تعد مدينة "بصرى" قبلة السياحة في محافظة "درعا" حيث إنها تحتوي على أهم الشواهد المعمارية التي تحاكي الحضارات التي مرت بها عبر العصور ومن هذه الشواهد حمام "منجك اليوسفي" الذي يعتبر مثالاً رائعاً للهندسة المعمارية في العصور الوسطى.

حيث يقع الحمام في الجهة الشرقية المقابلة للجامع العمري، وتذكر السيدة "وفاء العودة" مديرة آثار "بصرى" بتاريخ 1/4/2012 عن تاريخ بناء الحمام وأهميته الأثرية بالقول: «شيد هذا الحمام في الجهة الشرقية المقابلة للجامع العمري، ويعود تاريخ إنشائه إلى العهد الأتابكي أي أواخر القرن الثاني عشر بعد الميلاد، وأصبح بعد ترميمه من أبرز الأماكن الأثرية التي يمكن لزائر "بصرى" أن يشاهدها حال وجوده في تلك المدينة العريقة، وقد أنشئ هذا الحمام على يد نائب سورية ودمشق "منجك اليوسفي"، وافتتح عام 773هـ1372م».

شيد هذا الحمام في الجهة الشرقية المقابلة للجامع العمري، ويعود تاريخ إنشائه إلى العهد الأتابكي أي أواخر القرن الثاني عشر بعد الميلاد، وأصبح بعد ترميمه من أبرز الأماكن الأثرية التي يمكن لزائر "بصرى" أن يشاهدها حال وجوده في تلك المدينة العريقة، وقد أنشئ هذا الحمام على يد نائب سورية ودمشق "منجك اليوسفي"، وافتتح عام 773هـ1372م

وتتابع حديثها بنفس السياق فتقول: «يقوم مبنى الحمام على قطعة من الأرض مساحتها 14×45 م، ويتألف المبنى من ثلاثة أجنحة جناح الاستقبال والحمام نفسه وغرف الخدمات، ويتألف من صالة واسعة وثلاث مقاصير مستطيلة الشكل، تحت الأرضية توجد ممرات لنقل دخان الفرن الساخن إلى المدخنة في غرفة الاستقبال وذلك للتدفئة. أرضية الحمام كانت مغطاة بأحجار ملونة، وقطع رخامية فسيفسائية، وجعلت مائلة قليلاً لتصريف الماء منها عبر قنوات تجمعها لتصبها في مجاري المدينة المالحة. قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بترميم الحمام لاستقبال الزوار والسياح طوال أيام السنة».

الحمام الاثري

وعن بقية الأقسام الرئيسية للحمام يقول الآثاري "علاء الصلاح" من دائرة آثار "بصرى": «القسم الشمالي من مبنى الحمام فيه غرف الخدمات ولها مدخل واحد على الشارع الرئيسي. وتتألف غرف الخدمات من الفرن، الذي أُقيم في باطن الأرض، ومستودع الماء البارد، في الزاوية الشمالية الشرقية، ومستودع أكبر للماء الساخن، وأماكن للتخزين. ويتم توزيع الماء البارد والساخن على أقسام الحمام عبر شبكة من الأنابيب الفخارية المزدوجة. وتوجد أنابيب للماء البارد منفصلة تؤدي إلى النوافير، وإلى المرحاض».

الحمام يتألف من عدة أجنحة وهنا يقول "الصلاح": «يتألف البناء من جناح الاستقبال والحمام وغرف الخدمات. الإضاءة كانت عبر فتحات زجاجية متوضّعة في القباب. توجد غرفتان كمدخل، وممر يقود إلى المرحاض، وغرفة الاستقبال، التي تتألف من صالة واسعة لها قبة، في وسطها حوض ماء. حول الغرفة من الداخل توجد مصطبة فيها 31 تجويفاً لحفظ الملابس، مساحة هذا الجناح 15×15م. يوجد باب في غرفة الاستقبال يقود إلى الحمام. ويبدأ بغرفة كان فيها نوافير ماء. وفيها باب يؤدي إلى غرفة ذات عشرة أضلاع، تحتوي على ستة أماكن للاستحمام، يتفرع منها مكانان للاستحمام الشخصي. شمال هذه الغرفة توجد أخرى مستطيلة فيها ستة أماكن للاستحمام وأربعة أخرى في زواياها القطرية. وجميع هذه الغرف كانت مغطاة بأسقف معقودة من الحجر الأسود الخفيف، أما جدرانها فكانت مكسية بالجص، استخدمت الحجارة البيضاء الكلسية ابتداءً من الأرض فالمصطبة حتى بداية القبة. وكان التباين بين اللون الأبيض ولون الحجارة البازلتية السوداء جميلاً ومؤثراً».

السيدة وفاء العودة
توافد السياح على الحمام