه: «عبر هذه السنوات الطويلة من العمل وتقديم الحلويات بأنواعها المختلفة يمكننا القول إننا بنينا جسور الثقة مع الأهالي، حيث باتت أنواع الحلويات التي نقدمها تجول كامل المحافظات، والمواطن يقوم بشراء الحلويات وبخاصة الأنواع التي ارتبط اسمها بـ"دير الزور" وفي مقدمتها (الكليجة بأنواعها والأقراص الديرية)، وليس هذا فحسب بل وصلت إلى الدول العربية وحتى الأوروبية، وشاركنا في جميع المهرجانات السنوية التي أقيمت في محافظة "دير الزور" قبل الأزمة، وشاركنا العام الماضي في مهرجان "أيام الدراسة"، ونحبذ أن يكون لنا حضور دائم ولا نغيب عن أي مهرجان تسوّق يقام في "دير الزور"، رغم أننا وخلال فترة الأزمة تأثرنا بالوضع كثيراً خاصة من حيث تأمين المواد، فصناعة الحلويات تعتمد على مواد أساسية في مقدمتها السكر والسمن، ولكننا بقينا حاضرين نحافظ على التميز في تقديم الأفضل».

صورة ضمن المحل

ويضيف "الهايس" قائلاً: «خلال سنوات عملي الطويلة تخرّج من بين يدي أكثر من مئة شخص بات لهم حضورهم الآن وقاموا بافتتاح محال حلويات في قرى وبلدات الريف، وبعضهم تابع عمله في بقية المحافظات، وآخرون فتح لهم المجال في دول عربية.

وما دمنا نتحدث عن هذا الأمر فقد قدمت لي عروض كثيرة للعمل خارج "سورية"، ففي عام 2010 قدم لي عرض للعمل في "إسبانيا"، وفي العام 2019 قدم لي عرض آخر للعمل في "روسيا"، ولكنني رفضت وفضلت البقاء والعمل هنا في محافظتي، وكانت لي تجربة في العامين 2017 و2018 في "السعودية"، عدت بعدها إلى وطني الحبيب "سورية" وإلى محافظتي الغالية "دير الزور"، لأنني أجد نفسي هنا».

"عبد الناصر المطر"

عنه يقول "عبد الناصر الحمد المطر" صديقه ورفيق دربه على مدى ثلاثين عاماً: «"محمود الهايس" صاحب باع طويل في صناعة الحلويات، ومن القلائل في محافظة "دير الزور" الذين يتقنون صناعتها بأنواعها، وهو شخص قريب للجميع، ومخلص لعمله، ويعمل بيده ولا يفارق العمل حتى ينجزه بكامله».

وعنه يقول العامل "عبد المحسن صلاح الدين العبد المحسن" مشرف عملية الخبز ضمن المعمل: «تعلمت الكثير من "محمود الهايس"، هو صاحب عقلية منفتحة في العمل، وصاحب خبرة طويلة، ومحبوب من قبل الجميع، إضافة إلى ذلك فهو صاحب ابتسامة دائمة» .

يذكر أنّ "محمود جاسم الهايس" من مواليد "دير الزور" عام 1962.