استحوذت الموسيقا والفن على اهتماماته منذ صغر سنه، وكان لتشجيع والده الفضل في أن يتقن العزف على العديد من الآلات الموسيقية حتى بات له حضوره في هذا الوسط ، "عبد الكريم الديواني" فنان وموسيقي معروف في "دير الزور".

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 11 كانون الأول 2019 التقت "عبد الكريم الديواني" الذي بدأ حديثه بالقول: «دخلت المجال الفني وأنا في السابعة من عمري، وكان لتشجيع والدي الأثر البالغ في ذلك، كونه - رحمه الله - أستاذاً في الموسيقا، ومع البدايات الأولى ونتيجة التشجيع المستمر من أسرتي بالكامل وجدت نفسي أميل لآلة الأكورديون وفي سنوات الصغر تابعت مع المنظمات الشعبية وكنت رائداً في العزف على هذه الآلة، كما أنني نلت المركز الثالث على مستوى القطر.

اغتنم الفرصة لأقول: إن الفن والموسيقا في "ديرالزور" بحاجة للكثير من الاهتمام برغم أنها خرّجت الكثير من الأسماء التي بات لها حضورها الكبير في العزف والغناء، تركيزي ينصب في الوقت الحالي على تقديم ما نهلته في هذا المجال لجيل الشباب كوني اخترت العمل معهم

ونتيجة إتقاني للعزف على هذه الآلة وجدت نفسي أمام خيارات متعددة، ومن هذه الخيارات دخلت إلى فرقة اتحاد عمال "دير الزور"، وكنت أصغر عازف إلى جانب كبار الفنانين في المحافظة، وتدرجت مع الفرقة بالتوازي مع اكتساب المزيد من الخبرة الفنية، وبدأت تتوسع خبرتي رويداً رويداً، وبدأ عودي يشتد، وفي مرحلة الشباب كان الدعم والاهتمام من الفنان "يوسف الجاسم" المعروف بـ"أبو حياة"، وكذلك الفنان "جمال دوير"، وتعلمت منهما الشيء الكثير، ولا أنكر ذلك خاصة تعرفي على المقامات، وانتقلت بعدها للتدريب ووجدت نفسي في أكثر من فرقة بفرع منظمة "الشبيبة" في "دير الزور"».

الفنان خالد الشخيلان

وتابع "الديواني" حديثه: «أتقن العزف على الكثير من الآلات الموسيقية ومنها: العود والناي والإيقاع والأورغ والقانون والغيتار، وحصلت على العديد من الجوائز في مسابقات عديدة على مستوى القطر، وكانت فرحتي الأكبر باللقاء مع عدد من الفنانين العراقيين أمثال "رضا الخياط" و"صلاح عبد الغور" وعزفت مع الفرقة العراقية، ونلت إعجابهم، وعملت لفترة مع فرقة "الفرات" الموسيقية لإحياء التراث».

ويتابع "الديواني": «الموسيقا هي أغنية الحياة والروح التي تنطق بالبسمة والبهجة، الموسيقا ذوق، ولغة الفرح، قضيت تلك السنوات الطويلة لكني ما أزال أجد نفسي صغيراً في هذا الجانب، وما زلت أنهل من بحرها الواسع، آلة الأكورديون آلة صعبة، هناك عدد قليل من يتقن العزف عليها، والآلة الموسيقية هي رفيق درب طويل، معي في السراء والضراء، ومنطقة "الفرات" لها ميزة خاصة أنها تميل لنبرة الحزن بالعزف والغناء، لذلك يعبر الفنان عن مكنوناته الداخلية بالموسيقا والكلام، والآلة الموسيقية تعطيك شعوراً عن هذه المكنونات».

ويختم "عبد الكريم الديواني" حديثه: «اغتنم الفرصة لأقول: إن الفن والموسيقا في "ديرالزور" بحاجة للكثير من الاهتمام برغم أنها خرّجت الكثير من الأسماء التي بات لها حضورها الكبير في العزف والغناء، تركيزي ينصب في الوقت الحالي على تقديم ما نهلته في هذا المجال لجيل الشباب كوني اخترت العمل معهم».

عنه يقول الفنان "خالد الشخيلان": «"عبد الكريم الديواني" فنان محترف، وهو بذات الوقت فنان شامل، وله بصمة فنية في هذا المجال، حضوره مميز، يتقن العزف على أكثر من آلة موسيقية وصاحب خبرة واسعة، ثقافته الفنية واسعة ويعمل دائماً من أجل إحياء التراث الفراتي بكل ما يزخر به عبر تدريب الجيل الشاب من ذوي الخبرات والمواهب، وتدريبهم على الآلات الموسيقية دون كلل أو ملل».

يذكر أنّ "عبد الكريم أحمد الديواني" من مواليد "دير الزور" عام 1970، حاصل على الشهادة الثانوية.