حمل "محمد خرابة" فنّه الراقي إلى خارج الحدود بعد أن تأثر بعالم الألوان الذي اكتشفه في مدينته الجريحة "دير الزور"، فخلّد بريشته المعالم الأثرية والطبيعة المختلفة التي يراهن على عمقها التاريخي والحضاري مهما اشتدت الظروف.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 18 تشرين الأول 2016، تواصلت مع الفنان "محمّد خرابة" الذي يقيم في "ألمانيا"، وقدّم عن مشواره الفني منذ البدايات، فقال: «في صغري كان تعلقي بعالم الفن كبيراً، أحببته، وتابعت نخبة من الأسماء الفنية المهمّة في مدينة "دير الزور" للاستفادة من خبرتهم، ثمّ تحول العشق والحب إلى أمر واقع، فحملت عدة الرسم، وبدأت أرسم كل ما يخطر في البال، ولوحاتي مبعثرة هنا وهناك، وقلم الرسم بات جزءاً من سعادتي واهتمامي اليومي، استمر هذا الحال، وازدادت اللوحات جمالاً وإبداعاً شيئاً فشيئاً، فتضاعف اهتمام المدرسين بما أقدمه، وانضمت بعض اللوحات إلى معارض مدارس مدينتي، وتكوّن التمسك العميق لدي بفن الرسم، لأجتهد في الشهادة الثانوية، وبعدها أعلنت انضمامي إلى كلية الفنون الجميلة، لتتحول الموهبة إلى تخصص واحتراف. لوحات كثيرة لي دخلت إلى المعارض التي كانت تقام تحت رعاية الكلية التي علمتني الكثير، إضافة إلى بعض المعارض الفردية التي كانت تضم أجمل ما كنت أرسمه من لوحات».

أثبت نفسه بأسلوب جميل ومتميز في عالم الفن، لأنه سطّر الإبداع السوري في المحافل العالمية، وصدى تجربته هناك وصل إلى عمق بلادنا، حتّى في بداياته كان محبّاً ومهتماً ومتابعاً لكل معلومة تطور مستواه الفني، وتضيف تألقاً إلى ريشته، فاللوحات التي يقدمها هي رسائل حضارية وتراثية وتاريخية وفنية

الفن بالنسبة لـ"محمّد" عالم آخر، قال عنه: «أعبر بالرسم عما يجول بخاطري، كنت أحاول تفريغ ما في قلبي من شحنات من خلال اللوحة، وأثناء وجودي في مدينتي رسمت العشرات من اللوحات، كل لوحة تمثّل محطة من محطات حياتي، فالريشة تحدد لي خطاً مميزاً في هذا العالم الذي لا حدود له، وهدفي إكمال مسيرة فنانين سوريين قبلي أسسوا وكانوا علامة بارزة في تاريخ الفن السوري، وكان للفنانين "فاتح المدرس" و"أنور الرحبي" تأثير كبير في مسيرتي الفنية؛ فلوحاتهما مساحة من حلم، وطريق للعبور الآمن نحو أفق ليس له حدود. وبدوري أبقى أتصارع مع داخلي حتى تخرج اللوحة إلى الوجود معبرة عن كل ما أريد، رسمت الواقعية والانطباعية عبر لوحات من الطبيعة الرائعة لبلادي، كنت أسترجع الصور التي أخزنها في الذاكرة، فطرقت أبواب التجريب، ورسمت فيه عدداً من اللوحات نالت إعجاب الكثيرين. ومنذ مدة وصلت إلى "ألمانيا"، ومهما توفر لي من حب وجمال وراحة، تبقى كابوساً ثقيلاً وغربة، وأحاول نسيان وجعها من خلال ريشتي، وستبقى اللوحة والألوان أنيسي الذي لن أتخلى عنهما».

محمد على صفحات الصحافة الألمانية

وعن الرسالة التي يحاول إيصالها عن طريق الفن، أضاف: «اللوحات التي أرسمها هنا، لأوضح أن وطني ليس ساحة حرب، بل حديقة مزينة بالحب والعطاء، هي أرض الحضارات والعراقة والصفاء، فأعلنت نفسي سفيراً فنياً لأقدم للعالم جماله بتلك الريشة واللوحات التي دخلت معارض عديدة في "ألمانيا"، وقدمت أكثر من معرض فردي أحدها في إحدى صالات الموسيقا المعروفة في المنطقة، بهذا المعرض وغيره وجد الفنانون الألمان إبداعاً فنياً، فقدموا تجربتي الفنية في صحافتهم».

الفنان "عماد سعيد" من فنّاني مدينة "دير الزور"، تحدّث عن زميله قائلاً: «أثبت نفسه بأسلوب جميل ومتميز في عالم الفن، لأنه سطّر الإبداع السوري في المحافل العالمية، وصدى تجربته هناك وصل إلى عمق بلادنا، حتّى في بداياته كان محبّاً ومهتماً ومتابعاً لكل معلومة تطور مستواه الفني، وتضيف تألقاً إلى ريشته، فاللوحات التي يقدمها هي رسائل حضارية وتراثية وتاريخية وفنية».

من اللوحات التي قدمها في الغربة

يذكر أن الفنان "محمد خرابة"، من مواليد "دير الزور"، عام 1980.

مع الريشة واللوحة في ألمانيا