يعدّ التشكيلي "محمد ناجي العبيد" الفنان السوري الوحيد الذي استطاع بأنامله الذهبية احتلال مكان للوحته التشكيلية في المكتبة الوطنية بباريس، وعنوانها: "من وحي التراث الشعبي"، وذلك حسب تصنيفات "كتاب المعرفة" ـ "الكويت"، ولوحة أخرى في "المجمع العربي للجامعة العربية" في "فرنسا".

لنتعرف أكثر إلى الفنان "محمد ناجي العبيد" زارته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 حزيران 2016، في منزله بحيّ "الشعلان" الدمشقي، حيث حدثنا عن الفن من منظوره الخاص، قائلاً: «الفن التشكيلي هو السفير الحضاري للشعوب، وأنا أفتخر بإيصالي "الفن التشكيلي السوري" إلى "فرنسا" منذ عام 1977، حين اختارت لجنة "مكتبة باريس" أثناء زيارتها لـ"دمشق" لوحتي التي تعبّر عن تراثنا الشعبي لتعلقها على أحد جدران المكتبة الوطنية في عاصمة فرنسا».

الآن تطوّر الفن التشكيلي السوري بعد نشوء كلية الفنون الجميلة، حيث سافر بعض خريجيها إلى أوروبا، وبعودتهم أضافوا الكثير من المعلومات الجديدة عن مبادئ وأنواع مدارس الرسم في العالم

ويتابع: «أرى أن الفن إبداع، والإبداع لا حدود له، وهو عالمي الذي أزداد حلماً ومعرفة من خلاله، حيث يكمن التميّز الحقيقي الذي أفتخر به، فتتجلى البصمة السورية في ملامح "اللوحة التشكيلية السورية"، كالتشخيص، والرسم، والرقش، والكلام، وأشياء أخرى. وأستخدم في أعمالي الأدوات التقليدية كـ"الفرشاة، والأنابيب الزيتية والمائية، وورق الكانسون، والقماش المؤسس، والشاسيه"».

"رغدة قاسم"

وعن رأيه بالفن السوري، يضيف: «الآن تطوّر الفن التشكيلي السوري بعد نشوء كلية الفنون الجميلة، حيث سافر بعض خريجيها إلى أوروبا، وبعودتهم أضافوا الكثير من المعلومات الجديدة عن مبادئ وأنواع مدارس الرسم في العالم».

ولدى حديثنا مع تلميذته وزوجته الفنانة "رغدة قاسم"، قالت: «وجود لوحة عالمية بريشة فنان سوري مدعاة فخر لي ولكل الفنانين، وهي سفير للجمال السوري في الغرب منذ عشرين عاماً، والآن أشارك زوجي في "سوق المهن اليدوية"، وأساهم برسم الأعمال الشعبية، مثل "عنترة وعبلة"، علماً أنني تتلمذت على يديه ونهلت من ينابيع معرفته الفنية والاجتماعية التي تألق بريقها ضمن إطار الأسرة».

اللوحة العالمية

"ياسين مزاوي" فنان تشكيلي، تحدث لنا عن "العبيد" قائلاً: «هو فنان سوري مبدع، انتشرت لوحاته في عدة مدن في العالم، وكان لها وقعها الفني الكبير، وأنا أعدّه علماً من أعلام الفن السوري الأصيل الذي لم تقدر عليه السنون، وما زال على الرغم من كبر سنّه مدرسة في الإبداع؛ وهذا ما سعى إلى توريثه للأجيال القادمة من خلال الفكر الذي درسه بلوحاته وعفويتها، وتعدّ لوحته التي علقت في باريس من أشهر اللوحات التي تتحدث عن التراث السوري وتقدمه برقيّ وحضارة طالما عرفها الفن السوري الأصيل».

الجدير بالذكر، أن الفنان "محمد ناجي العبيد" من مواليد 1918، في محافظة "دير الزور"، "الجبيلة"، وقدّم مئة وأربعة عشر معرضاً مشتركاً، وخمسة وثلاثين معرضاً منفرداً، وأكثر من خمسة آلاف لوحة، إضافة إلى كونه حائزاً على عدد من شهادات التقدير والأوسمة محلياً وعالمياً».

ياسين مزاوي