يشكل جسر حويجة "صكر" الطريق البري الوحيد الذي يربط بين مدينة "دير الزور" وهذه "الحويجة" أكبر الجزر النهرية فيها، وفي هذه الفترة يشهد هذا الجسر بعض التطويرات التي من أجريت لتسمح للماء بالمرور تحته حتى في الأوقات التي ينخفض فيها منسوبه، وبالتالي عدم ركود الماء في ضفته الأخرى وتحولها لمستنقع، هذا عدا عن بناء كورنيش جديد في هذه "الحويجة".

موقع eSyria التقى أحد أهالي "الحويجة" وهو السيد "عبد المطلب الصكر" الذي أثنى على المشروع بالقول: «سوف يؤدي جريان الماء إلى القضاء على ظاهرة تشكل المستنقعات في الفرع الصغير من النهر، وبالتالي التخفيف من تكاثر البعوض والحشرات عموماً في هذا المكان، كما أن الاهتمام الخدمي بمنطقة الحويجة يزيد من قيمة الأراضي هنا ويجعل فرص الاستثمار أكبر».

يعتبر هذا المشروع بمثابة تفعيل لمنطقة حويجة "صكر"، وإعطائها مزيد من الأهمية وخصوصاً أن الفرات يحيط بها من جميع الجهات مما يعطيها دورها السياحي الحقيقي

كما التقينا السيد "عبد الحليم جنيد" وهو يعمل في حديقة "حويجة صكر" العامة، فبين قياساً على نشاط الحديقة كم هو مهم تطوير خدمات تلك منطقة بالقول: «يرتاد حديقة "حويجة صكر" آلاف الناس أسبوعياً ومن كافة أحياء مدينة "دير الزور" مما يدل على أن وجود المساحة الخضراء مقروناً بوجود الخدمات هو مجلبة للأهالي والسياح للقدوم إلى هذا المكان، وبالتأكيد فإن تطوير الخدمات في حويجة صكر وزيادة الطرق المواصلات فيها وكذلك المطاعم والكافتريات من خلال هذا المشروع الخدمي الجديد، لهو متنفس حقيقي لأهالي "دير الزور" ومن يأتيها من سياح، هذا عدا عن دوره في زيادة الاستثمار».

تنزيل منسوب العبارة القديمة في حويجة صكر

موقع eSyria رصد هذه التطورات من خلال إجراء هذا الحوار مع المشرفين على المشروع:

مع المهندس "حازم شعبان" المشرف على المشروع، والذي شرح هذه الفكرة من الباديات وما هو دورها الوظيفي، فقال لنا: «يهدف هذا المشروع الذي تقوم به مديرية الخدمات الفنية "بدير الزور" لتنزيل منسوب العبارة القسطلية القديمة في حويجة "صكر"، وتنفيذ عبارة صندوقية مسلحة لتمرير المياه من الفرع الكبير إلى الفرع الصغير لنهر "الفرات" إلى الفرع الصغير منه في مدينة "دير الزور"، إضافة إلى إنشاء أربعة طرق خدمية، طريقان في الجزء الغربي وطريقان في الجزء الشرقي، أهمها طريق بطول 5.5 كيلو متر محاذٍ لسرير الفرع الصغير يسمح بمرور الآليات الثقيلة "كالبواكر" مثلاً بحيث يتم تعزيل النهر من الأوساخ ونبات "الزل" بشكل دائم من خلال استخدام هذا الطريق».

المهندس حازم شعبان.

أما المراقب الفني "جابر العبد الله" أحد المشرفين على هذا المشروع، فقد أوضح لنا ما تضمنه مشروع بناء الطرق الجديدة في الحويجة بقوله: «بالنسبة للطريق الشرقي الشمالي بمحاذاة فرع النهر الصغير، مهمته احتضان الماء وتوجيهه باتجاه العبارة والاستفادة منه كمنتج للأهالي، ومتنفس لهم، ولدخول الآليات الثقيلة لتعزيل "الزل" والمستنقعات من الأوساخ والتي تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض والبعوض، وكذلك من خلال جريان النهر وبالتالي عدم حصول ركود للماء ضمن الفرع الصغير، وبناءً على ذلك فقد وجه السيد المحافظ لتنفيذ العبارة والطرق من قبل ورشات مديرية الخدمات الفنية بطريقة الأمانة، وبدوره وجه السيد مدير الخدمات الفنية المهندس "سلامة المحمد" قسم الطرق في المديرية لإعداد الدراسة الفورية لذلك، وتمت المباشرة فوراً بتكسير العبارة القديمة من طرفها الأقرب للحويجة».

كما بين "العبد الله" العوائق التي صادفتهم أثناء العمل بقوله: «ظهرت بعض العوائق التي أربكت العمل وأخرت تنفيذه ومنها: * ظهور طبقات مسلحة بأسفل العبارة القديمة والقساطل.

المراقب الفني جابر العبد الله

وظهور جدران حماية تحاذي القساطل من جهة الشرق وأجنحة يمين ويسار مدخل ومخرج العبارة وطبقات حماية من جهة بناء مشروع التنمية الريفية في المنطقة الشمالية الشرقية. ووجود خطوط للهاتف والكهرباء تمر فوق العبارة».

ويتابع "العبد الله" حديثة بالقول: «كما قامت المديرية بإنشاء تحويلة ترابية ضمن مجرى النهر لتامين مرور آليات المواطنين من وإلى الحويجة. بالنسبة للمدة الزمنية لتنفيذ المشروع فهي 180 يوماً وإن شاء الله سوف يتم التنفيذ قبل هذه المدة حيث تم صب القواعد ضمن الماء، وتم وضع طبقة حجر "بلوكاج" ورصف من الأسفل ثم صب طبقة النظافة ضمن الماء بظروف صعبة جداً وذلك بوضع قالب وصب البيتون على الناشف فحدثت عملية انزياح للماء واخذ البيتون مكانه، وقد حاولنا باستخدام المضخات تفريغ الماء على مدار الأربع والعشرين ساعة، إلا أن تدفق الماء كان مستمراً وبغزارة وقد تصلب البيتون خلال يوم واحد فقط، الأمر الذي ساعدنا على تنفيذ أرضية العبارة المسلحة».

ومن العاملين في حويجة "صكر" التقينا السيد "حسن الموسى" وهو سائق جرار في شعبة الثروة السمكية فقال لنا: «يعتبر هذا المشروع بمثابة تفعيل لمنطقة حويجة "صكر"، وإعطائها مزيد من الأهمية وخصوصاً أن الفرات يحيط بها من جميع الجهات مما يعطيها دورها السياحي الحقيقي».