تعدّ من الأكلات الصيفية لكونها تعتمد في تكوينها الخضراوات الصيفية الطازجة، التي تغنيها بالفيتامينات، وتكسبها نكهة مميزة، مع أنها تحتاج إلى وقت طويل للتحضير، ومهارة في الطهو.

مدونة وطن "eSyria" التقت المعلمة "ريم الحاج" المقيمة في "دمر البلد" والمولودة في "دير الزور"، بتاريخ 1 أيار 2018، التي حدثتنا عن أكلة "السبع دول" وطريقة تحضيرها بالقول: «تعدّ من الطبخات الرئيسة في المطبخ السوري بوجه عام، والمطبخ الديري بوجه خاص، وتقوم ربات المنازل بإعدادها وتحضيرها في فصل الصيف لاحتوائها العديد من الخضراوات الصيفية الطازجة التي تضفي على الطبخة الطعم اللذيذ والمفيد بآن واحد، وعادة كانت تقوم بتحضيرها الأم؛ فعلى من يحضرها أن يكون ذا خبرة واسعة بالطبخ؛ لأن هناك أصولاً في تحضيرها؛ لكونها تحتاج إلى الوقت والجهد لإعدادها، كما أنها تقدم في الموائد الكبيرة وجلسات العائلة كطبق رئيس ضمن وجبات الغداء. وأهم ما يميز هذه الأكلة قدرتها على مد الجسم بالقوة اللازمة، لوجود أنواع مختلفة من الخضار فيها؛ وهو ما يجعلها من الأكلات المتكاملة غذائياً، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن، وتعدّ من الأكلات التي أفضّلها وأقوم بطبخها في كل الفصول على الرغم من أنها أكلة صيفية، كما أنها تعد من الوجبات التي تقدم لكل عزيز وغالٍ؛ لأنها مكلفة مادياً من حيث مكوناتها المتعددة».

تعدّ من الأكلات الغنية بالفوائد؛ لاعتمادها على الخضار المتنوعة كمكون أساسي فيها، وخصوصاً أن الخضار مصدر غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، مثل: البوتاسيوم، والماغنيزيوم، والفولات، وفيتامين (أ ) و (ج)، كما أنها تحتوي كميات كبيرة من الألياف التي لها دور مهم في تنظيم الهضم، إضافة إلى وجود الفاصولياء التي تعدّ أحد أفضل الأغذية على الإطلاق؛ لكونها تحتوي دهوناً قليلة، مع ارتفاع في نسبة الألياف والبروتينات، إلى جانب احتوائها مختلف أنواع المعادن، مثل: الفوسفور، والكالسيوم، والنيكل، والنحاس، والكلوروفيل، وغناها بمادة الزنك الموجودة في اللحم؛ فهي تعدّ وجبة متكاملة للجسم؛ لذلك أنصح بتناولها

وعن طريقة إعدادها، تابعت: «تغسل الخضراوات جميعها، ثم نبدأ تقشير الباذنجان والبطاطا والكوسا والبصل والبندورة، وتقطيعها إلى شرائح طولانية، أو مربعات متوسطة الحجم حسب الرغبة، ثم نقطع الفاصولياء والفليفلة، و(نقمع) البامياء، ثم يتم وضعها جميعها باستثناء البصل والبندورة واللحمة في وعاء عميق، وتوضع على النار مع السمنة أو الزيت النباتي، وفي وعاء آخر يتم طهو البصل مع اللحمة، ثم يضاف الخليط إلى الخضار، إضافة إلى البندورة المقطعة والملح والبهارات والفلفل الأسود مع ورق الغار للنكهة، ويمكن وضع ربّ البندورة، وبعد النضج يتم وضعها في صينية، ويتم إدخالها إلى الفرن حتى يحمر الوجه خلال مدة زمنية لا تتجاوز ثلث ساعة، وخلال مدة نضجها نكون قد حضّرنا الأرز "المفلفل بالشعيرية"، أضف إلى أن ربات البيوت تفننّ بتحضيرها فأضفن إليها الجزر والثوم، وأحياناً يتم استبدال البامياء بالبازيلاء، لكن الجميع يعدون الباذنجان والكوسا والبطاطا والفاصولياء من المكونات الأساسية لهذا الطبق».

أثناء وضعها بصينية الفرن

وفي حديث مع الدكتور "محمد خير الكيلاني الحسني" الباحث في التراث، حدثنا عن أصول الأكلة وسبب تسميتها بالقول: «يعدّ المطبخ الديري من المطابخ الغنية؛ بحكم موقعه الجغرافي الملاصق لعدة دول، الذي أغناه وميزه عن غيره، فتميز بأكلات خاصة به، كالأكلات العربية الدسمة التي تعتمد بالدرجة الأولى على الأرز والبامياء الديرية، التي لها مكانة عظيمة في ثقافة أكلات "دير الزور"، ودخلت في مكونات العديد من أطباقها، وبالنسبة لأكلة "السبع دول"، فهي أكلة من تراث بلاد الشام، ودخلت الموائد السورية منذ القديم في عدد من المحافظات السورية بأسماء مختلفة، فسميت في منطقة "دير الزور" باسم "السبع دول"؛ لأنها تحتوي سبعة أنواع من الخضار: (الباذنجان، والبطاطا، والكوسا، والبامياء، والفليفلة، والبصل، والفاصولياء)، وكانت البامياء من المكونات الأساسية فيها، وعلى الموائد الدمشقية والحلبية استبدلت البامياء بخضراوات أخرى، وسميت "مشكلة الخضار"».

تحتوي "السبع دول" قيمة غذائية كبيرة، وعن ذلك حدثتنا الدكتورة "هويدا حويجة" قائلة: «تعدّ من الأكلات الغنية بالفوائد؛ لاعتمادها على الخضار المتنوعة كمكون أساسي فيها، وخصوصاً أن الخضار مصدر غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، مثل: البوتاسيوم، والماغنيزيوم، والفولات، وفيتامين (أ ) و (ج)، كما أنها تحتوي كميات كبيرة من الألياف التي لها دور مهم في تنظيم الهضم، إضافة إلى وجود الفاصولياء التي تعدّ أحد أفضل الأغذية على الإطلاق؛ لكونها تحتوي دهوناً قليلة، مع ارتفاع في نسبة الألياف والبروتينات، إلى جانب احتوائها مختلف أنواع المعادن، مثل: الفوسفور، والكالسيوم، والنيكل، والنحاس، والكلوروفيل، وغناها بمادة الزنك الموجودة في اللحم؛ فهي تعدّ وجبة متكاملة للجسم؛ لذلك أنصح بتناولها».

الخضار المقطعة
د.محمد خير الكيلاني الحسني