ممثل سوري تتملكه الموهبة، دخل المعهد العالي للفنون المسرحية، وتابع في المسرح والدراما وعرَّج على السينما، ولم يبقَ من أبواب الفن سوى القليل لم يطرقها.

مدونة وطن "eSyria" التقت "الرحبي" بتاريخ 28 تشرين الأول 2014، ليحدثنا عن بذرة موهبته؛ ومراحل إنتاشها؛ يقول: «بحكم التوجه الفني لعائلتي، كان لا بد أن يكون لي في الطيب نصيب؛ ربما بحكم الوراثة، ربما التقليد أو الموهبة.. لا أدري حقاً، كل ما أعرفه أنني أحببت التمثيل كما أحببت غيره من الفنون، فالتحقت بدورات تدريبية للأستاذ "مروان جيجي" والفنان المرحوم "نضال سيجري"، ثم دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية؛ قسم التمثيل، وتخرجت عام 2004، لأخطو خطوة أعدها الأجرأ حين شاركت في مسلسل "التغريبة الفلسطينية"، وكانت تجربة استثنائية مع المخرج "حاتم علي"، توالت بعدها أعمال مثل: "تحت المداس، رياح الخماسين، مرايا، بيت جدي، أهل المدينة، طاحون الشر، ليالي شامية، قمر شام، روزنامة، باب الحارة، الغربال، طوق البنات، وراء الوجوه، وخماسية خيانة مؤجلة".

كانت لي تجربة واحدة معه في مسلسل "طوق البنات"، رأيته موهوباً وملتزماً بقواعد عمله، أضف إلى ذلك حضوره الفني اللافت، وتعاونه مع زملائه ومع فريق العمل، موهبته لا تخلو من الإبداع؛ لكنه لم يحصل على الفرصة المناسبة بعد

أما في المسرح؛ فلدي خمسة عروض احترافية، أهمها "حكاية علاء الدين، رحلة سفر، جثة على الرصيف، الزير سالم والأمير هاملت".

الفنان ناصر مرقبي

وفي السينما أيضاً شاركت في أربعة أعمال سينمائية، أبرزها فيلم "النفق" الذي حاز جائزة برلين في ألمانيا، وهو يتكلم عن القضية الفلسطينية، وهو من إخراج وإنتاج إيراني، جسد شخصياته ممثلون عرب.

ولدي في الدوبلاج تجربة يتيمة، فتنوع الأجناس الفنية يخلق لدى الفنان -برأيي- حالة من التكامل إن صح التعبير، فيطور بها تقنياته ويكتسب خبرة لا بد ستلزمه في حياته العامة والمهنية».

المخرج محمد زهير رجب

وعن الأدوار التي يفضلها "الرحبي"؛ يتابع: «تميل شخصيتي إلى الأدوار الجدية نوعاً ما، إلا أنني غامرت في الكوميديا بتجربة يتيمة هي الأخرى؛ لا أنكر أنها أضافت إلي كما يضيف أي شيء جديد في مهنتي، لكنني لم أجد نفسي في هذا المجال مطلقاً، وأظن أن تجربة كوميدية أخرى كفيلة بجعل المتلقي يرفضني في الدراما؛ وربما في الكوميديا أيضاً.

وكأجناس فنية أرغب في تجريب ما يتاح لي منها إيماناً مني بأن أي تقنية يمنحني إياها المسرح ستساعدني في السينما والتلفزيون، والعملية تبادلية بالتأكيد؛ لكنها تخضع لمزاج الفنان وميوله، فثمة من أبدع في التلفزيون وحقق حضوراً دون أن يكون للمسرح وجود في حياته».

ولرؤية "الرحبي" في عيون زملائه التقينا الفنان "ناصر مرقبي" الذي قال عنه: «يحمل "وسيم" في فكره إرثاً فكرياً وثقافياً منوعاً، فيه عبق بردى حيث تنتمي والدته، وشموخ الفرات الذي تربى والده على ضفافه، كما أنه قارئ نهم للتاريخ ومتعدد المواهب، ما زال يعمل على تكوين هوية فنية خاصة به، وفق رؤيته المميزة التي تعتمد على الجد والبحث».

أما المخرج "محمد زهير رجب" فقد قال عنه: «كانت لي تجربة واحدة معه في مسلسل "طوق البنات"، رأيته موهوباً وملتزماً بقواعد عمله، أضف إلى ذلك حضوره الفني اللافت، وتعاونه مع زملائه ومع فريق العمل، موهبته لا تخلو من الإبداع؛ لكنه لم يحصل على الفرصة المناسبة بعد».

يشار إلى أن "وسيم الرحبي" من محافظة "دير الزور" ومواليد "دمشق" 1981، وقد قام مؤخراً بتقديم تجربته الموسيقية الأولى، إذ أنهى تسجيل أغنية "علم سوري"، وهي من كلماته وألحانه، ويقوم بتسجيل أغنية "بيكفي غياب" من كلماته وألحانه أيضاً.

كما له باع في الشعر المحكي الذي ألف له مجموعة قصائد تنتظر الوقت المتبقي لترى نفسها ديواناً مطبوعاً، وهذا ليس بغريب عنه، فوالده؛ الفنان التشكيلي الكبير "أنور الرحبي" أكسبه طريقة تفكير وإحساساً عالياً في العمل، كما أكسبه صفات من شخصيته المحببة كالتواضع والهدوء والمرح.