كرات زجاجية صغيرة ترى أطفال "الدير" يتجمهرون حولها مقرفصين، وأيديهم تتقاذفها طمعاً لربح المزيد منها، إنها ما يسمى لعبة "الكلل" أو "الدحل" كما يحلو للبعض أن يسميها، إحدى أشهر ألعاب الأطفال في وادي الفرات. eSyria التقى بعض الأطفال بينما كانوا يلعبون "الكلل"، ومنهم الطفل "سعيد الطحطوح"، وهو في الصف السابع، فكلمنا عن الكيفية التي تبدأ بها هذه اللعبة:

«يتسابق الأطفال المتنافسون لحجز الدور الأسبق في اللعب من خلال النطق بألفاظ تدل على الترتيب في اللعب وهي "والي"، "كنجي"، "تالي"، "رابع"، "خامس"، أي الأول ثم الثاني، ثم الثالث، وهكذا بالترتيب».

لطريقة وضع "الكلل" أو "الشكّات" ترتيبات مختلفة منها "الشكة الشامية"، وأخرى تعرف باسم "عروس وعرّيس"، وغيرها من "الشكات" المستخدمة في اللعب

أما الطفل "محمد منّون" وهو في الصف الثالث شرح لنا طريقة وضع كرات "الدحل" بقوله: «يبدأ "الوالي" "من يبدأ اللعب" بزرع "الدحل" في طرق مختلفة تسمى كل منها "الشكة" وذلك ليبدأ التسديد عليها من خلال قذف هذا اللاعب "للكلّة" بيده نحو هذه التشكيلات».

الطفل سعيد الطحطوح.

ولهذه "الشكّات" أسماء مختلفة يعرفها الصغار في "دير الزور" ذكر لنا بعضها الطفل "زياد العلوش" وهو في الصف السابع: «لطريقة وضع "الكلل" أو "الشكّات" ترتيبات مختلفة منها "الشكة الشامية"، وأخرى تعرف باسم "عروس وعرّيس"، وغيرها من "الشكات" المستخدمة في اللعب».

وللإلمام بكافة تفاصيل هذه اللعبة التقينا الباحث التراثي "عباس طبال" ليعطينا نظرة مفصلة عن هذه اللعبة فتفضل قائلاً: «"الكلل" مفردها "كلّة" وهي كرة زجاجية أو حجرية "صخرية قاسية" ولها طرق عديدة بالتسمية فمثلاً تلفظ كافها مثل لفظ المصريين للجيم، و"الكلل" لعبة الأولاد من سن السابعة حتى العشرين إذ إن الكبار قد يلعبونها مقامرة وسنحاول توضيح ذلك.

الطفل طلاس العلوش.

- "مور":

قذف الكلل بطريقة النبز.

لعبة الأولاد حتى الخامسة عشرة عددهم من "2" إلى "4" لاعبين. يرسم الأولاد مثلثاً على الأرض طول ضلعه "20"سم متساوي الأضلاع ثم يضع كل لاعب "كلّة" معروفة له من بين كلل زملائه، ويضع الآخرون "كلّة" على كل ضلع أو أحياناً "كلتين" أو حتى ثلاثة حسب الاتفاق. يختار من "كلله" "كلة"، يرسمون خط بدء اللعب على مسافة تقرب من مترين بعيداً عن المثلث ثم تجري القرعة على من يبدأ اللعب أولاً، ويعرف كل لاعب دوره باللعب».

ثم لخص لنا "الطبال" طريقة اللعب قائلاً: «اللعبة: بدأ الأول باللعب بإحدى الطريقتين إما أن يضع "الكلّة" على الأرض من فوق الخط المرسوم لبدء اللعب.

ثم يضع أصبعه الوسطى فوق "الكلّة" ويثني السبابة فوق الوسطى ويرص السبابة على الوسطى قليلاً ويجعل الوسطى تنفلت لتدفع بقوة "بكلّة" باتجاه "المور" محاولاً إخراج إحدى "الكلل" سواء كلله أو ما كان لغيره على أن تخرج "كلته" التي يلعب بها من "المور"، كأن يكون لون كلته مغايراً بالون أو الحجم "للكلل" الموجودة داخل "المور"، فإذا جاءت "الكلّة" بداخل "المور" أو أخرجت إحدى "الكلل" وخرجت من "المور" يلعب الثاني فالثالث فالرابع.

وقد تلعب "الكلل" بطريقة "النبز" وهو وضع "الكلّة" باليد وذلك بأن تثنى أصابع الخنصر والبنصر والوسطى إلى باطن الكف كأن الإنسان يقبض بها على شيء ثم توضع "الكلّة" بين السبابة التي تثنى بلطف عليها حتى لا تسقط بينما يكون الإبهام في الوسطى والسبابة مستنداً بطرفه على الوسطى والسبابة واضعاً "الكلّة" عند ضفر الإبهام ثم يفلت الإبهام بقوة دافعاً "بالكلّة" نحو "المور"، والضربة هذه أقوى من السابقة، وتبقى شروط اللعبة في الحالين دون تغير الربح:

عند اللعب "بالكلّة" وضرب "الكلل" "الكرات الزجاجية" لإخراج أحدها من "المور" أي المثلث وخرجت الكرة الخاصة به من المثلث، ربح ما أخرجه سواء كانت "كلّة" واحدة أو أكثر، ويظل حقه بالعب طالما أنه يخرج كللا من "المور" دون أن تقع كلته الخاصة داخل "المور" "المثلث".

أم إذا لم تخرج أي "كلّة" من "المور" أو لم يصب بكلته الخاصة إحدى كلل " "المور" فإن الذي يليه في الدور هو الذي يلعب، وهكذا يستمر اللعب طالما كانت هناك "كلّة" في "المور"».

أما سبب الخسارة في هذه اللعبة، فهي كما بينها الباحث "الطبال": «يخسر اللاعب "كلله" إن لم يستطع أكل أي إخراج إحدى الكرات أو عدد مماثل من "الكلل" التي وضعها في "المور".

  • إذا أدخلت "كلته" الخاصة التي يلعب بها داخل "المور" ولم تخرج نتيجة ضربه لإحدى "الكلل" أثناء دوره في اللعب ولا يحق لأي لاعب أن يلعب باتجاه "كلّة" زميله حتى يحلي لعبه، وذلك بإخراج إحدى "الكلل" من "المور"».
  • والمادة التي تصنع منها "الكلل" التي تستخدم باللعب في "دير الزور" ليست واحدة، وهي بحسب ما بينها لنا "الطبال": «هناك أنواع "للكلل" لعب بها أهل "دير الزور" وهي: - "كلل" الحصى: وهي كرات من حجر قاس من نوع المرمر الأسمر أو الغامق، المعرق، يأتون بأحجارها من جبل يبعد عن "دير الزور" مسافة تزيد على 15 كم ثم ينقرونها ويدحرجونها ويسقلونها حتى تصبح كرات تامة وتسمى "كلّة الحصو".

  • "كلل" من الطين المنشف في الهواء تحت أشعة الشمس الحارة.

  • "كلل" من الزجاج وهذه تستورد من الخارج.

  • كرات من الحديد استعملها بعضهم وهي كرات "الرولمانات" أو "البيليات"».