عرفت مدن وادي الفرات التاريخية بازدهار الديانات وتعددها ما أدى بشكل طبيعي إلى كثرة المعابد وتنوعها حيث نجد تلك المعابد تتنوع بين أتباع الديانات الوثنية والديانات التوحيدية، ومن أهم المدن التي عاشت حالة من الازدهار العمراني في مختلف المجالات كانت مدينة "الصالحية" التي تقع على ضفاف الفرات والتي تميزت بكثرة المعابد فيها وتميزها.

للتعرف على موقع آثار "الصالحية" وطبيعة المعابد المنشأة فيها ونمطها المعماري والمواد التي استخدمت في تشييدها التقينا أولاً الأستاذ "ماهر دهمش" أستاذ مادة التاريخ في كلية العلوم الإنسانية "جامعة الفرات" والذي أفادنا بالقول: «تقع آثار مدينة "الصالحية" على الضفة اليمنى لنهر الفرات وتبعد حوالي 90 كيلومتراً عن مدينة "دير الزور" وقد تم العثور عليها عن طريق المصادفة من خلال انكشاف أحد الرسوم الجدارية بداخلها كان ذلك في العام 1920م.

يعد معبد "أدونتيس" من أشهر معابد "الصالحية" ويقع في الجهة الشرقية من المدينة ويعود تاريخ إنشاء هذا المعبد إلى مئة واثنين وخمسين ميلادية ويتميز هيكله بالنقوش الملونة. - ومن المعابد الشهيرة أيضاً معبد "أرتميس" وهي ذاتها الآلهة اليونانية آلهة الصيد، ويقع في وسط المدينة، وقد تم تشييده في القرن الثالث قبل الميلاد ثم تم تجديده فيما بعد ليصبح المعبد شرقي الطراز. - معبد "زيوس كيروس" ويقع هذا المعبد خلف السور الغربي بالقرب من أحد أبراج المدينة وتم بناؤه في القرن الثاني الميلادي وكان مخصصاً لعبادة "زيوس" الذي يقابل الاله "بعل الشرقي"

اشتهرت آثار "الصالحية" بالتخطيط العمراني وقد تم اعتماد النمط اليوناني في عمارة المدينة إلا أن هذا لم يمنع من أن تحافظ بعض المنشآت والمعابد بصورة خاصة على طابعها الشرقي، وعموماً يتألف المعبد من باحة واسعة تتوزع حولها مجموعة من الحجرات لكل واحدة من تلك الحجرات وظيفة خاصة، أما عن المواد التي شيدت منها تلك المعابد فهي الحجارة والجص وهي مواد متوافرة في المنطقة».

الباحث الآثاري يعرب العبد الله

وللتعرف على أهم تلك المعابد وأشهرها التقينا الآثاري "يعرب العبد الله" والذي حدثنا عن أهمها بالقول: «يعد معبد "أدونتيس" من أشهر معابد "الصالحية" ويقع في الجهة الشرقية من المدينة ويعود تاريخ إنشاء هذا المعبد إلى مئة واثنين وخمسين ميلادية ويتميز هيكله بالنقوش الملونة.

  • ومن المعابد الشهيرة أيضاً معبد "أرتميس" وهي ذاتها الآلهة اليونانية آلهة الصيد، ويقع في وسط المدينة، وقد تم تشييده في القرن الثالث قبل الميلاد ثم تم تجديده فيما بعد ليصبح المعبد شرقي الطراز.

  • معبد "زيوس كيروس" ويقع هذا المعبد خلف السور الغربي بالقرب من أحد أبراج المدينة وتم بناؤه في القرن الثاني الميلادي وكان مخصصاً لعبادة "زيوس" الذي يقابل الاله "بعل الشرقي"».

  • أحد معابد آثار الصالحية

    وعن بعض المعابد التي كانت مخصصة لآلهة شرقية حدثنا الأستاذ " العبد الله" بالقول: «من أشهر تلك المعابد "معبد عفلد" وقد خصص لأحد آلهة بلدة "عانة" العراقية وهو اسم بابلي يقابل "ابن حدد" ويقع المعبد في الزاوية الجنوبية الغربية للمدينة، تم إنشاؤه في العام 54 للميلاد وبقي هذا المعبد حتى سقوط المدينة.

    "معبد ازناتكونا" ويقع هذا المعبد في الزاوية الشمالية الغربية للمدينة، وقد تم إنشاؤه في العام خمسين للميلاد وقد خصص هذا المعبد لعبادة الإله "بعل" إله مدينة تدمر وتم العثور في هذا المعبد على رسوم تمثل بعض الآلهة بلباسهم الحربي.

    رسم جداري من أحد المعابد

    وكذلك معبد "أترغانس" وسط المدينة شرق معبد "أرتميس" والذي يفصله عنه شارع صغير، كما أنه يبعد 40 متراً عن البوابة الرئيسية للمدينة، يعود تاريخ تشييد هذا المعبد إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد وقد خصص لعبادة "أترغانس" آلهة الخصب السورية التي توازي "عشتار" في الشرق القديم و"أفروديت" اليونانية.

  • معبد "الإلهة الحامية للمدينة" ويقع في وسط المدينة جنوبي الشارع الرئيسي وعلى بعد 400 متر وقد تم العثور بداخله على نصب بكتابة "تدمرية" يمثل الإله "بعل شمين حامي دورا" والإلهة "أترغانس حامية تدمر"».