بالتصميم وقوة الإرادة حقق اللاعب "أحمد الحميدات" أربع ميداليات فضية وبرونزية في دورة الألعاب العالمية /13/ للأولمبياد الخاص في اليونان.

موقع eDaraa التقى بتاريخ 19/7/2011 اللاعب "أحمد الحميدات" المعروف باسم "أبو علي" بالمحافظة بعد عودته من مشاركته في البطولة العالمية متوجاً بالميداليات البراقة وتحقيق انجاز كبير للوطن فقال لنا: «تحديت المجتمع بإصراري وقوة عزيمتي، ولم أفسح المجال للناس أن ينظروا إلي بمنظار الشفقة، وبعزيمتي وإرادتي القوية تغلبت على أبطال العالم بلعبة رفع الأثقال، وسجلت اسمي بحروف من ذهب في البطولة، وحققت أربع ميداليات مناصفة "/2/ فضة و/2/ برونز" برفع الأثقال وزن 95 كغ بلعبة الرجلين – الصدر – التقبين، وكنت أول لاعب في سورية يحرز هذه الميداليات بفعالية خارجية.

لم أكتف بممارسة الرياضة، بل تعديتها لأمارس فن التصوير الضوئي، واللعب على الكمبيوتر والاطلاع على آخر البطولات والتمارين في رفع الإثقال، وصنع أشياء ليس لها قيمة في المنزل، وأحولها إلى مناظر عادية بسيطة ليست بجودة المحترفين، ودائماً أتواجد بالنادي لرفع لياقتي البدنية، وأمارس رياضة السباحة

المنافسة كانت على أشدها مع أبطال اللعبة بالعالم واستطعت أن أفوز عليهم ومنهم لاعب ألماني وآخر أمريكي وثالث بريطاني ورابع مصري والأخير من الكويت، واستطعت بنتيجة تعليمات مدربي وتوجيهاته أن أركز وأحقق الفوز تلو الآخر».

مع مدربه عبد السلام العلي

وعن هذا الانجاز الكبير وشعوره عند رفع علم الوطن أمام دول كبيرة بهذه اللعبة يقول "الحميدات": «شعور لا يمكن وصفه امتزج بالفرح والبكاء وأنا أرى علم سورية بلدي الذي أحبه وتربيت فيه وأعطاني الكثير يرفع على السارية بين الدول الكثيرة المشاركة في البطولة، نتيجة تحقيقي العديد من الميداليات وبسبب صعوبة وقوة المنافسة.

كنت أتصور أبناء وطني ومدينتي أمامي أثناء رفع العلم، وكنت أتمنى لو كان جميع أبناء سورية الغالية معي وبجانبي بهذه اللحظات الصعبة، شعور لن أنساه طوال حياتي وسيتكرر عندما أفوز بالميداليات الذهبية».

برفقة منسق الاولمبياد الخاص بالمحافظة

مسيرة دامت ثلاث سنوات أثمرت تحقيق الميداليات البراقة وهنا يقول: «مارست رياضة الأثقال منذ ثلاث سنوات في نادي "بصرى الشام"، وأشرف على تدريبي المدرب الخلوق والقدير "عبد السلام العلي"، وأحرزت أولى بطولاتي في بطولة الجمهورية للاولمبياد الخاص.

بعدها تابعت التدريبات المتواصلة على مدار الأسبوع وأثبتّ جدارتي وتم ضمي للمنتخب الوطني، وشاركت في البطولة الإقليمية السابعة للأولمبياد الخاص التي أقيمت في "دمشق"، وقد أحرزت خلالها ثلاث ميداليات ذهبية وفضية، وحالياً سأتابع تدريباتي في النادي للاستعداد للبطولات القادمة والتي أطمح فيها لأكون دائماً في المقدمة.

وباسمي وباسم جميع ذوي الاحتياجات الخاصة نشكر كل من يقف معنا ويساعدنا، ومن هنا أحب أن أهدي فوزي ونجاحي إلى أسرتي: والدي ووالدتي ولقائد الوطن والوطن، وأشكر كل الأساتذة والمدربين الذين ساعدوني لتحقيق الفوز».

وعن الهويات الأخرى التي يمارسها "الحميدات" يقول بهذا المجال: «لم أكتف بممارسة الرياضة، بل تعديتها لأمارس فن التصوير الضوئي، واللعب على الكمبيوتر والاطلاع على آخر البطولات والتمارين في رفع الإثقال، وصنع أشياء ليس لها قيمة في المنزل، وأحولها إلى مناظر عادية بسيطة ليست بجودة المحترفين، ودائماً أتواجد بالنادي لرفع لياقتي البدنية، وأمارس رياضة السباحة».

الأسرة لها أهمية ودور كبير تلعبه في حياة المعاق تدفعه قدماً ليكون بطلاً رياضياً فيقول السيد "عبد الله حميدات" والد اللاعب "أحمد": «عوض ابني "أحمد" إصابته بالإعاقة بما هو أكبر، فقام بعمل ما عجز عنه الأصحاء، ولأن الموهبة الربانية التي منحها الله له لا حدود لها، استخرج مكنوناته الإبداعية ليكون بطلاً رياضياً يزين صدره وصدر الوطن بالميداليات البراقة. فكان دائماً خلوقاً يحب الناس ويحبه جميع أبناء البلدة لكونه لطيفاً ولا يؤذي أحداً، يعيش حياة طبيعية ويلقى الدلال الكافي باعتباره "آخر العنقود" على 8 شباب وثلاث بنات».

السيد "حابس مسالمة" منسق الاولمبياد الخاص في المحافظة تحدث عن اللاعب البطل "أحمد" بالقول: «الإعاقة لا تتمكن من الإنسان بوجود الاهتمام، ومن يضع الطموح لا يعرف المستحيل، وهذا ما يسعى إليه فريق العمل في الأولمبياد الخاص بالمحافظة من إداريين ومشرفين متفائلين مقبلين على الحياة بمعنويات عالية وروح رياضية خاصة إذا ما توافرت الرعاية والدعم من المدربين والأهالي وحتى اللاعبين.

وتوج عملنا بانجاز كبير حققه اللاعب "الحميدات" في بطولة العالم بالاولمبياد الخاص برفقة زميلته "أسماء ناصر الدين"، وهذا انجاز كبير يسجل للمحافظة وللوطن. "الحميدات" لاعب كبير يتعب على نفسه ولا يعرف الخسارة، دائماً يضع أمام عينه الفوز وتحقيق النتائج، ويحقق الميداليات في أية بطولة يشارك فيها».

وعن الانجاز الذي حققه اللاعب "أحمد الحميدات" يقول مدربه "عبد السلام العلي" ومدرب منتخب سورية الذي أشراف على تدريبه اليومي: «أشرفت على تدريب اللاعب "أحمد" منذ ممارسته للعبة، حيث أحضرته للنادي وأصبحت أصطحبه من المنزل للنادي ومن النادي للمنزل يومياً حتى أصبح لاعبا محترفا يحقق الانجازات أينما شارك، ليثبت أن المعاق هو جزء لا يتجزأ من المجتمع، بل هو عنصر مؤثر وفعال يمتلك طاقات حركية كامنة ومختزنة يفرغ محتواها بالمكان المناسب، خضع للعديد من التدريبات الخاصة بالأولمبياد الخاص، ودخل معسكرا تدريبيا بنادي "بصرى" لمدة ثلاثة أشهر ثم معسكرا بمدينة "حلب" لمدة 20 يوماً قبل البطولة بشهر.

ولم يذهب العناء والتدريب سدى حيث حقق خلالها اللاعب "أحمد" الميداليات البراقة التي رفعت ترتيب سورية بالميداليات، وأحرزنا المركز الأول على المستوى العربي، وكان بطلنا ملتزماً بالتمارين ويستوعب المعلومات ويتطور بسرعة كبيرة».