"بصرى" المدينة المحصنة ذكرت ضمن المدن التي نقشت أسماؤها على قاعدة تمثال للفرعون أمينوفس الثالث "1403-1364" ق.م.

وكانت لا تزال في ذلك العهد إمارة صغيرة كغيرها من إمارات بلاد الشام الجنوبية، تزود القوافل التجارية بالماء والمؤن، وتساعد في عملية التسويق والتخزين والتوزيع.

تحتضن مدينة "بصرى" الأثرية الكثير من المواقع الأثرية والسياحية، ومن المعالم الأثرية المهمة في المنطقة معبد حوريات الماء "السقايا"، والذي أظهرت الحفريات التي تمت في الموقع اعتباراً من 1978 ضرراً كبيراً لحق له صرح "السقايا"، من حيث فقد الكساء الرخامي وتحطيم تمديدات المياه الذي لحق بالبناء في القرن الخامس والسادس للميلاد نتيجة الهزات الأرضية، والحالة الإنشائية للمبنى هي عبارة عن أربعة أعمدة، وهي الجزء المتبقي والواجهة مفقودة بشكل كامل، وكانت تجري المياه من تحت المعبد بطريقة هندسية معقدة

ومن أهم مناطقها الأثرية "معبد حوريات البحر" الذي كان يستخدم كمنهل رئيسي لهذه القوافل عند تقاطع الشارع الرئيسي مع الشارع الممتد من الحمامات إلى الجامع العمري.

معبد حوريات البحر

موقع eDaraa التقى السيدة "وفاء العودة" مديرة آثار "بصرى" بتاريخ 18/12/2011 والتي حدثتنا عن المعبد وأهميته بالقول : «معبد "حوريات الماء" من أهم المواقع الأثرية في مدينة "بصرى الشام"، تصنيفه موقع أثري، وملكيته تعود للمديرية العامة للآثار والمتاحف في المرسوم رقم 1620 تاريخ 1972، بقرار رقم 109 تاريخ 13/8/1972، ويحمل الرقم العقاري 488-489، يقع شمال الحمامات الرومانية الجنوبية مباشرة عند تقاطع الشارعين الرئيسي والفرعي المتجه إلى الجامع العمري. يعود تاريخ إنشائه إلى القرن الثاني الميلادي، وكان يتألف من واجهة مبنية بين الأعمدة تعلوها جبهة من الطنف والافاريز، ويمتد وراءها بقية أجزاء منهل الماء، وتتألف من أربعة أعمدة منحوتة على الطراز الكورنثي ترتفع لعلو 14 متراً. وقطر متر وعشرين سنتمتراً».

اشتهرت مدينة "بصرى" بانتشار وكثافة سبل المياه ومنها معبد "حويات الماء" وهنا تقول: «كان من المفترض أن يكون في مدينة "بصرى" العديد من سبل المياه وفي أماكن متعددة، أهمها عند مدخل الأبواب والساحات العامة وعند تقاطع الشوارع الرئيسية، وعند مدخل الأبنية الهامة والمرتادة بعدد كبير من الجمهور مثل المسارح والحمامات، وقد بلغ عددها في مدينة روما في القرن الأول للميلاد 591 سبيلاً، ثم تضاعف العدد ثلاث مرات في القرن الرابع ليصل إلى 1352 سبيلاً، وكان عملها مستمراً على مدار الساعة، بحيث يزود كل سبيل بكمية من المياه بحدود 40 متراً، وهي وسيلة يتصدق المحسنون وأهل الخير من خلالها. كان الهدف العام من السبل تأمين مياه الشرب للمارة، ومن النادر أن تنقل منه المياه للمنازل أو لشرب الحيوانات، فالحيوانات تشرب من البرك والخزانات المخصصة لذلك، أما مياه الشرب الخاصة بالمنازل فيتم نقلها من الينابيع».

واجهة المعبد

بينما تحدث الآثاري "علاء الصلاح" من دائرة آثار "بصرى" بالقول: «جاء موقع السبل ومنها "معبد حوريات الماء" التي ما زالت بقاياه ماثلة في "بصرى" في موقع يتوسط المدينة وقلبها المفعم بالنشاط في وسط المدينة، حيث التحام الشارع القادم من المعسكر مع الشارع الرئيس، ويجاورها جنوباً الحمامات الجنوبية وغير بعيدة عن السوق العامة والمسرح وغيرها من المنشآت التي لم يتم الكشف عنها، جاءت السقايا "المعبد" في "بصرى" بتصميم ربط بين الشارعين بحيث بترت الزاوية القائمة بهذا البناء الذي يبلغ طولة 15،6 متراً، وتتقدمه واجهة مكونة من أربعة أعمدة كورنثية تنتصب فوق بلاط مسطح على امتداد الواجهة، بحيث تأخذ كل بلاطة طول الركيزة المركزي والبالغ 180سم، ويبلغ ارتفاع الركيزة مع العمود التاج 14 متراً، وجاء العمود منتصباً بقطر 1،2 متر فوق قاعدة مثمنة يبلغ طول كل ضلع منها 64 سم، أما الصدر فقد جاء على شكل جدار منحنٍ مقبب، وفي الأسفل حوض ماء دائري بقطر 10سم، والمسافة الفاصلة بين كل عمود وآخر من أعمدة الأطراف 2،8 متر، بينما في عمودي الوسط تكون المسافة بينهما 4،8 أمتار، وبذلك يكون ارتباط زواياها من كل جهة مع كل شارع بزاوية تبلغ 45 درجة».

ويقول الباحث في التراث "تيسير الفقيه" عن معبد "حوريات الماء" المعروف ب"السقايا": «تحتضن مدينة "بصرى" الأثرية الكثير من المواقع الأثرية والسياحية، ومن المعالم الأثرية المهمة في المنطقة معبد حوريات الماء "السقايا"، والذي أظهرت الحفريات التي تمت في الموقع اعتباراً من 1978 ضرراً كبيراً لحق له صرح "السقايا"، من حيث فقد الكساء الرخامي وتحطيم تمديدات المياه الذي لحق بالبناء في القرن الخامس والسادس للميلاد نتيجة الهزات الأرضية، والحالة الإنشائية للمبنى هي عبارة عن أربعة أعمدة، وهي الجزء المتبقي والواجهة مفقودة بشكل كامل، وكانت تجري المياه من تحت المعبد بطريقة هندسية معقدة».

السيدة وفاء العودة