«ليلة "فراتية" دافئة تمتزج فيها الكلمة العذبة مع اللحن الجميل»، بهذه الكلمات افتتحت الشاعرة "تماضر الموح" مهرجان الأغنية "الفراتية التراثية الرابع" الذي أحيته فرقة "الفرات" الموسيقية الغنائية لإحياء التراث على خشبة المركز الثقافي "بدير الزور" بتاريخ 28/12/2009.

مراسل موقع eDeiralzor التقى رئيس الفرقة "يحيى عبد الجبّار"، والذي تحدّث قائلاً: «مهرجان الفرات يعني التشبث بالأصالة كما هو حال الجينة الوراثية، ومن ليس له ماض لا وجود له في الحاضر، ولا مستقبل له، ففرقتنا تسعى أن تكون الجسر الذي ينقل تراث الماضي ليبثه في أجيال المستقبل».

مهرجان "الفرات الرابع" أعادني إلى الوراء أربعين عاماً، فلعلنا نستطيع أن نحافظ على هويتنا التراثية، وأغانينا الفراتية. لنعرف جيل الشباب على تراثهم

وأشار "عبد الجبّار" إلى تميز مهرجان "الفرات الرابع" قائلاً: «لأول مرة يتم في المهرجان غناء الموال بألوان فراتية خالصة كانت قد اندثرت عبر سنوات، كما عملنا على إدخال بعض التطويرات على الأغاني والمستمدة من عمق التراث "الفراتي السوري"».

الحضور الرسمي

وبين "عبد الجبّار" أسماء ومعاني الموال "الفراتي" فقال: «هناك عدة أنواع من الموال منها "الفراكي" وهو كثيراً ما يأتي في العتابا ويعني الحزن والفراق والبكاء، وهناك "الهواوي" وهو للغزل والحب والفرح ثم فصّل أن أهل "الفرات" يستخدمون كلمة "عليهم" وهي للفراق و"عليهن" للغزل، أما "السويحلي" فهو مقام بسيط هادئ، جاءت تسميته من النهر خفيف الغزارة وأصبح يمشي ببطء، إضافة إلى "النايل" وهو مختلف من حيث التنظيم والوزن الشعري، وكثيراً ما يقال على مقام "الصبا" وهو دليل الحزن، و"النايل" أي "نال من القلب ما أوجعه"، وأخيراً هناك موال "اللكّاحي"وهو يجمع ما بين "السويحلي والنايل" لكنّه يقال بطريقة سريعة جداً فهو أشبه ما يكون حاملاً لحمل ثقيل فتلقيه مسرعاً».

كما التقى مراسل الموقع الجهة المنظمة للمهرجان السيد "أحمد العلي" رئيس المركز الثقافي "بدير الزور" فقال: «سورية تعتز وتزهو بكلّ فنان يعمل على بعث الماضي من جديد ليكون إشراقة للمستقبل، فالفن حضارة وتراث وهو تجاوب دائم بين الإنسان، وما يحيط به حيث يستطيع الفنان من خلاله أن يعبر عن واقع مجتمعه وتطلعاته ويرسّخ القيم والمبادئ السامية، التي تناضل الجماهير من أجل الوصول إلى تحقيقها».

يحيى عبد الجبار

والتقى الموقع الباحث "عبّاس طبّال" والذي حدثنا قائلاً: «تراث "الفرات" لا نستطيع أن نطمره، فهو كإرث الإنسان من يهجره يفقد قيمته وذكراه، وهذا ما بدأنا نلمسه في أغاني "الفرات" التراثية خاصة بعد إدخال البصمة العراقية عليها».

مراسل الموقع التقى السيد "خالد ديب" أحد الحضور والذي قال: «مهرجان "الفرات الرابع" أعادني إلى الوراء أربعين عاماً، فلعلنا نستطيع أن نحافظ على هويتنا التراثية، وأغانينا الفراتية. لنعرف جيل الشباب على تراثهم».

الفرقة الموسيقية

كذلك أكد السيد "علي علوش" أحد الحضور أيضاً أنه تفاجأ لمستوى تنظيم المهرجان فقال: "تفاجأت كثيراً بالمهرجان وطريقة عرض الألوان الغنائية الفراتية، وعلى الرغم من أن عمري خمسين عاماً إلا أنه لم يخطر ببالي التفريق بين كل لون غنائي وأخر وأتمنى أن تشهد المحافظة مثل هذه التظاهرات على مدار العام لإغناء المشهد الثقافي فيها".