لطالما ملأت شوارع "دير الزور" بأعدادها الكبيرة وعلى مدى عدة عقود، إذ تقتنيها الناس من الطبقة الفقيرة كون سعها رخيص، واقتصادية، وتساعدهم في أعمال النقل والحمل المرتبطة بالمهن البسيطة، إنها "الطرطيرة" .

eSyria حاول تسليط الضوء على هذه المركبة، من حيث استخدامها، تركيبها، انتشارها، سلبياتها، فأجرى لقاءات عدة كان أولها مع الشاب "حسن الطه" وهو يعمل حارس في إحدى المزارع، فحدثنا قائلاً :«تمتاز "الطرطيرة" بأنها قادرة على أداء كم كبير من المهام ولعدد كبير من المهن مثل أعمال البناء، والزراعة، والصناعة وغيرها، هذا عدا عن أن سعرها زهيد فإذا كانت مستعملة ممكن أن تشتري واحدة بـ25000 ليرة سورية أي بسعر دراجة نارية، كما أنها اقتصادية بمصروفها من المحروقات مقارنة مع المركبات الأخرى كالبيك أب أو عربات النقل الأخر ذات الصندوق المكشوف إذ يقدر مصروفها بين 500 ليرة سورية ولا يتجاوز 1000 ليرة إلا في حالات نادرة وبمقابل تحقيق كم كبير من المردود.

تستخدم "الطرطيرة" في المدينة لنقل الخضروات والفاكهة من سوق الهال إلى المحلات وبالعكس، وكما تستخدم لنقل الأثاث ومواد البناء/ خشب، حديد، بلوك/، وبنقل أسطوانات الغاز. تستخدم الطرطيرة" للنزهات أيضاً، ويتفنن البعض فيضع الزينة عليها، كما يكتب عليها عبارات من قبيل "الحسود لا يسود" أو "الأميرة فلانة" وغيرها من العبارات. انتشاها عادة في الأحياء الفقيرة، وأكثر ما تنتشر "بدير الزور" بحي الجورة. وقد ازداد الطلب عليها وكثرت أعدادها وازدادت حوادثها مما حدى بالسلطات لمنعها من الدخول للمدن والسير بطرقاتها، فأصبح مكانها الأساسي هو الريف

وبالنسبة لي أستخدم هذه المركبة بعمليات نقل الأعشاب لتقديمها كعلف للحيوانات إضافة إلى نقل أكياس العلف والسماد، هذا عدا على استخدامها في جلب حاجيات المنزل وكذلك بتنقل أسرتي في الزيارات والنزهات».

طرطيرة مزودة بمظلة امامية تستخدم لنقل العلف في إحدى المزارع

كما بين السيد "داوود الرمضان" وهو من سكان مدينة "دير الزور" استخدامات "الطرطيرة" في المدينة بالقول:« تستخدم "الطرطيرة" في المدينة لنقل الخضروات والفاكهة من سوق الهال إلى المحلات وبالعكس، وكما تستخدم لنقل الأثاث ومواد البناء/ خشب، حديد، بلوك/، وبنقل أسطوانات الغاز.

تستخدم الطرطيرة" للنزهات أيضاً، ويتفنن البعض فيضع الزينة عليها، كما يكتب عليها عبارات من قبيل "الحسود لا يسود" أو "الأميرة فلانة" وغيرها من العبارات.

السيد حسن الطه

انتشاها عادة في الأحياء الفقيرة، وأكثر ما تنتشر "بدير الزور" بحي الجورة.

وقد ازداد الطلب عليها وكثرت أعدادها وازدادت حوادثها مما حدى بالسلطات لمنعها من الدخول للمدن والسير بطرقاتها، فأصبح مكانها الأساسي هو الريف».

أما بالنسبة لتكوين هذه المركبة، وكيفية الحركة فيها فقد شرحها لنا الميكانيكي "محمد البسيس" بقوله :«تصنع "الطرطيرة" في أماكن عدة في سورية، "كمحردة" و"سلمية" و"حلب" و"دمشق" و"دير الزور". وتتكون من هيكل معدني، وعجلتين خلفيتين، وواحدة أمامية، ومسنن كبير و "زرد" يأخذ الحركة من المحرك لينقلها لمحور يوزعها على العجلتين الخلفيتين، وللمحرك أنواع عديدة كالمحرك "cihx" إيطالي الصنع، أو محرك "فيسبا"، وهذه المحركات ثنائية الشوط، وهي محركات بنزن حصراً.

وقد طورت حركة "الطرطيرة" لتديرها محركات رباعية الشوط مثل محرك "الداتسون" وهو يعمل على البنزن، ومحرك "المازدا" وهو يعمل على الديزل، وطريقة نقل الحركة في الأخيرة من المحرك إلى الجسر الخلفي بواسطة علبة السرعة، ومحور نقل الحركة والمسمى "الترانسمسيون" ، وقد طورت "الطرطيرة" لتصبح بأربع عجلات بدل من ثلاثة، وتسمى "الحلفاوية" نسبة إلى "حلفايا".

واستخدمت هذه المركبة بشكل واسع في الريف نظراً لما تؤديه من خدمات متعددة، ولا تخلو هذه المركبة من الخطورة وذلك لأنها غير مصممة على دراسة علمية دقيقة، بل صممت بأدوات بدائية وبدون عمليات اختبار للمركبة، فهي على الأغلب بثلاث عجلات والفرملة فيها أحادية الجانب بسبب عدم وجود جهاز تفاضلي فيها "والذي يعمل على موازنة الدوران بين العجلتين أثناء الحركة" وكوليات الفرملة الخلفية مربوطة بساعد حديدي واحد، مما يجعله لا يشبه عملية الفرملة في السيارات الحديثة التي تتم بواسطة مكبس هيدروليكي رئيسي، وأنابيب ضغط عالي يوجد بداخلها زيت ومكبس هيدروليكي آخر مما يدفع "الكوليا" إلى ما يسمى "بالطنبور" لتخفيف دوران العجلة أو إيقافها فيكون الضغط من دواسة الفرامل إلى العجلات الأربعة متساوياً في حالة السيارات الحديثة، أما في "الطرطيرة" فلا يوجد فرملة أمامية للدولاب الأمامي لذا كثرت حوادثها، ما يزيد حوادثها خطورة كونها مكشوفة.

يتسع خزان الوقود فيها من 16 إلى 20 ليتر.

و لها مشاكل بيئية كون محركها ثنائي الشوط إذ يحترق الزيت مع البنزن مما يعطي دخان عادم أبيض ضار.

وترغبها الناس لأنها اقتصادية، وثمنا بسيط يتراوح بين 25000 ل.س و 45000ل.س، وهي تتسع عادة لمقعدين مقعد للسائق وآخر لشخص بجانبه، ولها صندوق معدني خلفي يقوم البعض بإغلاقه بما يسمى بالشمسية، وقد يسقف بسقف معدني مكان السائق والمقعد الذي بجانبه.

كما إن سائقها لا يحتاج إلى شهادة قيادة مركبة، ولا إلى ترخيص للآلية.

يوجد نماذج مشابهة لها في العديد من دول العالم كالصين واليابان والهند وباكستان».