هو من أهم الأوابد الأثرية التي تزخر بها مدينة "بصرى"، فبحسب الآثاريين يعد "مسرح بصرى" المسرح المكتمل الوحيد في العالم الذي يجمع بين روعة البناء والدقة الفنية.

إضافة إلى كون مدرجه من أكبر المدرجات الأثرية وأجملها والذي مازال محافظا على معظم أقسامه وسائر عناصر عمارته منذ العصر الروماني. يتسع المدرج لأكثر من 15 ألف متفرج، وتقام عليه فعاليات مهرجان "بصرى" الدولي.

يتميز مسرح "بصرى" بواجهته الجميلة المشكلة من مجموعة من الأعمدة الرخامية البيضاء، وبنفس الوقت كان لها مساهمة في عملية كسر الصوت والمساعدة على انتشاره على المدرج، وكانت هناك ثلاث تقنيات في بناء المسرح الأولى توزيع الصوت دون وجود مكبرات للصوت في ذلك العصر، والتقنية الثانية دخول وخروج المتفرجين خلال ربع ساعة دون أي تزاحم، والتقنية الثالثة تقنية تصريف الأمطار، ووزعت الطبقات الاجتماعية في المجتمع الروماني للجلوس في المسرح الطبقة الأولى خصصت لأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس المدينة، والطبقة الثانية كانت مخصصة لقادة الجيش والتجار وصناع السيوف، والطبقة الثالثة كانت مخصصة لعامة الناس والعبيد وقوفاً على الأقدام في الرواق العلوي

الآثاري "علاء الصلاح" ذكر لموقع eDaraa بتاريخ 23/1/2012 أن المسرح هو المسرح الوحيد المكتمل في العالم ، والذي بقي متحفظاً بمعظم أقسامه وسائر عناصر عمارته منذ العصر الروماني، وهو منحوت من الحجر البازلتي، ويظهر بكامل أقسامه وتبدو منصة التمثيل وجميع تفرعاتها غير منقوصة، وهي مزينة بمحاريب وأبواب كبيرة ويتوج البناء رواق مسقوف على الشكل المعروف في الملاعب الرومانية.

أعمدة المنصة الرئيسية

وعن أقسام المسرح الأثري يقول "الصلاح": «المسرح يقوم فوق قلعة من العصر النبطي، والمدرج مبنى على غرار المسارح الهلنستية، بحيث تمتد أطرافه إلى أكثر من نصف دائرة، وترتفع جدرانه إلى ما يزيد على العشرين متراً، وهو محاط بأبواب أرضية ونوافذ علوية بعضها مفتوح وبعضها مغلق، يتسع المدرج لأكثر من خمسة عشر ألف متفرج، وهو مقسوم إلى ثلاثة أقسام مفصولة بممرات تفتح عليها الأبواب التي يدخل ويخرج منها المتفرجون، ويتألف القسم الأول من 14 درجة، والثاني من 18 درجة، والعلوي 5 درجات، وقد استعاضوا عن بناء حواجز بين كل قسم من الأقسام الثلاث كما هو معروف في المسارح القديمة بمظهر المقاعد الحجرية المصفوفة إلى جانب بعضها بعضاً في أعلى كل قسم، وتحتفظ ساحة العازفين ببلاطها الأساسي على حالته القديمة التي نستدل منها على أن هذه الساحة كانت تستعمل لإقامة الطقوس الوثنية في الأعياد والمواسم المعينة لهذه الغاية علاوة على جلوس العازفين، وعند النزول من المدرج إلى المسرح يوجد ثلاثة أبواب، الباب الأول للزائرين أو للمسافرين، والباب الثاني لسكان المدينة، والباب الثالث للطبقة العليا».

الفترة التي يعود إليها بناء المسرح حدثتنا عنها السيدة "وفاء العودة" مديرة آثار بصرى فقالت هنا: «يعود مسرح "بصرى" الأثري إلى منتصف القرن الثاني بعد الميلاد، في فترة حكم الإمبراطور "تراجان" في الحقبة الرومانية، التي أصبحت فيها مدينة "بصرى" عاصمة للولاية العربية الرومانية التي ضمت الجنوب السوري وشرقي الأردن، حيث جعل الرومان من "بصرى" صورة مصغرة عن مدينة روما بكل منشآتها. يعتبر هذا البناء من المسارح القديمة التي صمدت أمام كوارث الطبيعة، ويجمع بين روعة البناء وقوة العمارة، ويعطي مدينة "بصرى" خلوداً أبدياً لكونه المسرح الوحيد الكامل في سائر أنحاء العالم الذي بقي محتفظاً بمعظم أقسامه. فالمدرج منحوت من الحجر البازلتي ويظهر بكامل أقسامه، وتبدو منصة التمثيل غير منقوصة وهي مزينة بمحاريب وأبواب كبيرة. ويتوج البناء رواق مسقوف على الشكل المعروف في الملاعب الرومانية ولكنه اندثر فيها جميعاً والرواق العلوي كان القسم الوحيد المخصص للنساء».

المدرجات التي تتسع لأكثر من 15 ألف متفرج

وعن قياسات المسرح والمنصة الرئيسية تقول بهذا المجال: «طول المسرح (45) م وعرضه (8،5) م، ويبلغ عرض منصة التمثيل 45.5 م بعمق 8 م، وكانت أرضها مصنوعة من الخشب الذي يستند على قواعد مبنية من الحجر بشكل قوائم مربعة الشكل تسمح بجلوس الملقنين تحتها، وينفذ الملقنون إلى مكانهم تحت أرض المنصة بواسطة باب مبني في الممشى الخلفي الواقع وراء واجهة المسرح. وكانت هذه الواجهة مزينة بثلاثة طوابق من الأعمدة المنحوتة على الطراز الكورنثي، ومزينة بمحاريب مغلقة معدة لوضع التماثيل. ويقام وراء جدار المسرح ممر مؤلف من طابقين، الأرضي معد لانتظار الممثلين الذين ينفذون منه إلى منصة التمثيل بواسطة ثلاثة أبواب شاهقة، وبابين جانبيين يعلو كل منهما أربعة ألواح من الجهات الشرقية والغربية من هذا القسم، وينفذ إلى كل لوح بواسطة درج خلفي يسمح بالوصول إلى المماشي الخلفية والقسم الأوسط من المدرج أيضاً».

ميزات عديدة ميزت المسرح عن بقية المسارح والطبقات الاجتماعية التي خصصت لأماكن الجلوس وهنا تقول: «يتميز مسرح "بصرى" بواجهته الجميلة المشكلة من مجموعة من الأعمدة الرخامية البيضاء، وبنفس الوقت كان لها مساهمة في عملية كسر الصوت والمساعدة على انتشاره على المدرج، وكانت هناك ثلاث تقنيات في بناء المسرح الأولى توزيع الصوت دون وجود مكبرات للصوت في ذلك العصر، والتقنية الثانية دخول وخروج المتفرجين خلال ربع ساعة دون أي تزاحم، والتقنية الثالثة تقنية تصريف الأمطار، ووزعت الطبقات الاجتماعية في المجتمع الروماني للجلوس في المسرح الطبقة الأولى خصصت لأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس المدينة، والطبقة الثانية كانت مخصصة لقادة الجيش والتجار وصناع السيوف، والطبقة الثالثة كانت مخصصة لعامة الناس والعبيد وقوفاً على الأقدام في الرواق العلوي».

السيدة وفاء العودة