أكلات شعبيّة يختصّ بها أهالي "دير الزور" وريفها، فهي تعتبر جزءاً من موروثهم الشعبي، وكل واحدة منها يتم اعدادها في مناسبة معينة، "كلخميعة" أو كما يسمونها أهل الدير "بثرود الحليب" تقدم للمرأة النفساء، وكذلك أكلة "الفتيت" التي يقدمها أهل العروس لها في صباحية عرسها.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 4\5\2013 السيدة "سلوى المحمد" والتي تحدّثت عن "الفتيت" و"الخميعة" بالقول: «لا تزال نساء "الدير يتفنن في إعداد الفتيت وثرود الحليب في مناسبات الأفراح، حيث يقدّم "الفتيت" للمرأة النفساء، والمكون من "الجعيج" (خبز تنور سميك) وسمن عربي، وطريقة تحضيره تتمّ بتقطيع الخبز إلى عدة أقسام متساوية، ويوضع على النار ومن ثم يضاف إليها السمن البلدي؛ حتّى يتشرّب الخبز بالسمن، وقبل إطفاء النار يُوضع قليل من السكر على الخبز والسمن ويقدم للمرأة النفساء؛ حتّى (يقوى عظمها ويشتدّ عزمها) كما يقول أهل الدير"».

هذه الأكلة جاءت إلى "دير الزور" من البدو، وكثيراً ما يصنعونه البدو لسهولة إعداده من جهة، ولتوفر كافة مواده الأولية من طحين، وسمن عربي، وسكر، وغيرها من المواد من جهة ثانية، و"الخميعة" أكلة شعبية بدوية وهي أكلة مكونة من خبز بري (صاج) يتم تقطيعه إلى أوصال صغيرة، مضافاً إليه السمن العربي «الصافي

يضيف: «أمَّا"الخميعة" فمناسباته معروفة لدى أهل "الدير" ففي صباحية العروس يرسل أهلها مايسمى "فطور العروس" ويكون مؤلفاً من "ثرود الحليب" إضافة إلى المامونية بالقشطة، و اللحومات والخرفان المحشية إلى أهل العريس، وجميعها تسمى فطور العروس، والمناسبة الثانية في أوّل أيّام العيد، وهناك بعض الأُسر الديرية" من يعتبر "ثرود الحليب" فطور يوم الجمعة بلا منازع».

عجينة الخميعة

ويشير الباحث "عوّاد الجاسم" حول "ثرود الحليب" بالقول: «هذه الأكلة جاءت إلى "دير الزور" من البدو، وكثيراً ما يصنعونه البدو لسهولة إعداده من جهة، ولتوفر كافة مواده الأولية من طحين، وسمن عربي، وسكر، وغيرها من المواد من جهة ثانية، و"الخميعة" أكلة شعبية بدوية وهي أكلة مكونة من خبز بري (صاج) يتم تقطيعه إلى أوصال صغيرة، مضافاً إليه السمن العربي «الصافي» وهناك من يضيف إليها (الحليب)، وفي بعض المناطق يطلق عليها اسم «المجللة» وتقدم مع خبز وحليب وسمن، ولا يستخدم فيها الدقيق أبداً إنما تصنع بالخبز مباشرة».

وعن طريقة تحضيره أشار"الجاسم": «يُسخّن حليب الغنم أو البقر، ثم يُوضع في إناء متوسط الحجم، ويوضع فوقه السكر ويحرك بالملعقة حتى يذوب السكر في الحليب، ثم يتمّ تقطيع الخبز ويوضع مباشرة فوق الحليب بالإناء، ثم يوضع عدة ملاعق من السمن البري فوقه حسب الكمية، ثم يخمع الخبز مع الحليب والسمن خمعاً لمدة لا تقلّ عن دقيقتين؛ حتى يتشرب الخبز كامل الحليب».

وبدورها قالت السيدة "بتول العلي" حول تحضير "الفتيت": «يحضر الخبز الخاص به، وذلك بواسطة الصاج، وهو بذلك يختلف عن خبز الصاج الذي يكون مصنوعاً من العجين المختمر والمتماسك، ويكون حجم خبز "الفتيت" أصغر من حجم خبز الصاج، لكنه أسمك منه، ثم يتمّ تقطيع الخبز، ومن ثم نقوم بفرش طبقة منه في صحن كبير وعميق، يُضاف إليها السمن العربي، وهناك بعض الأسر الذين يضيفون إليها مادة الجوز المُقشَّر والمُكسَّر، وتُعاد هذه العملية عدّة مرّات؛ حتّى يمتلئ الصحن».

أمَّا عن "ثرود الحليب" أو "الخميعة" فقالت: «يُجهز العجين ويُحمى الصاج على نار الحطب وهناك طريقتان لتجهيز الخبز، الأولى: يكون العجين سائلاً ويصبّ على الصاج ويترك حتّى ينضج، أمَّا الثانية: يُسمى "املاوح" أي يرقّ بالأيدي، ويستحسن أن يكون رقيقاً قدر المستطاع، وبعد النضج يُوضع في صينية تكون مطلية بالسمن، ويدهن وجه الرغيف بالسمن، ثم تتوالى الأرغفة المقطعة؛ لتشكل طبقات يفصل بينها السمن العربي الخالص، ثم يقطع ويغمر بالسمن العربي والسكر، وقد يشرع البعض لوضع شيء من المكسرات بين تلك الطبقات الغارقة بالسمن العربي والسكر».

الفتيت الخبز المشرب بالسمن