اقترنت الأهمية الدينية والاجتماعية والحضارية للمساجد في مدينة "بصرى" بحضورها واستمرار الحفاظ عليها، ومنها جامع "الياقوت" الذي يعتبر من أقدم وأهم المعالم الأثرية الذي شهد تعاقب الكثير من الحضارات التي عاصرتها المنطقة.

يقع "جامع الياقوت" أمام مدرسة أبي الفداء، حيث كان مدفناً لشرف الدين ابن الأمير ياقوت والي بصرى المتوفى عام 654هـ / 1254م، وأضيف إليه مسجد صغير بناه الأمير ياقوت.

جامع "الياقوت" من الجوامع المهمة في مدينة "بصرى" الأثرية، واحتواء هذا المبنى على عناصر معمارية تتميز بها العمارة العسكرية يجد تفسيره في النشاط المعماري الذي سبق به هذا الوالي، حيث تم بناؤه في نفس الفترة الزمنية التي تم بها بناء أحد أبراج القلعة بنفس الأسلوب، ولا يزال يحتوي المبنى على نقش كتابي مصنع معدنياً، ولهذا يعتبر المبنى الأثري آخر ما أنشأه وشيده الأمير "صنقر" في مدينة بصرى، ومن المحتمل أن بناءه تم على يد نفس البنائين الذين كانوا يعملون على قلعة بصرى

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14/10/2012 الباحث في التراث السيد "علاء الصلاح" والعامل بدائرة آثار بصرى تحدث عن الجامع بالقول: «إن الإطلالة على الآثار المتنوعة التي تحتوي عليها مدينة "بصرى" يعطي فكرة واضحة عن أهمية المدينة التاريخي والأدوار العظيمة التي لعبتها في تاريخ الشرق القديم منه أو في العصور الوسطى والمتأخرة، حيث تضم محافظة "درعا" العديد من الجوامع الأثرية التي تعود لفترات تاريخية قديمة وبعضها لفترة الفتوحات الإسلامية، ومنها "جامع الياقوت" الذي يعتبر من أقدم الجوامع الأثرية في محافظة "درعا"، ومن المؤكد أنه شهد أغلب العصور والحضارات، فهو محطة تؤرخ لمراحل تاريخية عرفتها أرض بلاد الشام».

جانب من الجامع

يتابع: «يقع هذا المسجد الأثري المهم في الجهة الشمالية الشرقية من بركة الحاج على بعد أمتار قليلة من تربة الأمير "صنقر المالكي"، وهذا المبنى يعتبر في حجمه وفي مصغره شكلاً مصغراً للمباني الجنائزية، فهو يتكون من غرفتين متصلتين ببعضهما بعضاً على قطعة من الأرض تبلغ أبعادها 7/14 متراً، ويدل وجود محراب في الغرفة الغربية منها على أنها استخدمت كمصلى، أما الغرفة الشرقية الأصغر فقد استخدمت كمدفن.

أما كتلة المدخل المتقنة البناء والمنهية في الأعلى بقوس ثلاثي لا تزال قائمة، ويوجد عليها نقش كتابي محفور على حجر من الجير الأبيض، هذا النقش يصف البناء على أنه للحاج "شهاب الدين يوسف ابن ياقوت" والي قلعة "بصرى"، والذي توفي في 1257م وسمي باسمه، كذلك يوجد نقش كتابي آخر فوق أحد نوافذ الواجهة الغربية، ويصف هذا المبنى على أنه مسجد وانشئ عام 1258م، ويفهم من ذلك أن والي القلعة "ياقوت" مؤسس هذا المسجد توفي قبل الانتهاء من بنائه».

الجانب الشمالي للجامع

مدير آثار "بصرى" المهندس "أحمد علي" تحدث عن الجامع بالقول: «جامع "الياقوت" من الجوامع المهمة في مدينة "بصرى" الأثرية، واحتواء هذا المبنى على عناصر معمارية تتميز بها العمارة العسكرية يجد تفسيره في النشاط المعماري الذي سبق به هذا الوالي، حيث تم بناؤه في نفس الفترة الزمنية التي تم بها بناء أحد أبراج القلعة بنفس الأسلوب، ولا يزال يحتوي المبنى على نقش كتابي مصنع معدنياً، ولهذا يعتبر المبنى الأثري آخر ما أنشأه وشيده الأمير "صنقر" في مدينة بصرى، ومن المحتمل أن بناءه تم على يد نفس البنائين الذين كانوا يعملون على قلعة بصرى».

الطريق المؤدي للجامع