تتميز مدينة "بصرى" الأثرية بالعدد الكبير من الأعمدة الأثرية، والتي تتصف باختلاف طرازها ومدارسها المعمارية، وأشكالها والعهود التاريخية الموثقة للثقافات والديانات والمعتقدات.

استعملت الأعمدة بأنواعها الكثيرة في المباني الرومانية والبيزنطية والإسلامية وهنا تقول المهندسة وفاء العودة مديرة آثار "بصرى" لموقع eDaraa عن هذه الأعمدة: «تفنن منشئوا الأعمدة الأثرية في المدينة الأثرية، لتبدو اليوم غاية معمارية بحد ذاتها بتصميمها وتيجانها وقواعدها وطرازها، وأثارت هذه الأعمدة التساؤلات ودفعت الباحثين للاهتمام بها بتعدد أشكالها والطرز والعهود التاريخية الموثقة للثقافات والديانات والمعتقدات.

ومن أهم الأعمدة الأثرية معبد حوريات الماء، وهو عبارة عن أربعة أعمدة من الطراز الكورينثي بارتفاع يصل إلى 14 متراً وقطر 1.2 متر، وهي بقايا معبد روماني مخصص للسقاية، وتعتبر نموذجاً فريداً من نوعه في مدينة بصرى، لضخامتها وشكل القاعدة المثمنة ونحتها من البازلت القاسي، مبينة أن الطراز الكورنثي جاء من أصول العمارة المصرية، ثم انتقل إلى الإغريق ونشأ في مدينة أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد، واشتقت تسميته من مدينة كورنث اليونانية، وطوره الرومان في حقبة لاحقة واستعملوه في عمارتهم إضافة إلى استعمالهم طرز الأعمدة الإغريقية، ويوجد هناك مبان مزينة بالأعمدة مثال مسرح "بصرى"، حيث كان يزين واجهة المسرح أعمدة من الحجر الكلسي تتألف من ثلاث طبقات يعلوها تيجان أعمدة كورنثية

واستعملت الأعمدة بأنواعها الكثيرة في المباني الرومانية والبيزنطية والإسلامية، وتشتهر منطقة "حوران" وخصوصاً بصرى بالأعمدة النبطية المنحوتة بالصخر البازلتي، وهو ما يلمسه الزائر في جميع مكونات النسيج العمراني الأثري في المنطقة. والأعمدة الكلاسيكية استثمرت خلال الفترة الإسلامية في بناء المساجد كما هو الحال بالمسجد العمري، إضافة إلى استخدام بعضها الآخر في بناء أبراج القلعة وبرزت أهميتها في حماية جدران القلعة أثناء الزلازل والهزات الأرضية، وعلى الرغم من انتشار الأعمدة في مناطق المدينة القديمة، وسط أبنية متجاورة إلا أن وجود بعضها بحالة متفردة كما هو الحال بالشارع المستقيم مركز الشوارع الرومانية، وكانت معمرة بالكامل، يدفع زوار المدينة بشكل دائم لأخذ اللقطات التذكارية بقربها».‏

اعمدة السقايات الأثرية

تتعدد أشكال الأعمدة حسب الفترة التي تعود إليها وهنا يقول الآثاري "علاء الصلاح" من دائرة آثار "بصرى": «لا تزال الأعمدة مخلصة للتأثيرات الأولى المحاكية للأشكال الطبيعية والإبداعات، بما تتضمنه من زخارف مميزة لكل مدرسة معمارية. وتتعدد أشكال الأعمدة حسب الفترة التي تعود إليها، وجاءت أعمدة الشارع المستقيم والشوارع الفرعية من أعمدة الطراز الأيوني، ومعظمها من الحجر البازلتي وبعضها من الحجر الكلسي، كالأعمدة التي تزين الطريق المار من قوس النصر إلى المسرح، ويتميز العمود النبطي الواقع إلى الشرق مباشرة من الباب النبطي الذي يشكل جزءاً من معبد يعود إلى الفترة النبطية بتاجه المشابه للأعمدة النبطية في مدينة البتراء الأردنية، وغيرها من المدن النبطية في حين تتألف هذه الأعمدة من عدة قطع يعلوها تاج، وفي بعضها يتم نحت البروز ضمن العمود لوضع مصابيح إنارة لوضع تماثيل تقدمات ونذور للآلهة».‏

ويتابع حديثه بنفس السياق: «ومن أهم الأعمدة الأثرية معبد حوريات الماء، وهو عبارة عن أربعة أعمدة من الطراز الكورينثي بارتفاع يصل إلى 14 متراً وقطر 1.2 متر، وهي بقايا معبد روماني مخصص للسقاية، وتعتبر نموذجاً فريداً من نوعه في مدينة بصرى، لضخامتها وشكل القاعدة المثمنة ونحتها من البازلت القاسي، مبينة أن الطراز الكورنثي جاء من أصول العمارة المصرية، ثم انتقل إلى الإغريق ونشأ في مدينة أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد، واشتقت تسميته من مدينة كورنث اليونانية، وطوره الرومان في حقبة لاحقة واستعملوه في عمارتهم إضافة إلى استعمالهم طرز الأعمدة الإغريقية، ويوجد هناك مبان مزينة بالأعمدة مثال مسرح "بصرى"، حيث كان يزين واجهة المسرح أعمدة من الحجر الكلسي تتألف من ثلاث طبقات يعلوها تيجان أعمدة كورنثية».‏

المهندسة وفاء العودة
اعمدة مسرح بصرى