بعفوية وبصوت ممزوج بين الحدة والشجن تميز المطرب "محمد الهزاع" بغناء مختلف ألوان الأغاني الفراتية وبشكل خاص "المولية"، فقد امتلك القدرة على التحكم بطبقات صوته وتنطيق الكلمة في أغنيته.

للتعرف على حياة الفنان والمطرب الفراتي "محمد الهزاع" مدونة وطن "eSyria" التقت في 27 نيسان 2014 الفنان "قتيبة إسماعيل" الذي حدثنا بالقول: «مازال صوت الفنان والمطرب الفراتي "محمد الهزاع" موجوداً بيننا تتناقله الأجيال من جيل إلى جيل، فصوته الجميل يحمل بحة حادة ممزوجة بشجن، ويتميز بنفس طويل في أداء الأغاني الفراتية ومنها "الفراقيات"، وهو يملك القدرة على تغيير طبقة صوته، والتحكم بحدته حسب المقام الموسيقي، وأيضاً القدرة على (تنطيق الكلمة)؛ والمقصود هنا قدرته على السحب بين العلامات؛ ما يشعرك بأن هذه الجملة الموسيقية أو العلامة ستكون حزينة، وخصوصاً عندما كان يصدح ويقول:‏

عاش حياته من أجل فنه متفانياً، وعملت معه لسنوات طويلة كان أبرزها في فرقة اتحاد عمال محافظة "دير الزور" مدة تتجاوز عشر سنوات، وعملت معه أيضاً في النوادي الليلية، وكان أبرزها نادي ومسبح الأسد الدولي في "دير الزور"، وأتذكر آخر عمل عملناه معه كان على ضفاف الفرات، والعمل كان عبارة عن جلسة شعبية تقصدنا أن ندعوه إليها، وكان آنذاك بوضع صحي سيئ، وبدأنا السهرة الفنية بالتسجيل في الفيديو، حيث تفاجأنا بعد مدة بانتشار هذا الفيديو وتداوله بين الناس بنجاح

"أبات مكدر الخاطر ولايم‏

وشلي بجرح دلالي ولايم‏

أنا بها لنزل مالي لاخيّه ولاإم‏

الشاخولة

ولامن قال هاتولوا دوا‏"».

ويضيف: «اشتهر "الهزاع" بالمولية وهي فن قائم بذاته، وهي من الأغاني الخالدة التي ما تزال عالقة في الأذهان، و"المولية" ليست منمطة لحناً وكلاماً حيث يوجد لها عدة طرق في الكتابة والألحان والأداء، فقد تمكن من خلال الحفلات الكثيرة التي كان يقيمها من توثيق العديد من الأغاني التراثية الفراتية بمختلف أنواعها وألوانها، بصوته الجميل الحنون، ومن هذه الأغاني: "لشيل همي وهمك، وشوقي ع الفرات، وموال إم"، وغيرها الكثير من الأغاني التي لا يخلو منزل منها إما بشريط كاسيت أو CD، كما تتواجد أغانيه بكثرة على أجهزة "الموبايل" كنغمة رنين».

قتيبة إسماعيل

الفنان "جمال دوير" كتب عنه في جريدة الفرات قائلاً: «غادرنا وهو يبتسم ويضحك للدنيا ولأصدقائه وأحبائه، وكان يعشق التراث ويغنيه بعفوية وبسخاء وحنيّة، لا يبخل في غنائه على أحد. كان معطاء مثل نهر الفرات العظيم ومثل ليالي الشتاء السخية بالمطر والبرد، ومثل ليالي "دير الزور" العظيمة في لياليها وسهراتها وحفلاتها الجميلة، وكان صوته يصدح حتى الصباح وتميل رؤوس العاشقين على أدائه الجميل، وخاصة أغنية "المولية" التي اشتهر بها، خاصة حين كان يقول:‏

"جيت لدياركم عرقان تا اتهوى‏

واطلعت من داركم بالنار اجّوا‏

هالبنية العندكم هالقاعدة جوّا‏

هالقاعدة عالطبق تفتل شعيرية‏"».‏

ويتابع: «عاش حياته من أجل فنه متفانياً، وعملت معه لسنوات طويلة كان أبرزها في فرقة اتحاد عمال محافظة "دير الزور" مدة تتجاوز عشر سنوات، وعملت معه أيضاً في النوادي الليلية، وكان أبرزها نادي ومسبح الأسد الدولي في "دير الزور"، وأتذكر آخر عمل عملناه معه كان على ضفاف الفرات، والعمل كان عبارة عن جلسة شعبية تقصدنا أن ندعوه إليها، وكان آنذاك بوضع صحي سيئ، وبدأنا السهرة الفنية بالتسجيل في الفيديو، حيث تفاجأنا بعد مدة بانتشار هذا الفيديو وتداوله بين الناس بنجاح».

الجدير بالذكر أن الفنان "محمد الهزاع" من مواليد محافظة "دير الزور" عام 1943، وتوفي فيها عام 2003 بعد صراع مع المرض، وفي السنوات التي عاشها لم يبخل في عطاء من أجل إحياء التراث الغنائي الفراتي، فكان رمزاً من رموز المولية الفراتية.‏