استمراراً لتنشيط السياحة بين البلدين ومن أجل إعادة الحياة إلى الخط الحديدي الحجازي وبعد رحلة أولى وصفت بأنها ناجحة، استقبلت محطة القطار في مدينة "درعا" الرحلة السياحية الثانية القادمة من المملكة الأردنية الهاشمية وعلى متنها أكثر من مئتي سائح، حيث تم استقبالهم بحفاوة قبل أن يتوجهوا إلى بحيرة مزيريب وهي الوجهة الأولى التي تعوّد السياح على أن يقصدوها بعد وصولهم.

موقع eDaraa واكب وصول هذه الرحلة وتابع فرحة المسافرين فيها، هذه الفرحة عبر عنها السائح "رياض الغزاوي" بقوله: «أنا سعيد جدا بقدومي إلى سورية وهو أمر اعتدت عليه منذ زمن، ولكن الشيء المميز هذه المرة هو قدومي مع عائلتي المكونة من أحد عشر فردا بالقطار، فالسفر بالقطار له متعة لم أجدها مع السيارة، كانت أجواء الرحلة مميزة وقد استمتعت كثيرا خلالها، وكان هناك تعاون كبير وتسهيلات من العاملين على الحدود أسهمت في تسريع انجاز إجراءات السياح ودخولهم بسرعة».

نحن نعرف الكثير عن هذه المدينة وعن أجوائها السياحية لذلك قررت أن أقوم مع عائلتي بزيارتها والأمر الذي شجعنا بشكل كبير هو إعادة تسيير الرحلات السياحية والسفر بالقطار، ورغم قصر هذه الزيارة إلا أنني سأحاول أن استغل كل لحظة فيها لكي استمتع وأروح عن نفسي

أما السيد "عبد الناصر يوسف عبد العزيز" فيقول: «نحن نعرف الكثير عن هذه المدينة وعن أجوائها السياحية لذلك قررت أن أقوم مع عائلتي بزيارتها والأمر الذي شجعنا بشكل كبير هو إعادة تسيير الرحلات السياحية والسفر بالقطار، ورغم قصر هذه الزيارة إلا أنني سأحاول أن استغل كل لحظة فيها لكي استمتع وأروح عن نفسي».

السيد رياض الغزاوي سائح أردني

الشابة "مادلين الغزاوي" عن هذه الرحلة تقول: «جئت مع أفراد أسرتي لأقضي أوقات جميلة هنا في سورية ولزيارة بعض المناطق السياحية في مدينة "درعا" ومنها بحيرة "مزيريب" وهو أمر مهم لتوطيد علاقات المحبة مع الإخوة في هذا البلد، كنت سعيدة خلال هذه الرحلة رغم طول مدتها التي استغرقت قرابة أربع ساعات، أتمنى أن يتم تحسين أوضاع القطارات وزيادة سرعتها في المرات القادمة».

وللحديث أكثر عن هذه الرحلات يقول السيد "بسام الزيود" ممثل الخط الحديدي الحجازي الأردني في "درعا": «تأتي هذه الرحلات التي تتم بالتنسيق مع الخط الحديدي الحجازي السوري من اجل تشجيع وتنشيط الحركة السياحية بين البلدين واستقطاب أعداد كبيرة من الركاب في هذا المجال بالإضافة إلى إعادة إحياء الخط الحديدي الحجازي الذي يحتل مكانة كبيرة في تاريخنا، وقد شجع نجاح هذه الرحلات إلى التفكير بتسيير رحلات مماثلة من عمان إلى دمشق في المرات القادمة».

المهندس قاسم الجنادي

وعن الإعداد والتحضير لهذه الرحلات يقول: «كان الإعلام والجهات الإعلامية هي الخطوة الأولى في التحضير لهذه الرحلات التي بدأنا من خلالها بالإعلان والترويج لها ثم بدأنا بعد ذلك بإجراء الصيانة اللازمة للخط الحديدي والصالونات التي ستقوم بنقل الركاب بالإضافة إلى التنسيق مع الأشقاء في الخط الحديدي الحجازي السوري والذي أسهمت مشاركتهم بدور كبير في نجاح هذه الرحلات».

وعن مدى الإقبال على هذه الرحلات يقول: «كان الإقبال كبيرا جدا بدليل هذه الأرقام التي تشهدها الرحلات فقد تجاوز العدد في الرحلة الأولى أربعمئة شخص كما تجاوز عدد ركاب في هذه الرحلة مئتي شخص رغم أننا في أشهر الامتحان، هذا مؤشر يدل على الحب لزيارة هذا البلد، فسورية بلد جميل ويتمتع بمناطق سياحية يتمنى أي شخص أن يزورها، بالإضافة إلى أن تكاليف الرحلة تشجع على القيام بها فهي حوالي 15 دينارا أردنيا يحصل الشخص من خلالها على تذكرة ذهاب وأخرى للإياب ووجبة فطور ووجبة غداء بالإضافة إلى المشروبات الغازية».

السيد بسام الزيود

من جانبه قال المهندس "قاسم الجنادي" مدير فرع المؤسسة في محافظة "درعا": «تأتي أهمية هذه الخطوة بإعادة التواصل عبر خط الحديد الحجازي وبث الحياة والنشاط التجاري فيه كما كان في الأعوام السابقة ومن اجل تنشيط الحركة السياحية في محافظة "درعا"، هذه الرحلات ستمتد على مدار الموسم السياحي من خلال تسيير رحلة كل أسبوع من "عمان" إلى "درعا"، من جهتنا قمنا بكافة الإجراءات اللازمة من اجل إنجاح هذه الرحلات حيث نقوم وبشكل مستمر بإجراء صيانة وتجهيز لمسار الخط الحديدي الحجازي ليكون جاهزا لتسيير القطارات بشكل آمن وكذلك إعلام الجهات الأمنية في الهجرة والجوازات من اجل تسهيل إجراءات الدخول والخروج وتوفير مستلزمات استقبال القطارات ومغادرتها من عناصر بشرية "مآمير حركة"».

وعن إمكانية تسيير رحلات مشابهة من "درعا" إلى المملكة الأردنية الهاشمية أشار بالقول إلى أن ذلك منوط بمدى الطلبات المقدمة من قبل الراغبين بالقيام بمثل هذه الرحلة، والتي متى توافرت فلا شيء سيحول دون تنفيذها.