دخل "سليمان سامي الرفاعي" لعبة الجودو عن طريق أخيه الكبير، فما لبث أن أصبح بطلاً لآسيا في فئة "الشباب"، والسابع عالمياً.

وهو الآن يتحضر مع المنتخب الوطني لاستحقاقات كثيرة بتصميم الرجل الواثق على رفع العلم الوطني السوري للحصول على بطولة العالم، والميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية القادمة.

يعتبر واحداً من أهم النجوم السوريين الشباب، والبطولات الخارجية التي خاضها تثبت ذلك، فتكنيكه على البساط عال جداً، يعرف ماذا يريد، والأهم من كل ذلك أنه يستمتع بما وصل إليه ويرغب في حصد الذهب في كل بطولة يلعبها. وكل من يعرفه عن كثب يعلم جيداً أنه قادر على الفوز بلقب بطولة العالم في وقت قريب جداً للمزايا التي يتمتع بها

مدونة وطن "eSyria" التقت البطل الشاب "سليمان الرفاعي" يوم الاثنين الواقع في 21/10/2013 المولود في قرية "أم ولد" التابعة إلى محافظة "درعا" عام /1993/، حيث تحدث عن بداياته مع اللعبة، فقال: «كنا نسكن في بلدة "السبينة" عندما دخل أخي الكبير "دريد" دورة تدريبية في فنون اللعبة على يد المدرب "سمير التمر"، وقد أحبها كثيراً لدرجة أنه أخذني للتدرب معه، فأحببتها بدوري، ورحت أنهل من علومها البدائية لمدة خمسة شهور متواصلة، وعندما انتقل إلى نادي "بريقة" في بلدة "قدسيا"، ما إن دخلت إلى النادي لمتابعة التدريب بمبلغ رمزي، وبعد أسبوع واحد تغلبت على كل اللاعبين الذين من عمري، فأعفتني المدربة "منال بدر" من الرسوم لتميزي في اللعبة. لكنني بقيت أتدرب ثلاث سنوات دون أن أخوض أي بطولة حتى عام /2005/ التي لم أحصل فيها على أي مركز بسبب خلع في كتفي كاد أن يحرمني من المتابعة لولا الإرادة والتصميم».

"سليمان" مع رفاقه عند تتويجه.

لم تكن الإصابة إلا حافزاً دفعه إلى التميز والتطور، ومنذ ذلك التاريخ وهو بطل "الجمهورية" عن فئتي "الناشئين والشباب"، وعن تلك البطولات وما تلاها من مشاركات خارجية، قال: «في عام /2006/ التي تعتبر أول سنة لي في فئة "الناشئين"، أحرزت فيها المركز الأول في بطولة "الجمهورية" بالفردي ضد اللاعب "محمد صابوني" من محافظة "حلب"، وحافظت على ذلك في العام التالي، وهو ما أهلني في /2008/ لخوض التجارب مع المنتخب الوطني في "اليمن" للتحضير لبطولة "آسيا"، وحزت في التجارب المركز الأول، ولم تكتمل فرحتي بالذهاب، بسبب ارتفاع التكاليف. وفي عام /2009/ شاركت في بطولة "العرب" و"غرب آسيا" عن فئة "الشباب" التي أقيمت في "لبنان"، حيث أحرزت "ذهبية العرب" بعد تغلبي على اللاعب العراقي "جواد كاظم" بحركة تدعى (إيبون) القاضية، وفي بطولة "غرب آسيا" تغلبت على نفس اللاعب في النهائي، وبنفس الحركة السابقة، ومازلت من يومها بطلاً لفئة "الشباب" في "سورية". وفي بطولة "آسيا" التي أقيمت في الصين في عام /2012/ حصلت على الميدالية "البرونزية" بعد منافسات لا تنسى بدأتها بالفوز على بطل العالم من دولة منغوليا الذي كان هو الفائز إلى ما قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، وقمت بحركة قاضية تدعى (إيبون)، وفزت عليه، وفي الدور الثاني واجهت بطل هونغ كونغ وربحت بحركة (يوكو) بعد التمديد. وفي الدور نصف النهائي قابلت بطل كوريا الجنوبية وخسرت معه بحركة (يوكو) قبل نصف دقيقة من النهاية، وعلى البرونز تغلبت على بطل "الكويت" بالتثبيت بعد /25/ ثانية من بداية المباراة. وفي الصين نفسها بعد انتهاء البطولة جرت بطولة مفتوحة على مستوى العالم في وزن /60/كغ ، وأحرزت المركز السابع، علماً أن وزني كان /48/كغ فقط! والمركز بالنسبة إلى الوزن يعتبر إنجازاً برأي المراقبين والمدربين، وبعدها مباشرة انتقلنا إلى "إيران" للمشاركة في دورة "الصداقة والسلام" حيث حصلت على الذهبية».

وفيما يخص العلاقة مع العائلة وما قدمته له للاستمرار، تابع: «لا يمكن في حال من الأحوال أن أنسى فضل أخي الكبير "دريد" بطل الجمهورية الذي لم يأخذ فرصته حتى الآن، فهو من شجعني وأدخلني إلى هذا العالم العنيف من الخارج، والجميل الراقي من الداخل لدى من يحسن السير في ركابه، وهو الذي كان ينسحب من البطولات عندما يجدني، (أخي "محمد" الذي ينتظره مستقبل باهر في اللعبة)، ينسحب بأي حجة وينال العقوبات، على الرغم من أنه قادر في أية لحظة على الفوز. وفي المنزل تعتبر الرياضة أمراً جلياً ومهماً فشقيقي الرابع "سيف" يلعب التايكواندو أيضاً، ونلقى كل الدعم من الوالدة التي تدعي لنا دائماً، وتصلي لله من أجل حمايتنا من الإصابات والفوز في البطولات».

وثيقة الاتحاد الآسيوي للجود في التميز.

وعن كيفية التدريب والمدربين، والطموحات المستقبلية، قال: «أتدرب في اليوم خمس ساعات لتطوير لياقتي البدنية، وتلقي التعليمات من المدربين في المنتخب الوطني، ونادي "الجيش" الذي انتقلت إليه منذ سنتين، وأعيش استقراراً كاملاً. أما عن المدربين فهم أكثر مدربي القطر خبرة، وهم: "أزهر جليلاتي"، و"ياسر الحموي"، و"بشير عاشور"، وقد تدربت فترة طويلة على يد المدرب الأوزبكي "نصرت فيليت" الذي يدرب منذ فترة طويلة في سرية مع المنتخب "الوطني"، وقد تدربنا في المنتخب لفترة قصيرة من قبل المدرب البلغاري "نيكولاي" لكن الفائدة كانت كبيرة لما كسبناه من تقنيات جديدة وتكتيك. نحن الآن في معسكر مغلق من أجل بطولة العالم في "سلوفينيا"، وبطولة "غرب آسيا" في "الكويت"، وبطولة "آسيا" في الصيف القادم. وكل الطموح ينصب على الذهب إنشاء الله».

اللاعب "دريد الرفاعي" شقيق "سليمان" تحدث عن شخصية أخيه على البساط بالقول: «يعتبر واحداً من أهم النجوم السوريين الشباب، والبطولات الخارجية التي خاضها تثبت ذلك، فتكنيكه على البساط عال جداً، يعرف ماذا يريد، والأهم من كل ذلك أنه يستمتع بما وصل إليه ويرغب في حصد الذهب في كل بطولة يلعبها. وكل من يعرفه عن كثب يعلم جيداً أنه قادر على الفوز بلقب بطولة العالم في وقت قريب جداً للمزايا التي يتمتع بها».

مع أخيه الكبير بطل الجودو "دريد".