رغم تحصيله العلمي العالي وقدرته على التحدث بعدة لغات أجنبية، إلا أنه أخذ على عاتقه مهمة المشاركة في حملة تعريب المصطلحات العلمية للتوعية بأهمية اللغة العربية وحفظها من التهميش.

الدكتور "علي مهجع" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 نيسان 2014، وكان الحوار التالي:

أنا أفتخر بالدكتور "مهجع" فهو إنسان مجتهد ومتواضع، وأتمنى له المزيد من العطاء بتعريب المصطلحات الأجنبية التي تستخدم في حياتنا اليوم وخاصة في مجال دراسة الطب، والجمهورية العربية السورية تدرس مقررات كلية الطب باللغة العربية، ورغم هذا فقد نجح طلابها حين التحقوا بالدراسات العليا في الدول الأجنبية وتعلموا بلغتها، حيث مارسوا هذه المهنة بكل احترافية وإتقان وأنجزوا ما نفخر به في مجال عملهم، ومنهم الدكتور "علي مهجع"

  • هل لك أن تحدثنا عن بداياتك؟
  • نجدت جاويش

    ** ولدت في محافظة "دير الزور" 1952، درست الابتدائي والإعدادي والثانوي في المحافظة، ثم درست الطب في جامعة "دمشق" وتخرجت فيها بتاريخ 1977، وتخصصت في الأمراض الباطنية -أمراض الهضم- في باريس، وتخرجت في جامعة "باريس السادسة" عام 1987.

    *كيف بدأت فكرة حملة تعريب المصطلحات العلمية، وما الهدف منها؟

    **حملة "تعريب المصطلحات العلمية" جاءت بناء على طلب من طلبة كلية الطب لما عانوه من تهميش واستهتار باللغة العربية، فاتصلوا بي نظراً لاهتمامي الشديد بهذه اللغة فقدمنا محاضرات توعية، ونحونا بتوجهاتنا واقتراحاتنا نحو الوسطية والاعتدال، فالطلبة الراغبون باللغة العربية مع مصطلحاتها لهم جامعات، والراغبون باللغة الإنكليزية أيضاً لهم جامعات كي يتم تأمين حاجة المجتمع من اللغتين.

  • ما هي الفائدة المرجوة من هذه الحملة؟ وهل من الممكن تعريب كافة المصطلحات العلمية مع بعض الأمثلة التي تم تعريبها؟
  • ** الفائدة المرجوة هي إعادة الاعتبار للغة العربية وليس إلغاء اللغات الأخرى، فنحن نشجع على تعلم اللغات وخاصة للراغبين في ذلك، ولكنها لا يجب أن تكون شرطاً، فالحكمة شيء واللغة شيء آخر، كما أننا لا نريد أن تكون اللغة الأخرى عبئاً نفسياً ومالياً وحاجزاً، وأعتقد أن تعريب كل المفردات غير ممكن وغير مطلوب؛ فنحن جزء من هذا العالم نؤثر ونتأثر، ومن المعروف أن العالم أخذ منا الكثير من المفردات العربية وأصبحت جزءاً من لغته، لذلك لا أجد مانعاً من استخدام بعض المصطلحات الإنكليزية كما هي، مثل: "ملاريا، تيفوئيد، أسبرين، تلفزيون، إنترنت"، ومع ذلك فقد نجح بعض المعربين في إيجاد كلمات بسيطة ومعبرة، مثل: "أتمتة، ومرنان، وحمى الضنك". وإذا علمنا أن القرآن الكريم فيه مفردات من لغات ثانية مثل: (آمين ، حنيف) من اللغة الفرعونية، و"قسورة" من اللغة الأثيوبية، و"سندس وإستبرق" من اللغة الفارسية، فهذا أكبر دليل على وجوب الانفتاح على اللغات الأخرى دونما تهميش للغة الأم، وبالمناسبة اللغة العربية معترف بها لدى الأمم المتحدة من ضمن اللغات الست المعتمدة.

  • منهم من يقول: إن تعريب المصطلحات العلمية سينشئ جيلاً ضعيفاً باللغات الأجنبية أكثر من قبل، فما رأيك بهذا الكلام؟
  • ** بالتأكيد، لذلك نقول: "دعوا التعليم اللغوي اختيارياً".

  • كيف كانت نتائج نجاح هذه الحملة؟
  • ** الحملة كان لها تأثير إيجابي بشكل عام، ورغم اعتراف دساتير الدول العربية باللغة العربية، إلا أن بعضهم يعارضون هذا التوجه بشدة وخاصة الأساتذة في الجامعات الذين يصعب إعادة (برمجتهم) حتى يدرسوا بالعربي، ناهيك عن الدور السلبي لبعض المعربين المغالين بالتعريب كما أسلفنا سابقاً.

    وبالمختصر، نحن نشجع التعريب المعتدل البعيد عن المغالاة ونشجع بنفس الوقت التعليم بالإنكليزي للراغبين في ذلك حتى يتكامل المجتمع، أما التعليم بالفرنسي والألماني فمطلوب أيضاً ولكن بشكل أقل، وعلينا أن نعترف أن قوة أي لغة من قوة أهلها.

    الباحث الأستاذ "نجدت جاويش" قال: «أنا أفتخر بالدكتور "مهجع" فهو إنسان مجتهد ومتواضع، وأتمنى له المزيد من العطاء بتعريب المصطلحات الأجنبية التي تستخدم في حياتنا اليوم وخاصة في مجال دراسة الطب، والجمهورية العربية السورية تدرس مقررات كلية الطب باللغة العربية، ورغم هذا فقد نجح طلابها حين التحقوا بالدراسات العليا في الدول الأجنبية وتعلموا بلغتها، حيث مارسوا هذه المهنة بكل احترافية وإتقان وأنجزوا ما نفخر به في مجال عملهم، ومنهم الدكتور "علي مهجع"».