بُني جامع "إزرع الصغير" بطريقة تحاول الاستمرار بالفن المعماري السائد في المنطقة منذ أقدم العصور، ومازال مصلى صغيراً للصلوات الخمس وسط المدينة القديمة...

مدونة وطن "eSyria" التقت الآثاري "ياسر أبا نقطة" بتاريخ 21 كانون الأول 2013 الذي تحدث عن الجامع وقال: «تتميز مدينة "إزرع" بكثرة الأوابد والمكتشفات الأثرية والأبنية الأخرى العائدة إلى مختلف الحضارات الإنسانية، ومن هذه الآثار المهمة جامع "إزرع الصغير"، الذي يقع وسط المدينة القديمة في مكان مملوء بالبقايا الأثرية، يبعد عن الجامع "العمري" 150م باتجاه الجنوب الغربي، وهو للصلوات الخمس العادية عدا الجمعة، والسبب مساحته الصغيرة وعدم وجود منبر لأداء الخطبة».

تتميز مدينة "إزرع" بكثرة الأوابد والمكتشفات الأثرية والأبنية الأخرى العائدة إلى مختلف الحضارات الإنسانية، ومن هذه الآثار المهمة جامع "إزرع الصغير"، الذي يقع وسط المدينة القديمة في مكان مملوء بالبقايا الأثرية، يبعد عن الجامع "العمري" 150م باتجاه الجنوب الغربي، وهو للصلوات الخمس العادية عدا الجمعة، والسبب مساحته الصغيرة وعدم وجود منبر لأداء الخطبة

يشير "أبو نقطة" إلى أن الطريقة التي بني بها هذا الجامع هي محاولة الاستمرار بالفن المعماري السائد في المنطقة منذ أقدم العصور، الذي يعتمد على الأقواس المرتكزة على أعمدة بتيجان وسقوف حجرية من ربد وميازين، ويقول: «كحال جميع الأبنية القديمة في "حوران"، يقوم السقف على مبدأ الربدان والميازين ثم طبقة من الكلس والخفان، الذي تقوم فوقها كمية كبيرة من الأتربة وتضم نماذج فخارية كثيرة يبدو أنها مجلوبة من منطقة قريبة، القسم الغربي من السقف بحالة سيئة للغاية وقد تعرضت مساحة منه للسقوط أما الباقي فبحالة غير مستقرة، كذلك القسم الشرقي إنما بدرجة أقل، يوجد جدار حجري إلى الشرق من الجامع يبتعد عنه 3.85م، وهناك أساس لجدار قديم يحيط بالجامع من كافة الاتجاهات يبعد عن الضلع الغربي مسافة 3.75م، يبدو أنه كصحن خارجي محيط بهذا الجامع، ويبلغ طول الضلع الداخلي للجامع من جهة شمال جنوب 7.45م و 8.45م غرب شرق، أما من الخارج فالضلع الشمالي الممتد شرق غرب 9.35م و 8.20م للضلع الشرقي شمال جنوب، بارتفاع تقريبي للمستوى الحالي للمكان 4م، ويبلغ طول الضلع الغربي مع بقايا المئذنة 11.85م، وهي التي بقي منها ما أبعاده 2.25م، بينما الجدار الشمالي يوجد وسطه البوابة الرئيسية للبناء وهي بأبعاد 1.20م للعرض بارتفاع 1.70م، حيث تغطيه كميات من الحجارة المتراكمة».

سقوف من الربدان

أما السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التاريخ والتراث فيصف المحراب الذي يقع وسط الجدار الجنوبي الداخلي كما جرت العادة، ويقول: «هو عبارة عن قطعة واحدة رائعة الجمال، وتعد بلا شك من أجمل الفنون الممكنة، قوامها أربعة أعمدة اثنان منهما في اليمين وآخران من اليسار، مع وجود فراغ بين كل عمودين بما مقداره 7سم، تم ملؤه بكسر من الحجارة والطين، للأعمدة تيجان آيونية وتغطي سطح الحلزونات ورقة أكانثا فيها أشكال بيضوية في الوسط، ويعلو التيجان قوس نصف دائري، ويوجد شكل لوردتين نافرتين من على يمين ويسار القوس ثم شكل نباتي تعلوه ورقة في رأس المثلث، ثم حجر مفرغ على شكل نافذة فيه عمودين مع قوس نصف دائري ووردتين واحدة في أعلى كل جهة، وقناتين حجريتين من كل جهة لتصريف المياه كمزاريب، ولكن الغربية منها مكسورة، والجدار الغربي الخارجي حالته جيدة فيه باب عرضه 1.50م ارتفاعه الحالي 70 سم للجنوب منه تقوم نافذة بأبعاد 50 × 50 سم».

الآثاري ياسر أبو نقطة
جانب من الجامع