تحدى بنحته كبار النحاتين وتفوق عليهم، وجسد بتماثيله العديد من الشخصيات المميزة وفازت بالمرتبة الأولى لأكثر من مرة، حتى إنها زينت شوارع وساحات مدينة "دير الزور"، إنه النحات والفنان التشكيلي "مروان قنبر".

للتعرف أكثر على حياة الفنان والنحات "مروان قنبر" مدونة وطن "eSyria" التقت في 28 تموز 2014، الفنان التشكيلي "رضا خطاط" من حي "العرضي"، الذي حدثنا عنه بالقول: «درس الفنان "مروان قنبر" في فترة متأخرة من حياته الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" في قسم النحت، وارتبطت أعماله بتربة الوطن وطين الفرات، ولكنه مارس مهنة الفن التشكيلي والنحت منذ يفاعته، واستطاع أن يتفوق على كبار النحاتين في مجال النحت وعمره لا يتجاوز السادسة عشرة، وفازت منحوتاته "العارية، الدهشة، جبران خليل جبران" بالمرتبة الأولى في "حلب" عام 1960، ومن أهم تماثيله تمثال "الجندي المجهول" الذي كان موضوعاً في مدخل مدينة "دير الزور" وكان بارتفاع 12 طابقاً، وقد عمل الفنان أيضاً مدرساً في معهد إعداد المدرسين بـ"دير الزور" قسم الرسم والنحت، وكان بارعاً في عطائه النظري والعملي، وقد تخرج على يديه نخبة من الفنانين التشكيليين والنحاتين، وكان بارعاً في فنه الذي أذهل الكثيرين عرباً وأجانب، وكان مرسمه في بيته المجاور لمبنى المحافظة مؤلف من طابقين ملأهما بالمنحوتات واللوحات الفنية الرائعة».

صمم العديد من الميداليات واعتمدت لدى المؤسسات والجهات المعنية، ومن أبرز لوحاته: (سورية، القيد، العودة، النورة، الفيضان...)، وصمم عدداً من أغلفة الكتب والقصص، وله لوحات عديدة بالمائي والزيتي والباستل والفحم لمواضيع اجتماعية وسياسية وبورترية

ويضيف: «والفنان "قنبر" الذي عمل في فن النحت منذ خمسينيات القرن الماضي، كان يرى أن البيئة الفراتية أثرت كثيراً في أعمال فناني النحت في "دير الزور"، حيث صوروا في منحوتاتهم العمل الزراعي ومشاركة المرأة للرجل في العمل، لافتاً إلى أن الفنانين لم يكونوا بعيدين عن القضايا الوطنية والقومية؛ فصمموا التماثيل التي تخلد ذكرى الشهداء والأعمال التي تعبر عن الكفاح ضد المستعمر ومعاناة الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال».

تمثال العامل.

وفي لقاء معه في 1 كانون الثاني 2008 لمدونة وطن تحدث فيه عن بداياته بالقول: «بدأت ممارسة النحت منذ كان عمري ست سنوات، كنت شديد الإعجاب بالموضة آنذاك وأكثر ما لفت نظري هو قصات الشعر المتشابهة وكنت أظن أن الناس جميعاً يذهبون إلى حلاق واحد، وهذا ما حاولت أن أظهره على الحجر، أذكر في سنة 56 أو 57 على وجه الدقة؛ أن الأستاذ "حمزة القاضي" كان لا يرسم شيئاً على اللوح، كان يتحدث لمدة شهر عن حورية البحر، لا يترك منها أو من البيئة المحيطة بها شيئاً إلا وصفه، ثم بعد ذلك يقول: ارسموا ما فهمتموه من القصة، تستطيع القول إذاً: إن أول أعمالي كان عبارة عن حورية بحر، أعطاني الأستاذ بعدها درجة مئة من مئة ورشحني كي أقيم أول معرض لي، وسألني أن يزورني في المنزل كي يرى طريقة عملي، وهناك حدثته أن والدي كان لديه إزميل يصنع به الغرافات التي تنصب في النهر (لم تعد موجودة الآن)، وأنا ورثت هذا الإزميل وبدأت أصنع به التماثيل».

وقد ذكره الأديب "محمد رشيد رويلي" في كتابه "الحركة الثقافية في محافظة دير الزور خلال القرن العشرين" مشيراً لأهم أعماله ومسيرته في مجال النحت، حيث كتب: «من أهم منحوتاته في مرحلة شبابه "العامل"، وقد وضعت هذه المنحوتة أمام مبنى اتحاد عمال محافظة "دير الزور"، و"الجندي المجهول" وقد وضعت هذه المنحوتة وسط الطريق أمام الثكنة العسكرية على طريق حي "الثورة"، وتمثال للرئيس الراحل "حافظ الأسد"، وتمثال للرئيس "جمال عبد الناصر"، تمثال "لأبي العلاء المعري"، وتمثال "للحسن ابن الهيثم"، وتمثال "خطوة نحو فلسطين"، وتمثال "آلام الحياة"، وتمثال "إبراهيم هنانو"، وتمثال للفنان "جلال حسن"، ولعدد كبير من الأصدقاء والمحبين، إضافة إلى أشكال تعبيرية متنوعة، ثم استطاع أمام تحدي الروتين في العلاقات العامة والمادية أن يحصل على الشهادة الثانوية العامة ويسجل في كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق"، وأن ينال الإجازة منها بعد أن استفادت الكلية منه الكثير بينما لم يستفد منها إلا اليسير».

الفنان مروان قنبر مع الحسن بن الهيثم

ويتابع "الرويلي": «صمم العديد من الميداليات واعتمدت لدى المؤسسات والجهات المعنية، ومن أبرز لوحاته: (سورية، القيد، العودة، النورة، الفيضان...)، وصمم عدداً من أغلفة الكتب والقصص، وله لوحات عديدة بالمائي والزيتي والباستل والفحم لمواضيع اجتماعية وسياسية وبورترية».

الجدير بالذكر، أن النحات والفنان التشكيلي "مروان قنبر" من مواليد "دير الزور" 1942، وتوفي فيها بداية عام 2014.

الفنان التشكيلي رضا خطاط