كثيراً ما يستخدم الفراتيون كلمة "الحظ" في حياتهم حتى باتت أشعارهم ملأى بالتشبيهات والاستعارات والصور البيانية التي تحكي عن هذه الكلمة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 حزيران 2014 الشاعر والقاص الفراتي "خالد جمعة" الذي قال عن الحظ في الشعر: «نما الشعر الفراتي وترعرع بين أفئدة صادقة وفية ترجمت عواطفها بكلمات عشقتها الأذهان وتمتعت بمعانيها لبساطتها، فكثيراً ما نتداول كلمة الحظ، وكنا نعبر بها عن خيبة الأمل وعكسها وكنا نلصقها بالفشل والنجاح، فالحظ ذلك الممدوح والمذموم فيما يبدو ويظهر على ألسنة بعض الناس وفي أشعارهم، فيقولون:

أثر الحظ في الذاكرة الشعبية الفراتية الذي قففناه بتأمل وتمعن عشناه وعشنا معه في ذكرى وحالة وأمل، ولا ندري أين حط وأين مرساه وما هو إلا من خلال ذاكرة تشع بوميض طالما جذبنا إليه واستجبنا له ألفة ومحبة وعطاء

"حظي جاعد لي ورا البيت... تصنت علي كيف غنيت".

الباحث محمد موسى الحومد

أما المنصفون فيقولون:

"افزع لابن عمك بسيفك... ولا تفزع له بحظك"».

ويشير الباحث "محمد الحومد" في كتابه "أحاديث على الهامش في الشعر الفراتي" بالقول: «أثر الحظ في الذاكرة الشعبية الفراتية الذي قففناه بتأمل وتمعن عشناه وعشنا معه في ذكرى وحالة وأمل، ولا ندري أين حط وأين مرساه وما هو إلا من خلال ذاكرة تشع بوميض طالما جذبنا إليه واستجبنا له ألفة ومحبة وعطاء».

الشاعر خالد جمعة

ويضيف: «يرى بعضهم أن الحظ قضاء وقدر وقسمة من الله سبحانه وتعالى، وآخرون يرون أن الحظ يقترن بالأزمنة والتمائم والأحجار الكريمة؛ فتجدهم يحملون أحجار الرزق وأحجاراً أخرى للمحبة وبعضها للسلطة، ويحملون أسنان الذئب لدرء الخوف وتحمل عيونه لمدافعة النوم، كما يحملون قطعاً من جلود الحيوانات لاعتقادات مختلفة. وللحظ أسماء أخرى: القِسْم (بكسر فسكون) وهو الحظ والنصيب من الخير، ويسمى "القط"، كما يسمى منقوص الحظ "المحارف"».

ويتكثف ذكر الحظ في النعي فلقد انتظرها الحظ على مدر الماء وكدر لها الماء الصافي:

"حظي رابط لي عالشرايع... عكر علي صفي المي".

وهي تعرف نصيبها من النعجة "الحايل":

"حظي من الحايل عرفتو... كراع ومضيع خلفتو".

ويتابع: «تلعب المعتقدات الشعبية دوراً رئيسياً في حياة الفراتي لكونه يعيش في بيئة بسيطة بحيثياتها وجزئياتها، فها هو شاعر "الموليا" يتعثر بحظه السيئ ولم يحظ بشيء جميل بتاتاً، ويطلب من عينيه أن تسكبا الدموع الغزيرة جراء ذلك:

"هلي يا عيني دمع ما بين حوضين... تروي بويش الفحل أيوب وبينة".

وهو يشكو كما يشكو الفدان من "المشفن" ودموعه تجري على وجنتيه ولم تجف، ويخبر صديقه أن حظه قد فني تماماً لكونه قد فقد حبيبته، ولم يعد بين يديه أي شيء:

"شكيت لك ما شكا الفدان للمشفن... يدموع عيني على الوجنات ما نشفن

إن جاد حظك جدى ياخوي حظي فان... ضيعت ولف الجهل وشعاد بيديه".

أما في لون النايل فإنها تعلم بأن حظها متعثر وغير قادر على صنعه:

"أدري بحظي جدى والسعد مو بيدي... مالي عليك عتب معذور يا زبيدي".

وهي تعلم أن نصيبها من القثاء قد همشه الدود وليس لها حصة من البطيخ إلا القشور:

"حظي من العجور منجور... وحظي من الدبشي قشور"».