كانت قبل استقرار عشيرة "العكيدات" فيها عبارة عن وادٍ مملوء بالحيوانات البرية والذئاب بصورة خاصة وصارت بعد استيطانهم مقصداً للشعراء والوجهاء وكل من له حاجة، وذلك لوجود مركز مشيخة عشيرة "العكيدات" فيها، إنها بلدة "ذيبان" إحدى البلدات الخضراء الجميلة في محافظة "دير الزور".

حول موقع البلدة حدثنا الباحث "مازن شاهين" بالقول: «تقع بلدة "ذيبان" على الضفة اليسرى لنهر الفرات وهي مركز ناحية تابعة لمنطقة "الميادين" التي تتصل معها بواسطة جسر الشهيد "باسل الأسد" على نهر الفرات، وتبعد البلدة عن مركز مدينة "دير الزور" حوالي 60 كم».

تقع بلدة "ذيبان" على الضفة اليسرى لنهر الفرات وهي مركز ناحية تابعة لمنطقة "الميادين" التي تتصل معها بواسطة جسر الشهيد "باسل الأسد" على نهر الفرات، وتبعد البلدة عن مركز مدينة "دير الزور" حوالي 60 كم

أما عن سبب التسمية والعشائر التي تسكن "ذيبان" فقد التقينا الأستاذ "ثامر الهفل" من أهالي البلدة وأحد المهتمين بتاريخها وتراثها حيث قال:

الباحث مازن شاهين

«هناك عدة روايات حول سبب التسمية إلا أن الثابت أن هذه المنطقة قبل أن تستوطن بها العشائر المهاجرة من شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر كانت عبارة عن وادٍ يعج بالحيوانات البرية وبصورة خاصة الذئاب وهذا مدون في كتب الرحالة الذين مروا بالمنطقة، وقد انقرضت الحيوانات البرية كما نعرف بسبب الصيد الجائر وضيق المساحة التي تتحرك بها بعد استيطان العشيرة.

وتتميز البلدة بأنها موطن شيخ عشيرة "العكيدات" وهي العشيرة الكبيرة المنتشرة داخل وخارج المحافظة وتعد من أكبر عشائر المنطقة ما أعطى للبلدة أهمية كبيرة، أما عن العشائر التي تقطنها فكما أسلفت ينتمي أهالي "ذيبان" إلى عشيرة "العكيدات" وهم مقسمون إلى أفخاذ هي "البوعز الدين" و"البوخلف" و"الحجاج"».

الأستاذ ثامر الهفل

وللتعرف أكثر على هذه البلدة ومميزاتها التقينا السيد "حمدون ناصر السلامة" رئيس المجلس البلدي فيها فأفادنا بالقول:

«يبلغ عدد سكان البلدة حوالي 19 ألف نسمة يعمل معظمهم بالزراعة وتربية المواشي وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في البلدة حوالي 1400 هكتار، تزرع بصورة خاصة بالقمح والشعير والخضراوات، أما فيما يتعلق بالثروة الحيوانية ففيها حوالي 50 ألف رأس من الأغنام و1000 من الماعز الشامي و50 ألف رأس من الأبقار، كما تشهد اهتماماً خاصاً بتربية الخيول ورعايتها، أما مساحة المخطط التنظيمي عموماً فتبلغ حوالي 2500 دونم».

الأستاذ حمدون ناصر السلامة.

وعن أهم التطورات في البلدة أضاف: «شهدت بلدة "ذيبان" مثل سائر بلدات المحافظة وقراها تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة تمثل بعدة أوجه اجتماعية وتربوية واقتصادية، منها افتتاح مجمع تربوي ومركز ثقافي حديث كما شهدت زيادة واضحة في عدد المدارس في مختلف المراحل التعليمية، بالإضافة إلى ازدياد عدد خريجي الجامعة من الإناث والذكور وخاصة بعد افتتاح جامعة الفرات، ويوجد في البلدة وحدة إرشادية ومقسم هاتف ومحطة لمياه لشرب ووحدة للسجاد اليدوي وفرن آلي ومستوصف يؤمن كافة اللقاحات للأهالي وللقرى المجاورة، كما أن لدينا مشروعاً هاماً لاستصلاح الأراضي».

وحول النشاط الثقافي في البلدة التقينا رئيس المركز الثقافي فيها السيد "حميد درب المحمد" الذي حدثنا بالقول: «إن لبلدة "ذيبان" خصوصية اجتماعية وثقافية جاءت بصورة خاصة من وجود شيخ "العكيدات" الشيخ "خليل الهفل" فيها حيث إن ديوانه عامر بالعديد من الأنشطة الثقافية، وقد حاولنا أن نستثمر هذه الأنشطة في المركز الثقافي بعد افتتاحه من أجل مواصلة هذه الحالة الثقافية الجميلة وعموماً في البلدة العديد من الشعراء منهم "جمعة الناصر" و"حجي الصايل" و"عبادي المرشد".

ومن الأنشطة المهمة في "ذيبان" سباق الخيول الذي يجري كل عام وتنظمه جمعية "ذيبان" لتربية الخيول والعناية بها ويشارك به فرسان من مختلف المدن السورية ويتم بشكل سنوي، وقد ساعد على استمراره بشكل عام تضافر جهود كافة المؤسسات من أجل إنجاحه وتطويره».