"عتاب حريب" اسم فني أنثوي لمع في سماء الساحة الفنية العربية ببساطة التعبير وعفوية الأسلوب جامعةً بينهما في تقنية اللون المائي المعبر عن الصفاء والحيوية والأنوثة، لتبرز في عملها الفني قضية الأنثى وجمال الطبيعة التي ارتسمت خلال سنوات الطفولة.

وكان لموقع eSyria وقفة عند مسيرة الإبداع للفنانة "عتاب حريب" التي تحدثت عن تجربتها مع اللون المائي فقالت: «تتميز الألوان المائية بالشفافية والعمق والكثير من النقاء والصفاء والتلقائية والبساطة والعفوية، هذا ما أحبه وأستمتع به وأشعر أنه عالمي وتركيبتي لكوني أرسم المشاهد الحية في الطبيعة بشكل خاص، فالألوان المائية أكثر تلبية وأسرع استجابة لانفعالاتي مع المشهد الحي بين الطبيعة مع الأزهار والشجر والبيت القديم فجميع لوحاتي لها مدلولات تسكنني من ذكريات حميمية مع الطبيعة».

تتميز الألوان المائية بالشفافية والعمق والكثير من النقاء والصفاء والتلقائية والبساطة والعفوية، هذا ما أحبه وأستمتع به وأشعر أنه عالمي وتركيبتي لكوني أرسم المشاهد الحية في الطبيعة بشكل خاص، فالألوان المائية أكثر تلبية وأسرع استجابة لانفعالاتي مع المشهد الحي بين الطبيعة مع الأزهار والشجر والبيت القديم فجميع لوحاتي لها مدلولات تسكنني من ذكريات حميمية مع الطبيعة

  • كيف يؤثر المخزون البصري على الشكل الأسلوبي في لوحاتك؟.
  • من أعمال الفنانة

    ** العودة إلى أماكن الطفولة التي عشتها مرافقةً العائلة المتنقلة بحكم عمل والدي في "معرة النعمان" و"حارم" و"عفرين" تشكل مخزوناً بصرياً هائلاً عن سحر الطبيعة وغناها وهو ما يرتسم في بعض اللوحات، لذلك فإن الحلم والذكريات تقتحم اللوحة بتلقائيةٍ أضيف إليها أجزاء من الخيال المتراكم ليرتسم الواقع بتفاصيله.‏

  • ما تأثير اللون المائي على الموضوع؟
  • الطبيعة في أعمالها

    ** الألوان المائية مثلها مثل أي ألوان يلون بها أي موضوع وتستخدم لأي تجربة، لذا أجد الشبه بين شخصيتي واللون المائي، ومن الناحية الجمالية فالصورة التي يخرج بها العمل المائي مختلف عن صورة العمل المنفذ بألوان مختلفة، فالمائي شفاف ومتغير ولا يحتمل الكذب أو المغالاة ولا يرضى بالتردد والتواري، فهو لون الضربة الواحدة، والجلسة الواحدة والمساحات الكبيرة، والعالم السري الغامض الذي يوحي بصفحات جديدة في كل مرة معتمداً على الضبابية والعفوية والتمازج بين الألوان الحارة والباردة ودلالاتها، ففيه التألق والرغبة والعفوية والتجانس.‏

  • ما تأثير اللاوعي على أعمالك؟
  • التشكيلي ابراهيم العواد

    ** اللاوعي مبني أساساً على الوعي، فهما مفهومان متكاملان ويحملان نوعاً من التناقض وصراعاً بين الحلم واليقظة هو الذي يقودني من خلال مشاعري وحسي وذاكرتي الآنية التي أرسم بها الواقع المعاش المشرق في الطبيعة والظالم للمرأة، لذلك كانت صورة المرأة مشوهةً وممزقةً في الكثير من اللوحات المعبرة عن الفاجعة والحزن الذي حل بها رغم ارتباطها بكل الموجودات وحتى بالرجل عبر الحبل السري.‏

  • تخرجت في كلية الفنون الجميلة من قسم الحفر، فما سر التعلق باللون المائي‏؟.
  • ** تجربتي الفنية ليست قائمةً على الرسم بالألوان المائية فقط، فأنا أرسم بالألوان الزيتية والأكريليك، وحتى الخزف، لكن الانتقال من الحفر إلى المائي هو الانتقال من اللون الواحد إلى ألوان الطيف، ولأن أدوات الحفر غير متاحة ليكون فناً متكاملاً كما الرسم، ولهذا تحولت إلى الطبيعة وأماكن الطفولة.

  • مؤخراً كُرِمت في الجزائر، فماذا تعني لك الجائزة والتكريم؟
  • ** كنت ضيفة شرف على صالون الفن التشكيلي الخامس في الجزائر والذي يضم فنانين من ثلاث وعشرين ولاية تحت مسمى "ألوان الطيف"، كرمت خلاله كفنانة عربية ذات تجارب متنوعة في مجال الفن، كما حصلت على الميدالية الذهبية في مهرجان "المحروس" للفنون التشكيلية بتونس، والجائزة الذهبية من وزارة الثقافة الصينية بسبب التشابه بين أعمالي وأعمال الفنانين الصينيين، فما يعنيه التكريم أو الجائزة هو انفتاح الآفاق نحو فضاءاتٍ من الإبداع لا حدود لها، والانفتاح على ثقافة الآخر في حوار الفن مما يؤدي لتراكماتٍ معرفية.

  • ما صلتك بالعمل الخيري التطوعي؟
  • ** من خلال الفن نستطيع أن نؤدي رسالة، ليست للأصحاء فحسب، بل للمعاقين، فعملت مع أطفال السكري في مشروع المعالجة بالفن، ومع الأطفال المصابين بالناعور بإقامة ورشات للرسم، وفي مجال الخزف عملت مع جمعية "بنا" لتأهيل المكفوفين.

  • ما أهم مشاريعك الفنية القادمة؟
  • ** أهم الأعمال المستقبلية على الصعيد الداخلي فهي المشاركة بعيد المرأة العالمي في معرض "نساء للوطن" في صالة "النهر الخالد بحمص" والمقام تحت رعاية الدكتورة "نجاح العطار"، ومشاركة في ثقافي "دمر" بمناسبة عيد الأم مع مجموعة من الفنانات، أما على الصعيد الخارجي سأشارك في معرض في مدينة "برلين" بدعوة من جمعية رجال الأعمال العرب الألمان في شهر نيسان، ومشاركة في مهرجان الشعر العالمي في كوبا في شهر حزيران.

    عن التجربة الفنية للتشكيلية "عتاب حريب" تحدث الفنان التشكيلي والنحات "ابراهيم العواد" فقال: «الفنانة "عتاب حريب" نموذج مهم لتجربة تشكيلية لامست الحس قبل البصر لأنها أنتجت اللون كإيقاع متناغم اختصرت فيه الشرق، في أعمالها تتنوع الطبيعة في ذاتها وتتنقل مفرداتها بين واحات الذاكرة وانفعال اللحظة المباشرة عبر فضاء خاص بها، فضاء ينعم بتراكم المشاهد المنوعة منذ الطفولة، فقدمت اللون في أقصى طاقته وأضافت مزايا جديدة لخصائصه حيث تجاوز اللون حدود التعبير البصري المعروف، وتمكنت من ترويض جموحه على ميدان اللوحة بهارمونية عذبة لا يمكن أن تنعتق منها بسهولة وهذا ما جعلها تتفرد في تجزئة اللون بمهارة عالية».

    وأضاف "العواد": «إن إمكانيتها الواضحة في تحديث اللون وتطويعه مناسب للزمان والمكان مع الحفاظ على خيوط التواصل ومنابع التراث كان من أهم الأسباب التي جعلتها علامة فارقة في الحركة التشكيلية السورية، فكانت منذ بدايتها الفنية تلبي أحلامها في إعادة الاعتبار للأم الأولى، ومجمل أعمالها أيقونات كثفت فيها عناصر هذه الأم الدافئة حتى وهي باردة إلى اختصارات مقدسة وخاشعة، وما التبسيط المقصود إلا دلالة على الرغبة بالإحاطة بأكثر ما يمكن بعطاءات خصبة متنوعة وعميقة، ولعل التناقض الجغرافي والبيئي الواضح في لوحاتها بين ياسمين الشام وسهول القمح الفراتي، بين برودة الحجر ودفء تراب البادية، وهنا جمعت تفاصيل الطبيعة وأدركت مفاتيح التأليف الشاعري المباشر بأداء صوفي جلي وخصوصاً أعمالها ذات العناصر المعمارية حيث المشهد الطقسي الروحي، مشهد ترى فيه موسيقا تتحول إلى ألوان ساجدة».

    وعن كثافة اللون في لوحاتها قال "العواد": «إن اللون عند "عتاب" كأنه للتو نثرته فراشة تراه دائماً ممهوراً بحس اللحظة ولا يغادر الوقت بل يبقى يتجدد ويزداد نضارةً، لهذا نرى أعمال الفنانة "عتاب" لا يملها الزمن ويغادرها بل يحملها معه مثلما كانت هي تحمل الحلم معها، وألوانها متجلية في ذاتها مسرحاً للضوء والحلم المتمرد على واقع رمادي بائس محيط بنا، فاللون المائي هو خيارها المقصود لما يحمله من تحدٍ في التعبير، فهو صاحب القرار الحاسم في واحة الألوان، لون صريح لا يقبل التردد، يتجاوب طرداً ومهارة مستخدمه كامتحان للفنان، وهو المعبر الصادق عن مزاياه، و"عتاب" أهم من تقاسم المصير مع اللون المائي لكن تجربتها في مجمل الفنون التشكيلية بدءاً من الحفر الاختصاص الذي درسته أكاديمياً مروراً بالخزف والرسم إلى أن استقرت في ميادين المائيات، حملت التجديد والحس الفني القادر إعطاء اللوحة تفسيرات مختلفة والبصمة المتميزة التي مهرت بها أعمالها تشهد على ذلك».

    يشار إلى أن الفنانة "عتاب حريب" من مواليد "دير الزور"، وخريجة كلية الفنون الجميلة قسم الحفر في "دمشق" عام /1978/، متفرغة للعمل الفني والتدريس في كليتي التربية والفنون الجميلة، ومعهد الفنون التشكيلية، وجامعة "القلمون" الخاصة، قامت بتصميم البروشور والأفيش للعديد من المسرحيات وبتصميم الديكور والأزياء للعديد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية والأفلام السينمائية، عضو لجنة التحكيم المشرفة على تخرج طلاب "الاسمود" وجائزة "أدونيا" للأعمال التلفزيونية، وورشات الرسم مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة عن حقوق الطفل والمنتدى الأول للمرأة والتربية.

    ولها الكثير من المعارض الفردية وهي:

  • 1986– المركز الثقافي العربي في "دمشق".

  • 1992– المعهد العالي للموسيقا في "دمشق".

  • 1993 و 1994 و 1995 و 1996 و1997 و 1998 – غاليري "عشتار" في "دمشق".

  • 2000 و 2002 في صالة "السيد" في "دمشق".

  • 1993 - صالة المعارض في وزارة الثقافة في "بكين"، الصين.

  • 1994 – غاليري "العين" في "عمان"، الأردن.

  • 1995 – غرفة التجارة السورية في "واشنطن"، وغاليري "نيويورك" في الولايات المتحدة الأمريكية.

  • 1996 – اتيليه "القاهرة" في مصر.

  • 1996 – متحف النساء في "بون"، ألمانيا.

  • 1997 – غاليري "البستان في الحمامات"، تونس.

  • 1997 – المركز الثقافي العربي في "باريس".

  • 1999 و2001– مركز الدراسات المتوسطية والأمريكية اللاتينية في "مدريد".

  • -2004- معرض في صالة "أوربيا في باريس".

  • 2004- معرض فردي في صالة "سرمد"، "حلب".
  • -2005- معرض فردي في صالة "شورى"، "دمشق".

    -2005- معرض فردي في رواق "الفحيص" في الأردن.

    -2007- معرض فردي في صالة "شورى".

    -2008- معرض فردي في المركز العربي في "ليفربول".

    ونذكر من معارضها المشتركة:

  • 2001 – "أطياف عربية" في "بيروت".

  • 2002 – معرض "فناني السلام" في غاليري "تجمع السلام في مدريد".

  • -2004- معرض "الحب من أجل الحب" صالة "كلمات حلب".

    -2005- معرض "فنانات من سورية في باري".

    2006 معرض جماعي في "حلب".

    -2007- معرض ثلاثي مع "عصام درويش" و"مصطفى علي" في "صوفيا".

    -2008- معرض جماعي في "ليفربول" بمناسبتها عاصمة الثقافة الأوروبية.