حمل جسر "النعيمة" الجديد كوابيس أهلها ليرحل بها بعيداً إلى عالم النسيان فالمأساة التي سببها اتستراد "النعيمة" الدولي طوال أكثر من 15 عاماً لم يعد لها أي وجود اليوم، فتضافر جهود الجهات المعنية بـ"درعا" أثمرت جسر المشاة الذي يحل الأزمة التي طال عمرها.

حكاية أهل القرية لم تكن حكاية عادية ففي كل يوم كان لاتستراد "النعيمة" النصيب الأوفر من الحوادث والتي كان معظم ضحاياها من الأطفال وطلاب المدارس.

سأصعد الجسر في كل مرة آتي بها إلى المدرسة لأنه الوسيلة الآمنة لعبوري إليها، وعندها سأخفف العناء على أمي التي تقف في كل يوم لتطمئن على عبوري الشارع الذي سرق الكثير من أصدقائي، حتى أصبحنا نسميه "شارع الموت"

موقع eDaraa سلط الضوء على أهمية هذا الجسر في تخديم أبناء قرية "النعيمة" والتقى السيد "هايل المحاميد" رئيس مجلس القرية الذي تحدث عن بداية المشروع قائلاً: «مع تزايد المخاطر التي تحيط بسكان قرية "النعيمة" نتيجة مرور الاتستراد الدولي من أمام مدرسة التعليم الأساسي، ووسط تجمع سكاني، كان لا بد من إيجاد حل جذري لهذه المسألة وبعد بداية تسلم أعضاء مجلس المدينة الجدد، سعينا إلى وضع الجسر ضمن أولوياتنا، وبمساعدة السيد محافظ "درعا" ومدير فرع الطرق، نجحنا في وضع الجسر ضمن الربع النظامي للطرق، وبدأ العمل بالمشروع وها نحن اليوم على وشك إنهائه بوضع اللمسات الأخيرة عليه».

المهندس "هايل المحاميد"

وبالحديث عن الخصائص الفنية للجسر وأبرز الحلول التي وضعها المنفذون للتغلب على عرض الشارع يقول: «طبعا أبرز العوائق التي كانت تواجه وضع الجسر هي التي تتعلق بوضع عمدان وسطى لهذا الجسر وهو ما يتسبب بعرقلة عملنا المستقبلي المتضمن توسيع الشارع من عرض 14 متراً إلى 32 متراً، والأمر الجيد أن فرع الطرق استطاع أن يقدم جسراً يخدم الشارع دون أعمدة وسط وبمواصفات عالية الجودة، الجسر عالي المواصفات فنياً ويمكن أن يخدم المنطقة بشكل كبير».

وعن الفائدة التي سيقدمها الجسر لطلاب المنطقة يقول "محمد النابلسي" مدير مدرسة الشهيد "زهير عبود" للتعليم الأساسي المجاورة للاتستراد: «هذا الجسر بالطبع سيخفف العناء الكبير الذي يواجهه الإداريون والتربويون في كل يوم لتأمين الطلاب إلى بيوتهم ومساعدتهم في عبور الشارع العام، وبالتالي هي خطوة مهمة بالنسبة للمدرسة والمدرسين وأسر الطلاب أيضا، ولا ننسى أن هذا الجسر سيساهم بإبعاد الخطر عن أكثر من 700 طالب هم طلاب هذه المدرسة».

الاستاذ "محمد النابلسي"

وعن دور إدارة المدرسة في بناء واستخدام هذا الجسر يقول: «إدارة المدرسة وبإشراف مديرية التربية قدمت كل المساعدة لإنجاز هذا الجسر فقد تم هدم سور المدرسة وبناؤه من جديد ليكون جدار حماية لهذا الجسر، وطبعاً دورنا سيكون أكبر مع اكتمال بناء هذا الجسر حيث سنقوم بإرشاد الطلاب على استخدامه للعبور وبشكل منتظم والاستفادة من هذه الظاهرة الحضارية التي طال انتظارها».

ويشاركنا التلميذ "جابر محمود الغانم" الحديث فيقول: «سأصعد الجسر في كل مرة آتي بها إلى المدرسة لأنه الوسيلة الآمنة لعبوري إليها، وعندها سأخفف العناء على أمي التي تقف في كل يوم لتطمئن على عبوري الشارع الذي سرق الكثير من أصدقائي، حتى أصبحنا نسميه "شارع الموت"».

"جابر الغانم"

وعن أهم المعوقات التي تواجه المدرسة نتيجة بناء الجسر، يتحدث "محمود العبود": «طبعاً أهم المعوقات وجود خشب البناء الذي يعرقل مرور الطلاب، إضافة إلى التل الترابي الموجود تحت الجسر والذي قد يتحول إلى وحل مع قدوم فصل الشتاء، والفتحات الجانبية الموجودة على جانبي الجسر والتي قد تتسبب بسقوط أحدهم».

السيد "هايل المحاميد" عاد مجدداً ليضع حلولاً لهذه المعوقات فقال: «بالنسبة للأخشاب فهي حتماً ستزال وهذا ما تقرره الجهة الفنية المنفذة، التل الترابي هو موضع اهتمامنا وسأعمل على تعبيد الطريق وتزفيته ولو من حسابي الخاص فلن أسمح بأن يمر الطلاب في وابل من الوحل، وبالنسبة للفتحات الجانبية فنحن نقوم بتصميم لوحات إعلانية ستزيل خطر تلك الفتحات».

والجدير بالذكر أن قرية "النعيمة" تبعد 6 كم شمالي مدينة "درعا" ويبلغ عدد سكانها حوالي 9000 نسمة إضافة إلى حوالي 3000 ممن يعملون في دول الخليج وتشهد تزايداً سكانياً نتيجة إقبال سكان المدينة للشراء والسكن بها وهذا نتيجة السماح بـ"الطابو" الشيء الذي يميزها عن المدينة.