«الفنان يُخلق ولا يُصنع، لهذا يولد الفن مع ولادة الإنسان وينمو بداخله شيئاً فشيئاً..

هذا ما حدث لي، وعندما شعرت بضرورة الإفصاح عن هذا العالم الذي بدأ يضيق ذرعاً بداخلي، اتخذت من الفن وسيلة ولغة، وبحثت عن مكان حقيقي يعبق بالفن الصادق، فما وجدت مكاناً أفضل من مرسم الفنان "عبد الجبار ناصيف"».

أنا أعتبر نفسي محظوظة لأني خلقت من أجل الفن، ومحظوظة لأنني تعلمت الفن في مرسم الفنان "عبد الجبار ناصيف"، وأتمنى أن أؤدي دوري الكامل اتجاه الفن والناس

هكذا تحدثت الفنانة التشكيلية "أريج أحمد" عن بدايتها الفنية لمراسل موقع eDair-alzor خلال لقائه بها بتاريخ 1/2/2009.

من لوحات أريج

وقالت أيضاً:

أريج أحمد

«الدراسة في مرسم الفنان "عبد الجبار ناصيف" لها نهج أكاديمي بحت.. دراسة تفصيلية وعميقة، إلى جانب الاهتمام بالأساليب المتنوعة التي تغني الفنان، وبالطبع لا بد من الأساس النظري، مثل دراسة التاريخ، وتاريخ الفن وأساليبه ومذاهبه ورواده، وذلك لينمو الفنان نمواً متكاملاً».

"أريج" الطالبة في كلية الهندسة الزراعية قالت إنها أحبت هذا الفرع لأنه يشبع ميولها العلمية، إضافة إلى قربه من عالم الطبيعة، وهي عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين منذ تشرين الثاني 2007.

من لوحات أريج

مجموعة من الأسئلة والأمور أجابت عنها "أريج" خلال اللقاء، وأولها حول الفن ودور الفنان والمرأة بشكل خاص:

«الفن هو أرقى عالم تطفو به الروح متسامية إلى أفق المحبة الخالصة، وهو الحرية المطلقة في هذا العالم الأسير.

الفن هو الكلمة الصادقة واللمسة الخيالية، هو الثورة والسكينة التي تعبر بك آمناً إلى كل قلب وتسكنك في كل عقل.

من جهة ثانية، فإن للفنان مسؤولية تاريخية هامة، فهو يختصر الفكر السائد وهو الصورة الحقيقية عن الواقع وعن حالة الحضارة والإبداع، كما أنه لغة الناس البسطاء ولسان حالهم، يعايشهم، يتفهمهم، ويعبر عنهم.

أما المرأة، فهي ليست نصف المجتمع، بل هي المجتمع كاملاً، هي لمسة الجمال والحب وواحة الأمل، لذا تتضاعف مسؤولية المرأة إذا كانت فنانة بشكل خاص، لأنها بهذه الحالة لا توجه أسرة فقط، بل تؤثر بجيل كامل، وهذا يتطلب منها وعي مسؤوليتها والعمل الجاد حتى تكون أهل لهذه المهمة».

وعن تأثير البيئة قالت:

«أنا أؤمن بتاريخ بلادي، وأفخر بأنني أنتمي إلى حضارة عريقة عبر التاريخ، وأشعر بذلك بكل كياني، فأنا سليلة حضارة حقيقية سادت بالثقافة والإبداع والفن وهي مهد الحضارات عبر الزمن، وهذا الفرات الخالد هو شريان هذه الحضارة..

ربما لم أحيا في دروب الدير العتيق، لكني أحياه عندما أتسلل إلى لوحات الفنانين وإلى الصور الماضية، فأغافل الزمن وأحيا لوقت في أيام غابت عن الحقيقة وخلدت في الذاكرة».

وأحبت "أريج" أن تتوجه عبر eDair-alzor إلى اتحاد الفنانين التشكيليين قائلة:

«نشاط الاتحاد في "دير الزور" يقتصر على المعارض فقط، ولم يتقدم أي خطوة للأمام، فالتأثير آني في فترة العرض، ثم ينتهي أثر العمل الفني بمجرد خروج الناس من باب الصالة.

وهنا لا بد من تطوير آلية الحياة الفنية في المحافظة، ولا بد من ردم الفجوة بين الفن والناس عن طريق معارض دائمة، ونشر الثقافة، والتوجه بشكل خاص نحو الشباب في الجامعات.

كما أننا نفتقد في الاتحاد إلى عدة أمور، فعلى الأقل يجب أن يكون لنا موقعاً إلكترونياً يتحدث عن الفن والفنانين، ويساعدهم على الاتصال بالعالم الخارجي، ولا بد من تنمية النقد الفني والتشجيع على نشوء صحافة فنية متخصصة، وأمور أخرى كثيرة تدفع الفنان إلى العمل الإيجابي، وبهذا نستطيع أن نقوم بدورنا عندما نمتلك الآلية، وإلا سيبقى الفنان ضمن إطار لوحاته بلا حراك، معزول عن المجتمع.. يائس.. ومتفرج من قفصه الزجاجي».

وبالنسبة للمعارض الفنية، فقد اشتركت "أريج" في عدة معارض أولها معرض مهرجان التسوق عام 2006 قبل انتسابها إلى اتحاد الفنانين التشكيليين، ومن ثم معارض جماعية في النقابات وفي مهرجان التراث ومعرض المرأة الفراتية الثالث، والمعرض الأخير لجمعية "ماري" في عدة محافظات.

وأضافت:

«لم أفكر بعد في إقامة معرض خاص بي، أحب المشاركات الجماعية لأنها تساعدني على الالتقاء بالفنانين والاطلاع على تجاربهم الشخصية، وتبادل الحوار المفيد، كما أن الجمهور يكون مستمتعاً أكثر بالتنوع في المعارض، لكن هذا لا يمنع أن يكون لي معرضي الخاص في وقت ما».

وختمت لقاءنا معها بالقول:

«أنا أعتبر نفسي محظوظة لأني خلقت من أجل الفن، ومحظوظة لأنني تعلمت الفن في مرسم الفنان "عبد الجبار ناصيف"، وأتمنى أن أؤدي دوري الكامل اتجاه الفن والناس».