طرح "سعيد عبد السلام" مشروعاً جديداً لإنتاج وقود حيوي صديق للبيئة، واختار "زيت الخروع" ضمن دراسة تجنب فيها الإشكاليات الاستثمارية، مستنداً إلى المراجع والتطبيق للوصول إلى نتائج ملموسة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الطالب "سعيد عبد السلام" (سنة ثالثة كلية العلوم قسم العلوم البيئية في جامعة "دمشق") بتاريخ 19 آذار 2015، وعن مشروعه يقول: «اخترت في دراستي "زيت الخروع" لاستخدامه كبديل للوقود، فالخروع نبات لا يستخدم في غذاء الإنسان أو الحيوان، كالقطن والكتان والسمسم والصويا، كما أنه نبات اقتصادي لا يحتاج إلى أي نوع من الخدمة الزراعية أو الأسمدة، إضافة إلى أنه نبات قوي لا يصاب بالأمراض، بعكس كل النباتات حيث تحتاج إلى مبيدات لكافة أنواع الآفات والحشرات الممرضة، ويستخدم في زراعته مياه الصرف الصحي التي يمنع القانون استغلالها زراعياً لخطورتها على الصحة العامة إلا لزراعة الأشجار الخشبية فقط، وإنتاجية شجرة الخروع عالية مقارنة بغيرها من المحاصيل حيث بالإمكان سنوياً تنمية ثلاثة أفواج، ونسبة استخراج الزيت من البذرة نفسها تصل من 40 إلى 60 بالمئة، ويكثر في محافظتي "دير الزور".

لم تقتصر فكرتي على إنتاج وقود حيوي صديق للبيئة مصدرها محافظتي فحسب، بل كان لدي العديد من الأهداف التي يمكن أن تتحقق من خلال المشروع، كإيجاد فرص عمل للعديد من السكان وتحسين المستوى المعيشي للعاملين فيه، والعمل على إيجاد فئة مدربة ذات خبرة في مجال زراعة الخروع والنباتات الزيتية، وتحسين الواقع البيئي للمنطقة بزيادة الرقعة الخضراء، وتحسين صفات التربة وتثبيت الكثبان الرملية، وتحسين مناخ المنطقة، وتخفيض نسبة الغازات الضارة CO2-SO2

يشتق من "الخروع" مادة "البايونيز" وهو الوقود البيولوجي والمادة الخام لزيت البترول الذي تستخدمه "ألمانيا" الآن في تشغيل السيارات كبديل للبنزين».

نبات الخروع

وفي مقارنة بين صفات "البيو ديزل" الناتج عن "الخروع" مع الوقود الأحفوري يقول "عبد السلام": «يمكن أن يمتزج مع "الديزل" البترولي بسرعة وبكافة النسب، ويعد "البيو ديزل" غير سام وسهل التحلل الحيوي، كما يقلل من إصدار الملوثات السامة الناتجة عن محركات الديزل، فينخفض انبعاث غاز أول أوكسيد الكربون بنسبة 47%، وثاني أوكسيد الكبريت بنسبة 100%، والجزيئات غير محترقة بنسبة 47%.

كما يملك "البيو ديزل" رقم "سيتان" مرتفعاً (130-60) وهو أعلى من الديزل البترولي (49-44)؛ وهو ما يخفف الضجيج الناتج عن عمل المحرك وسهولة إعادة تشغيل، ويعبر رقم "السيتان" عن سرعة احتراق الوقود، إضافة إلى أن "البيو ديزل" يخزن بطريقة أفضل وأكثر أمناً من الديزل البترولي الذي يحتاج إلى شروط خاصة للتخزين.

أثناء عرض المشروع

والأهم من ذلك رائحة "البيو ديزل" أكثر قبولاً فهي تشبه رائحة "الفوشار" أو البطاطا، كما أن الديزل البترولي يترك ترسبات في خزان وقود السيارة تؤدي إلى حدوث الصدأ بينما لا يلاحظ ذلك عند استخدام "البيو ديزل"، وهو أكثر تزليقاً حيث يحتوي على 11% أوكسجين حر ولا يحتوي على كبريت، وهو ما يطيل عمر المحرك».

وعن أهداف المشروع يجيب "سعيد عبد السلام" بالقول: «لم تقتصر فكرتي على إنتاج وقود حيوي صديق للبيئة مصدرها محافظتي فحسب، بل كان لدي العديد من الأهداف التي يمكن أن تتحقق من خلال المشروع، كإيجاد فرص عمل للعديد من السكان وتحسين المستوى المعيشي للعاملين فيه، والعمل على إيجاد فئة مدربة ذات خبرة في مجال زراعة الخروع والنباتات الزيتية، وتحسين الواقع البيئي للمنطقة بزيادة الرقعة الخضراء، وتحسين صفات التربة وتثبيت الكثبان الرملية، وتحسين مناخ المنطقة، وتخفيض نسبة الغازات الضارة CO2-SO2».

د. سعيد شقير

التقت المدونة بتاريخ 6 نيسان 2015، الدكتور "سعيد شقير" مهندس مختص في الطاقات المتجددة، وعن المشروع يقول: «تعد البيئة السورية خصوصاً في منطقة "الجزيرة" و"حوض الفرات" مناسبة تماماً لاعتماد زراعة "الخروع"، وهو ما شجع الطالب "سعيد عبد السلام" على دراسة هذا النوع من النبات ومعرفة إمكانية استثماره في منطقة "دير الزور"، وطلب مني الإشراف على موضوعه فوافقت لمعرفتي به كطالب نشيط ومتحمس، وتبيّن لنا من خلال الدراسة المرجعية والتجريبية أنه يمكننا إنتاج مادة "البيو ديزل" من نبات "الخروع" الذي ينمو برياً من دون أي مجهود أو تكلفة عالية.

قمنا بعد ذلك بتحديد الطرائق الفنية لاستحصال الوقود منه بأبعاد استراتيجية على مستوى البلد، وقارنا مردود كل عملية، فتوصلنا إلى أن معدل إنتاج الوقود الحيوي من "الخروع" في "سورية" يعد الأعلى عالمياً؛ وهو ما يعزز من الجدوى الاقتصادية للاستثمار فيه».