تأسرك الطبيعة بجمالها بتعانق السهل والجبل وتمازج خضرة الأرض بزرقة السماء، وأنت تعبر المسافات تاركاً "ازرع" خلفك، لتتجه شرقاً باتجاه "السويداء"، فتختلط تربة الأرض الحمراء بصخور البازلت الأسود والأزرق.

إنه طريق "ازرع - بصر الحرير - السويداء" الذي يخترق السهل وبعض التلال المكونة من حجر البازلت بمسافة تزيد على 40كم من مركز المدينة، ويمر بقرى عديدة وصولاً إلى مدينة "السويداء".

هذا الطريق حيوي جداً يوصلنا بشكل سريع ومختصر مع محافظة "السويداء"، عن طريق "بصر الحرير"، يلبي حاجة الأهالي ويختصر عليهم المسافة والزمن، ومن إيجابياته الأخرى أنه مختصر للطلاب الذين يدرسون في "السويداء"؛ حيث نقوم في الصباح الباكر بالتوجه من مدينة "درعا" ومحيطها والتوجه إلى "ازرع"، ثم إلى الجامعة مروراً بهذا الطريق

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 أيار 2014 المهندس "عيسى العوفان" رئيس مجلس مدينة "ازرع"، الذي تحدث عن الطريق بالقول: «هذا الطريق قديم جداً، من الصعب تحديد قدمه لوجود معالم رومانية في بعض نقاطه، إلا أنه أصبح طريقاً رئيسياً أثناء فترة الاحتلال الفرنسي، حيث أصبح الطريق الوحيد الذي يربط "السويداء" بـ"دمشق" و"درعا"، وبعد الاستقلال تغيرت معالم الطريق القديم تماماً حين تم توسيعه وتعديل المنعطفات الكثيرة التي كانت تتخلله ليمر بكل القرى، فأصبح أكثر استقامة وجانب القرى والبلدات ولم يمر بوسطها، ومازال بحالة جيدة ويقدم خدماته بكفاءة جيدة رغم أنه في معظمه ما يزال ينتظر أن يصبح بمسربين واحد للذهاب وآخر للإياب، فالطريق يشكل حلقة وصل وربط مع مدن المحافظة ومحافظة "السويداء"، طول الطريق إلى "بصر الحرير" 7كم، ومن المدينة إلى "السويداء" 40كم، يمر بقرى "مليحة العطش" بعد "ازرع" على يمين الطريق، ثم "بصر الحرير" ومن بعدها ندخل أراضي محافظة "السويداء" بمفرق على اليسار إلى بلدة "تعارة"، ثم يمرّ بقرية "الدور"، فمفرق "صما وسميع" بعدها على اليمين، مروراً بناحية "المزرعة" (ناحية "السجن" قديماً)، بعدها نشاهد على يميننا بانوراما ذكرى معركة المزرعة مع الفرنسيين، لتطالعنا قرية "ولغا"، فمركز مدينة "السويداء".

جمال الطبيعة على جانبي الطريق

على جانبي الطريق تأسرك الطبيعة بجمالها، وأشجار الزيتون، وتطالعك الأراضي الزراعية، والطريق يقدم خدمات متعددة ما بين خدمية وسياحية وأثرية وزراعية، لكون هذه المنطقة هي من المناطق السياحية والأثرية والزراعية المهمة في المحافظة، حيث تحوي الكثير من المواقع الأثرية والسياحية المتميزة والمعروفة، ومنها كنيسة القديس "جرجيوس" المهمة التي مازالت قائمة في مدينة "ازرع"».

يتفرع عن الطريق الكثير من الطرق الخدمية والزراعية، وهنا يتابع السيد "تركي الريشان" من أبناء مدينة "ازرع" بالقول: «يتفرع عن الطريق الكثير من الطرق الخدمية والزراعية، لتشكل بمجملها شبكة طرقية متشعبة وشرايين تمتد في كل الاتجاهات، ولتبقى الحركة المرورية دائمة عليه دون انقطاع، وهذا الطريق واحد من الطرق الرئيسية في المحافظة لكونه يصل ما بين المنطقة الشرقية للمحافظة ومحافظة "السويداء" ومنها إلى بقية المناطق فيها، ومنها إلى المحافظات الأخرى كـ"دمشق، والقنيطرة"، إضافة إلى تسهيل أعمال خدمة حقول القرى الزراعية الواقعة على طرفيه وتسويق إنتاج "حوران" من الخضار إلى "السويداء"، وتسويق فاكهة "السويداء" وخصوصاً العنب والتفاح إلى "درعا"».

مدخل مدينة ازرع

خدم الطريق الحركة السياحية في المدينة؛ حيث يرتاد السياح هذه الأماكن ومنها "الجامع العمري" الكبير في مدينة "ازرع"، هذا ما تؤكده الآنسة "وفاء السلامات" رئيسة الرابطة النسائية في مدينة "ازرع"، وتضيف: «الطريق شكل حالة خدمية مميزة للحركة السياحية في المدينة؛ حيث يرتاد السياح هذه الأماكن الأثرية ومن أهمها "الجامع العمري" الكبير في مدينة "ازرع" الذي يعدّ من أهم وأقدم الجوامع في العالمين العربي والإسلامي، وأحد الجوامع الأثرية الأربعة التي تحمل اسم الخليفة الراشدي "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، ومن المؤكد أنه شهد أغلب العصور والأديان، إذ يمكن مشاهدة تيجان وأجسام وقواعد الأعمدة، "السواكف الضخمة الميازين والربدان" المتقنة النحت، وعلى النقيض تماماً من جامعي "بصرى" و"درعا" فإن زخارف جامع "ازرع" الثانوية تعكس تيار التطور الرئيس لعمارة "سورية" في القرون الوسطى بينما التصميم العام يتبع النماذج التقليدية في "حوران"».

الشاب "قصي موسى" أحد الطلاب الذين يدرسون في جامعة "دمشق" فرع "السويداء"، قال عن أهمية الطريق: «هذا الطريق حيوي جداً يوصلنا بشكل سريع ومختصر مع محافظة "السويداء"، عن طريق "بصر الحرير"، يلبي حاجة الأهالي ويختصر عليهم المسافة والزمن، ومن إيجابياته الأخرى أنه مختصر للطلاب الذين يدرسون في "السويداء"؛ حيث نقوم في الصباح الباكر بالتوجه من مدينة "درعا" ومحيطها والتوجه إلى "ازرع"، ثم إلى الجامعة مروراً بهذا الطريق».