بدأ أبناء محافظة "دير الزور" يمارسون طقوسهم الخاصة بعيد الفطر الذي حل هذا العام وسط أجواء خريفية معتدلة.

وتحولت منازل وشوارع "دير الزور" في الساعات الأخيرة من رمضان إلى ورشات عملٍ لإنهاء التحضيرات الأخيرة لاستقبال هذه المناسبة التي انتظرها الجميع بشوق كبير خاصة الأطفال.

سابقاً كان الجيران يتجمعون في أحد منازل الحي ويصنعون "الكليجة" بكميات كبيرة، ومن ثم يحجزون دوراً في فرن السوق لقلة الأفران في المنازل في ذلك الوقت والآن أصبحت قلة منهن يصنّعن "الكليجة" في منازلهن لانتشار المحال التي تبيعها

موقع eSyria التقى بتاريخ 30/8/2011 السيدة "رانيا العلي" أثناء تصنيعها "لكليجة" العيد فقالت: «إن ما يميز "دير الزور" أثناء العيد هو وجود "الكليجة" والتي تتفنن النساء في صنعها وتتنوع أصنافها فيحشى بعضها بالتمر وبعضها سادة، هي من العادات التي حافظت عليها المدينة، إلا أنها أصبحت الآن تقدم كذلك في الأسواق علماً أن تحضيرها يتطلب مجموعة من النساء مما يزيد العمل ألفة ومحبة».

كليجة العيد

وأشارت "العلي"عن فروقات تحضير "الكليجة" بين تلك الأيام وأيامنا الآن قائلة: «سابقاً كان الجيران يتجمعون في أحد منازل الحي ويصنعون "الكليجة" بكميات كبيرة، ومن ثم يحجزون دوراً في فرن السوق لقلة الأفران في المنازل في ذلك الوقت والآن أصبحت قلة منهن يصنّعن "الكليجة" في منازلهن لانتشار المحال التي تبيعها».

أما عن مدافع العيد وما لها من خصوصية للأطفال حدثنا عنها السيد "محمد صخر" قائلاً: «عندما يسمع الأطفال هذه المدافع نجد أصواتهم وقد تعالت، وضرب المدافع هو الإعلان الحقيقي لقدوم العيد حتى ولو كان الجميع على علم بموعده، وما إن يسمعها الطفل تجد ابتسامته ظاهرة على وجهه فيذهب مهرولاً إلى منزله ليجهز ثيابه الجديدة وليسلم نفسه طائعاً إلى أمه لتقتاده إلى حمّام العيد».

العيد في تكية الراوي

وعن عادات "دير الزور" في أول أيام العيد حدثنا السيد "حسن العبودي" قائلاً: «في أول أيام العيد يتوجه الجميع إلى المقابر بعد أن ينهوا صلاة العيد، وزيارة المقابر محببة للمواطن الديري وتعتبر فرصة للتلاقي بين أفراد العائلة وكذلك الأقارب، وعند نزول العائلة من المقابر نشاهد الأطفال يتسابقون للأب والأم والعم والخال للحصول على العيدية بعد إلقاء السلام وكلمة كل عام وانتم بخير».

مع دخول أيام العيد نجد الأراجيح وقد نصبت في الأماكن المعتادة في سوق الجبيلة وبجانب تكية الراوي وهي من المحطات الأكثر شعبية خلال فترة العيد ويتهافت الصغار إلى هذه الأسواق للهو واللعب من خلال ألعابهم المحببة وهي المراجيح المتنوعة أو شراء الألعاب من الباعة ويلجأ بعض الصغار إلى ارتياد الحدائق العامة وخاصة الحديقة المركزية التي تشهد حركة كبيرة خلال فترة العيد أو قضاء بعض الوقت في مدينة الملاهي.

أما السيد "ياسر الحمصي" فقد حمل لنا رأياً مخالفاً أوجزه بقوله: «تفتقد "دير الزور" لمسألة عدم وجود مدن للألعاب القادرة على استيعاب أطفال المحافظة، وعلى الأقل في المدن الرئيسية فيها (الميادين، البوكمال، ديرالزور) الأمر الذي يدفع معظم هؤلاء إلى الشوارع والحارات للاحتفال وقضاء الأوقات، وهذا ما يعرض حياتهم للخطر».

وهناك عادات جديدة دخلت إلى حياتنا حدثنا عنها السيد "وائل الحسين" من مواطني دير الزور فقال: «مع دخول الجوال حياتنا برزت إلى الواجهة عادة من العادات الجميلة وهي تبادل الرسائل " المسج" عبر الهواتف النقالة وكل شخص يتباهى بالرسالة التي يزفها لصديقه أو قريبه أو حبيبه أو حبيبته .. الخ، وهذه الميزة الجديدة باتت من الأمور التي فرضت نفسها بقوة على ساحة أيام العيد، إلا أنني لا أوافق أن تصبح بديلاً للزيارات التقليدية التي يقوم بها الأهالي».